لم تكن جلسة 14 حزيران الرئاسية على المستوى السياسي والتنافس بين الفريقين كغيرها من الجلسات التي سبقت، لما حملته من رسائل داخلية كانت أو خارجية، وسط حراك جديد تقوده فرنسا بتنسيق مع المملكة العربية السعودية على ما يبدو، خصوصاً بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالأمير السعودي محمد بن سلمان في باريس يوم الجمعة الفائت.
وفي حين يصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت بعد غد الأربعاء كان هو مقررا، وبانتظار ما يمكن أن يحمل في جعبته من أفكار أو طروحات للحل، يرى نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي أن الوضع بلبنان صعب حالياً ومعقد، لأنه متعلق بتطور الواقع الإقليمي على مستوى مسار التسويات في المنطقة، وبالتالي، الوضع اللبناني ليس مستقلاً عن هذا المسار.
وفي الإطار، تتركز الأنظار على مبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للسلام في المنطقة وما اذا كانت ستخضع لمسار معين خصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن للمملكة، علماً أن سوريا وفلسطين معنيتان بهذه العملية، من هنا تبدو الأمور معقدة.
وإذ اعتبر أن "من نتائج جلسة 14 حزيران، أن جهاد أزعور طار من المعادلة، لكن في الوقت نفسه المسار ليس سهلاً وكذلك انتخاب رئيس للبلاد، لأن المسألة تتعلق بالاتفاق على سلّة متكاملة Package Deal، بمعنى أن الاتفاق على رئيس سيشمل اتفاقاً موازياً على الحكومة ورئيسها وعلى قيادة الجيش والحاكم المركزي وغيرها من المراكز الحساسة".
الفرزلي رأى أن الحراك الفرنسي مهم في هذه المرحلة خصوصاً أنه يتم بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، والفرنسيون دورهم مركزي.
وأعرب عن اعتقاده بأن رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل سيعيد النظر بمقاربته للمشهد السياسي في المرحلة المقبلة.
ورداً على سؤال أنه طالما استمر ترشيح سليمان فرنجية، سيبقى باسيل متموضعاً ضده، يجيب الفرزلي: "هذا الكلام فيه خلاصات قاسية. في الماضي قلنا طالما استمر ميشال عون في ترشيحه طالما استمر سمير جعجع في معارضته لهذا الترشيح. مع العلم أن ما كان موجوداً بين جعجع وعون أكبر مما هو موجود بين باسيل وفرنجية. وما كان بين سعد الحريري ووليد جنبلاط وميشال عون أكبر مما هو بين سليمان وجبران. لذلك، سواء استمر فرنجية بترشيحه أو بعدمه، فإن باسيل سيعيد إنتاج موقف ينسجم مع "حزب الله" مقابل مكاسب سياسية وحصص في بعض المراكز الحسّاسة".
ورأى أن الموقف المعارض الذي تجلّى أخيراً بتقاطع "التيار الوطني الحرّ" مع المعارضة لم يكن سوى انتاج دور لجبران باسيل ولم يثمر الا إعادة لهذا الدور.
ورداً على سؤال عن أنه قطع الطريق أيضاً على سليمان فرنجية، يجيب الفرزلي: "ما تِستَعجل".