يستمرّ الموفد الشخصيّ للرئيس الفرنسيّ جان إيف لودريان بلقاءاته، ومن ضمن سلسلة اللقاءات التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل يرافقه النائبان نديم الجميل وسليم الصايغ، وعضو المكتب السياسي الكتائبيّ جويل بو عبود.
وبعد اللقاء، غرّد الجميّل على تويتر كاتباً: "لقاء صريح مع الموفد الشخصيّ للرئيس الفرنسيّ جان إيف لودريان عرضنا خلاله مقاربة الكتائب للملفّ الرئاسيّ."
وأضاف: "كما تقدّمنا بخارطة طريق مكتوبة لحلٍّ مبنيّ على استعادة الدولة سيادتها، ورفع الوصاية المفروضة عليها، وإجراء الإصلاحات المطلوبة لإخراج الشعب اللبنانيّ من عمق الأزمة."
وبحسب المعلومات فإنّ رئيس حزب الكتائب أعاد التأكيد على كلّ مواقفه السابقة، وأكّد أنّه من جهة المعارضة والحزب "فعلنا أقصى ما نستطيع ضمن إطار التنازلات، وذهبنا نحو المرشّح جهاد أزعور وهو ليس مرشّح أحد من فريقنا، ويعتبر مرشّحاً توافقيّاً بامتياز".
وشدّد على أنّ عدم قبول "حزب الله" بأزعور هو بمثابة رفض لأيّ تسوية مع الآخرين، وبذلك "وضعونا في موقع إمّا الاستسلام أو الصمود، وهم يخيّروننا بين الاستسلام أو الفراغ، وبالتالي أكّدنا أمام لودريان أنّ هذه المعادلة إذا تمّ وضع النواب أمامها ستؤدّي حتماً إلى انتصار الفريق الذي يطرحها، فإذا خيّرَت النواب بين مجموعة من المرشحين بالطبع سيختار كلّ منهم مرشّحه، أمّا حين تخيّرهم بين مرشّح محدّد والفراغ فحتماً هناك من سيفضّل المرشّح ويهرب من الفراغ، وبالتالي أصبح هذا الأسلوب استنزافاً للفريق الآخر لفرض مرشّحه، مع العلم أنّ الرئيس هو مسيرة 6 سنوات، أي استمرارية بالمأساة التي نعيش فيها، فالرئيس المفروض من "حزب الله" يعني لا إصلاحات ولا انطلاقة اقتصادية جديدة".
وطالب الفرنسيين بإيصال رسالة للجميع أنّ هناك فريقاً غير مستعدّ للاستسلام، بل لخوض المعركة حتى النهاية، و"نجهّز أنفسنا لمواجهة كبيرة لمنع السيطرة على قرارنا، أمّا إذا أحبّ الفريق المقابل ملاقاتنا الى منتصف الطريق فأهلاً وسهلاً نحن قمنا بواجبنا ولاقيناهم، أمّا إذا كانوا لا يريدون فهذا يعني أنّهم يريدون السيطرة على البلد وهذا ما لا نرضى به".
وأعاد التأكيد على أنّ عملية تحويل أيّ مرشّح غير مرشّحهم لمرشّح مواجهة وتحدٍّ يضغط على عدد لا بأس به من النواب، وخصوصاً النواب الوسطيون، ففي معركة طبيعية بين مرشّحين يمكن أن يجذب الأقوى والذي لديه إمكانية النجاح عدد من المتردّدين لتسهيل نجاحه، أمّا في حالة الضغط والترهيب فيبعد النواب عن اتّخاذ مواقف مباشرة. وحذّرنا من أنّ هذه المعادلة يمكن أن تفرط أكثريات نتيجة الضغط وهذا أيضاً ما نرفضه ومستعدّون لمواجهته.
في المقابل بدا الفريق الفرنسيّ مستمعاً غير متدّخل.
هذا وعلمت "النهار" أنّهم أوحوا أمام أغلب من التقوا بهم أنّهم ينطلقون من الصفر، وستكون هذه اللقاءات أساساً للانطلاق منه من جديد، وكلّ ما طرح في السابق أصبح خلفهم.