خصائص حُكّام ومحطات طبعت تاريخ مصرف لبنان

تعيدنا فلفشة صفحات محطّات حاكميّة المصرف المركزيّ لنتذكّر "خصائص خاصّة" ارتبطت بشخصيات تولّت المنصب، حيث تماوجت ولاية كلّ منها مع الظروف والتطوّرات التي طبعت المرحلة عموماً. وقد وثّقت "النهار" هذه المعطيات انطلاقاً من مراجع ومصادر ومقتطفات كتب ومقالات أرشيفية. وكانت البداية مع تسلّم فيليب تقلا مركز حاكم مصرف لبنان بين عامي 1965 و1967. هو الذي قال فيه الأستاذ غسان تويني شهادة في مقاله "فيليب تقلا، كاتم سرّ لبنان" إنّه "حمل المشعل فور وفاة شقيقه سليم. وفرض نفسه، بل مدرسته إلى حدّ أنّه صار وزير الخارجية الذي لا غنى عنه، عهداً بعد عهد مهما تغيّرت الأزمان وتقلّبت العهود. وكانت آخر حكومة تولّى فيها وزارة الخارجية حكومة رشيد كرامي السداسية عام 1975 في عهد الرئيس سليمان فرنجية. وكان توليه فيها زمام "قصر بسترس" قمّة تكريس السياسة التي رسم "نهجها"، واستمرّ النهج هذا حتّى في فترات انقطاعه عن الوزارة، ليكون أوّل حاكم لمصرف لبنان عند تأسيسه، وسفيراً في الأمم المتّحدة ثمّ في باريس".وفي نقوش تاريخ الليرة اللبنانية عودة إلى مرحلة تعيين الياس سركيس حاكماً للمصرف المركزي عام 1968، حيث اتّسمت مرحلته بشراء الذهب، وعرف تحت مسمّى "حاكم من ذهب" بعدما اشترى 5 ملايين أونصة لحساب الخزينة خلال ولايته. ويسرد القاضي يوسف جبران في شهادة سابقة أنّ "سركيس تسلّم حاكميّة مصرف لبنان مدّة طويلة وكذلك رئاسة الجمهورية، لذلك كان له علم وثيق بإدارة الدولة والنقد الوطنيّ. أكثر ما أحبّ فيه الناس أنّه كان رجلاً صامتاً وفاعلاً، أي أنّ همّه لم يكن الظهور في التلفزيونات بل...