النهار

15 قتيلاً حصيلة اشتباكات عين الحلوة... مساعي التهدئة أمام حقل ألغام (صور وفيديو)
المصدر: "النهار"
15 قتيلاً حصيلة اشتباكات عين الحلوة... مساعي التهدئة أمام حقل ألغام (صور وفيديو)
جندي لبناني في أحد مراكز المراقبة العسكرية المطلة على مخيم عين الحلوة في صيدا (أحمد منتش).
A+   A-
أحمد منتش 
 
يوم ملتهب عاشه مخيّم عين الحلوة ومحيطه أمس، في ظل اشتباكات عنيفة بأسلحة مختلفة على كل محاوره، بين عناصر من حركة "فتح" وعناصر إسلامية متشدّدة، في أعقاب كمين مسلح أول من أمس، أودى بقائد "الأمن الوطني" في منطقة صيدا اللواء "أبو أشرف" العرموشي ومرافقيه الأربعة. ووفقاً لمعلومات من مصادر مختلفة، ارتفع عدد القتلى في اليوم الثالث الى ما يراوح بين 12 و15 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً بين مدنيين ومسلحين.
 
 
وطغت أصوات الرمايات الرشاشة الغزيرة وأصداء انفجار القذائف الصاروخية وقذائف الهاون على كل دعوات التهدئة، فيما ارتفعت أعمدة الدخان داخل أحياء المخيّم التي باتت مرتعاً للمسلحين، وساحة للاقتتال والهجمات المتبادلة الضارية.
 
 
 
الاشتباكات التي استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية والهاون، كانت تتراجع تارة وتشتد وتعنف تارة أخرى، خصوصاً عند تبادل عمليات الاقتحام والكرّ والفرّ في أحياء البركسات والصفصاف وراس الأحمر والطيري ومفترق سوق الخضر والشارع الفوقاني، ومخيم الطوارئ المجاور لمحلة التعمير وقبالة مستشفى صيدا الحكومي قرب حواجز الجيش عند المدخلين الفوقاني والتحتاني للمخيم من جهة الشمال، التي يتحصّن فيها عناصر إسلاميون متشددون.
 
وعلى رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش وقوى الأمن الداخلي في محيط المخيم ومداخله بمنع مرور السيارات، طاول رصاص القنص وبعض القذائف  عدداً من الاحياء والشوارع والمنازل في صيدا. وسقطت قذيفة في باحة حسبة صيدا وأحدثت أضراراً. وأصيب أحمد جوهر برصاصة قبالة سرايا صيدا التي أقفلت أبوابها كما العديد من المحالّ والمؤسسات التجارية والتربوية. كذلك طاول الرصاص والقذائف مباني مدرسة عائشة أم المؤمنيين المجاورة للمخيم من الجهة الغربية. وأفيد عن إصابة جندي لبناني في أحد المراكز العسكرية في محيط المخيم، علماً بأن الجيش عزز مواقعه وأماكن انتشاره ليلاً في محيط المخيّم أمس واليوم بالأفراد والعتاد.
 
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش: 
 
 
لقاء "التنظيم الشعبي"
وفي إطار اللقاءات والمساعي المبذولة للجم التدهور، عُقد لقاء موسّع في مقرّ "التنظيم الشعبي الناصري" في صيدا بدعوة من رئيسه النائب أسامة سعد، حضره النائب عبد الرحمن البزري وممثلون عن "حزب الله" وحركة "أمل" و"الجماعة الإسلامية"، وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" فتحي أبو العردات إضافة الى ممثلين عن الأحزاب والفصائل الفلسطينية.
 
 
النقطة الأساس في الاجتماع كانت البحث في وضع حدّ للاشتباكات الدائرة والاتفاق على وقف النار وسحب المسلحين من الشوارع، ليصار الى تشكيل لجنة تحقيق بغية تسليم مرتكبي جريمة اغتيال العرموشي ومرافقيه، وهم معروفون، كما أفاد مصدر في "فتح"، إذ اتهم  المسؤول عن "الأمن الوطني" الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب "الإرهابيين وجماعة جند الشام في حيّ الطوارئ" بالوقوف وراء عملية الاغتيال.
 
وشدّد المجتمعون على "سحب المسلحين من الشوارع والتزام قرار وقف النار، وبدء عمل لجنة التحقيق لتحديد المسؤولين في اغتيال العرموشي ومرافقيه وتسليمهم الى الجيش والقضاء المختص".
 
 
وبعد أكثر من ساعة على الاجتماع، تراجعت حدّة الاشتباكات غير أن أصوات رصاص القنص وانفجار بعض القذائف ظلت تتردّد من حين الى آخر.
شعلان 
 
وعيّنت قيادة "فتح" و"الأمن الوطني" العقيد أبو إياد شعلان قائداً لـ"الأمن الوطني" في منطقة صيدا خلفاً للعرموشي الذي شُيّع عصراً في مخيم الرشيدية جنوبي صور.
 
 
"القوى الإسلامية"
وأصدرت "القوى الإسلامية" في المخيم بياناً أكدت فيه على "ما توصّلت إليه هيئة العمل الفلسطيني المشترك (الأحد) برعاية الإخوة في "حزب الله" وحركة "أمل" مشكورين، من وقفٍ فوريٍّ للنار وسحبٍ للمسلّحين، وتشكيل لجنة تحقيق تكشف المتورّطين في كل ما حصل، وتسلِّمهم الى السلطات الرسمية المختصّة".
 
وندّدت بـ"الاستمرار في إطلاق النار على الآمنين وعلى المنازل وعلى دور العبادة، من أي طرف"، مؤكدة "حرصها على أمن المخيّم والجوار واستقرارهما". وأعلنت "استمرارها في السعي الى تهدئة الوضع ووقف النار، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، بالتعاون مع الحرصاء من القوى والفاعليات الفلسطينية واللبنانية".
ودانت "كل جرائم القتل التي حصلت أخيراً، بدءاً بعملية قتل عبد فرهود رحمه الله، أو العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium