ميشال حلّاق
على الرغم من الابتعاد "الإيجابيّ" عن العمل السياسيّ لنائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس منذ 2005، إلّا أنّ حضوره ظلّ منظوراً وفاعلاً على أكثر من صعيد، وعلاقاته واتّصالاته لم تنقطع مع الأطراف السياسيّة اللبنانيّة وفي الخارج، وهي تتابع اليوم معه وأيضاً مع نجله نجاد عصام فارس الذي قال لـ"النهار" إنّه يتطلّع إلى العمل السياسيّ من بوابة العمل العامّ وخدمة لبنان في أميركا وفي كافة دول العالم، وحيث يشكّل لبنان الاغتراب قاعدة صمود هذا البلد الذي تحطّم مركبه في بحر التناقضات السياسيّة وسوء الأداء، وقد آن الأوان إلى إحداث نقلة نوعيّة في مسار تقدّمه نحو الأفضل، عبر تغيير جذريّ في ذهنية الحكم، والتصرّف والأداء والاحتكام إلى لغة وهموم الناس الذين لهم الحقّ في حياة حرّة وكريمة دون أيّ ضغوط.
فلبنان برأي نجاد فارس أكبر بكثير من لغة التعصّب والأنانيّة وحبّ الذّات، ولا يجوز أن تبقى الأمور على ما كانت عليه في السابق، والتي أفضت إلى ما أفضت إليه من نتائج مريرة وكوارث على الصعيدين السياسيّ والماليّ وتداعياتهما السلبيّة للغاية على مختلف الصعد الحياتيّة والمعيشيّة والتربويّة والصحيّة والبنيويّة لمجتمع لبنان الذي بات متروكاً لقدره وتتحكّم فيه الرياح.
ولفت إلى أنّ العالم يتغيّر ويتبدّل وحركة العصر متسارعة وليس في الإمكان أن نبقى على هذا الجمود القاتل، لا نستطيع أن ننتخب رئيساً للجمهوريّة ولا تفعيل عمل المؤسّسات الدستوريّة، والشغور يهدّد مفاصل أساسيّة في إدارات الدولة، ووضعنا الماليّ والاقتصاديّ إلى تقهقر، وخسرنا ثقتنا بأنفسنا وثقة أشقّائنا وثقة العالم بنا.
وإذ شدّد فارس على أنّه ملتزم بقرار والده الابتعاد عن السياسة، قال إنّ حركة لقاءاته واتّصالاته التي يجريها سواء في أميركا حيث يقيم، أو في لبنان، إنّما تندرج في إطار الدفع أكثر بلغة الحوار بين الجميع، نحو استعادة لبنان دورَه، والكلّ ينتظر منه مبادرات وإصلاحات وقرارات باتت معروفة للجميع، والمجتمع الدوليّ والأشقّاء العرب مستعدّون للوقوف إلى جانب بلدنا، ولكن على اللبنانيّين أن يقفوا أوّلاً إلى جانب أنفسهم وبلدهم ويحسموا أمورهم، وأن يتحلّوا بالجرأة وعدم المكابرة والإقدام على ما هو مطلوب منهم بعيداً من الأنانيّات والحسابات الشخصيّة والمصالح الخاصّة، والالتفات أكثر ناحية بلدهم ودوره المميّز ورسالته الحضاريّة بين الأمم، وإحداث التغيير الجذريّ والمجدي للبنان. وفي هذا المسار وعبر كلّ هذا الجهد الذي نقوم به في لبنان وفي الخارج، نحاول الإسهام في الدفع والتشجيع على اتّخاذ هذه القرارات التي من دونها لا أمل لقيامة بلدنا من جديد، وهذه حقيقة ليس في الإمكان لأيّ كان تجاهلها. ونحن لا نبتغي ولا نسعى إلى أيّ مركز أو منصب، همّنا الوحيد قيامة لبنان الديمقراطيّ الحرّ، الذي نحبّه، ونريد تعافيه وتعافي أهله، وهذا كان هاجس دولة الرئيس عصام فارس ولا يزال.