خلص اللقاء التشاوري بين الوزراء المنعقد في الديمان بحضور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى "وجوب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة يقود عمليّة الإنقاذ والتعافي، إذ لا مجال لانتظام أي عمل بغياب رأس الدولة".
ثانيًا: دعوة القوى السياسية كافةً إلى التشبّث باتّفاق الطائف وبميثاق العيش المشترك، والتخلي عن كلِّ ما قد يؤدي إلى المساس بالصيغة اللبنانية الفريدة.
ثالثًا: دعوة جميع السلطات والمؤسّسات التربويّة والإعلامية الخاصّة والرسمية وقوى المجتمع المدني الحية، والشعب اللبناني بانتماءاتِه كافةً، إلى التشبّث بالهوية الوطنية وآدابها العامة وأخلاقياتها المتوارَثة جيلاً بعد جيل، وقيمها الإيمانيّة لا سيّما قيمة الأسرة وحمايتها، وإلى مواجهة الأفكار التي تخالف نظام الخالق والمبادئ التي يجمع عليها اللبنانيون.
رابعًا: دعوة المواطنين إلى حوار حياةٍ دائم بينهم، بحيث يسعى كل مواطن إلى طمأنة أخيه وشريكه في الوطن، على فكره وحضوره وحقوقه وفاعلية انتمائه الوطني.
خامساً: التعاون الصادق بين كلّ المكونات اللبنانية لبلورة موقف موحّد من أزمة النزوح السوري في لبنان والتعاون مع الدولة السورية والمجتمع الدولي لحل هذه المسألة بما يحفظ وحدة لبنان وهويته.
وقد جدّد صاحب الغبطة تثمير جهود رئيس الحكومة والوزراء كافّة في تمرير هذه المرحلة الصعبة مع المحافظة على مندرجات الدستور.
وفي الختام، جدّد المجتمعون شكرهم لصاحب الغبطة على استضافتهم. كما جدّدوا تعويلهم عليه وعلى هذا الصرح وسائر القيادات الروحية في المساعدة على إنجاح سعي مجلس الوزراء إلى حفظ التنوع ومبدأ العيش معاً وإلى حماية القيم الأخلاقية واإيمانية التي تشكل حجر الزاوية في الكيان اللبناني.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد أكّد في وقت سابق أنّنا "مستعدّون للتلاقي أينما كان لنكون جسر تحاور وأخوّة بين جميع اللبنانيين"، قائلاً: "نحن على استعداد للتحاور في كل المواضيع التي تجمع اللبنانيين. فإذا لم نستطع التحرّك ولو ضمن إطار التحاور والتلاقي، فالبلد لن يتعافى. البلد من دون رئيس جمهوريّة وبحكومة تتولّى تصريف الأعمال، ومجلس النواب لا ينعقد، والمناكفات السياسيّة بلغت اقصى حدّ".
وأضاف: "فكرة هذا الاجتماع كانت "بنت ساعتها" عندما اجتمعنا الأسبوع الفائت، واتّفقنا على هذا اللقاء للنقاش في الأمور التي تجمع اللبنانيين وفي مقدّمها احترام الصيغة اللبنانية والتنوّع داخل الوحدة اللبنانيّة التي نعتبرها ثروة لبنان. هناك إجماع عند جميع اللبنانيين للتمسّك بالقيم اللبنانيّة الروحيّة الأخلاقيّة. من هذا المنطلق رغبنا في عقد هذا اللقاء ونحن نستغرب بعض التفسيرات التي أعطيت له واعتبار البعض أنّه يشكّل انقلاباً على اتفاق الطائف، علماً أن روحيّة اتفاق الطائف تنص على التحاور والتلاقي بين اللبنانيين".
وشكر ميقاتي الراعي على الاستضافة، معرباً عن أسفه أنّ البعض تخلّف عن الحضور لأسباب مختلفة.
وأفاد مراسل "النهار" أنّ الراعي رحّب في بداية اللقاء الوزاري التشاوري بميقاتي والوزراء، وردّ ميقاتي شاكراً: "التنوّع ثروة لبنان".
من جهته، شدّد البطريرك الراعي على أنّ "فكرة اللقاء صدرت بعفويّة، وهي ليست جلسة لمجلس الوزراء بل لقاء عفويّ للتشاور والتحاور في كل القضايا العامّة، والديمان دائماً يجمع على كلمة سواء".
وقال: "آسف أنّ البعض قام بتحميل اللقاء أكثر ما يحتمل".
وكشف أنّه "عندما زارني الموفد الرئاسي الفرنسي السيد لودريان للمرّة الأولى قلت له كل ما تسمعه لا يعبّر عن الحقيقة. نحن جمهوريّة ديموقراطيّة برلمانيّة، وهناك مرشّحان للرئاسة، فليقم النواب بواجباتهم في الاقتراع، فإمّا يُنتخب رئيس أو لا يُنتخب ،وفي ضوء النتيجة يُصار إلى حوار واتفاق على مرشّح ثالث".
وتابع: "للأسف البلد سائر إلى الخراب والدولة تنازع وما نشهده من سجال بشأن حق الحكومة في العمل وحدود ذلك هو نتيجة".
وشارك في الاجتماع كل من وزير المال يوسف خليل، وزير الصحّة فراس الأبيض، وزير المهجّرين عصام شرف الدين، وزيرالتربية عباس الحلبي، وزيرة التنمية الإدارية نجلا رياشي، وزير الاتصالات جورج قرم، وزير الإعلام زياد مكاري، وزير الداخلية بسام مولوي، وزير الزراعة عباس الحاج حسن، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير الشباب والرياضة جورج كلاس، وزير الثقافة محمد بسام مرتضى، وزير الأشغال علي حمية، وزير العمل مصطفى بيرم ووزير الاقتصاد أمين سلام.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد أثار من الديمان عقب اجتماعه ووفداً وزارياً مع البطريرك الراعي والمطارنة الموارنة، جدلاً حول ما فُهم أنّه دعوة إلى مجلس الوزراء للانعقاد، إذ يشكّل الأمر سابقة غير دستوريّة.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر ميقاتي "النهار" بأنّ الأخير دعا إلى الاجتماع للبحث في القضايا والملفات الوطنية المطروحة والأشدّ إلحاحاً.