النهار

ميقاتي يُعلن العودة إلى التوقيت الصيفي: قدرتي على التحمّل قيد النفاد واللهم اشهد إني بلغت
المصدر: "النهار"
ميقاتي يُعلن العودة إلى التوقيت الصيفي: قدرتي على التحمّل قيد النفاد واللهم اشهد إني بلغت
ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء (نبيل اسماعيل).
A+   A-
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتخاذ مجلس الوزراء في جلسته قرار العودة إلى العمل الصيفي منتصف ليل الأربعاء - الخميس.
 
وفي كلمة ألقاها بعد انتهاء الجلسة الحكومية، لفت ميقاتي إلى أن لكل إنسان قدرته على التحمّل، "وقدرتي قيد النفاد"، مطالباً الجميع بتحمّل مسؤولياته.
 
وأشار إلى أن "منذ نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وأنا أجاهد وأكافح مع ثلة من الوزراء والجيش والقوى الامنية كافة والجنود المجهولين من الموظفين في الإدارت العامة للحفاظ على هيكل الدولة اللبنانية التي إذا ما انهارت يصبح صعباً جداً إعادة تكوينها".
 
وشدّد على أنّه لم يكن يوماً "من هواة التحدي والمناكفة، ولا من هواة التعدّي على مقامات ومرجعيات دينية أو زمنية والتطاول عليها.
لم أكن يوماً إلّا صاحب رغبة وإرادة في الحفاظ على البلاد ومحاولة اخراجها من العتمة والعوز والعزلة".
 
وتابع: "للأسباب الآنفة كان قراري بالدعوة إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء في الفترة الزمنية الماضية، كل القرارات التي اتخذت جاءت بدورها لتأمين سير المرافق العامة وللتخفيف عن الناس قدر الامكان، في زمن عز فيه حس المسؤولية الجامعة عن بلد كان ولا يزال الأجمل والنموذج الأرقى في نظري ونظر الكثير من اللبنانيين".
 
وأكّد أن "استمرار العمل بالتوقيت الشتوي حتى نهاية شهر رمضان الذي تشاورت بشانه مع رئيس مجلس النواب، سبقته اجتماعات مكثفة على مدى أشهر بمشاركة وزراء ومعنيين، وكان الهدف إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن من دون أن يُسبّب ذلك أي ضرر لأي مكوّن لبناني آخر، علماً أن هذا القرار إتخذ مرارا في السابق".
 
لكنه لفت إلى أن "البعض إعتبر القرار تحدياً له، من خارج السياق الطبيعي والاداري البحت، وأعطاه بعداً لم أكن أتصوره يوماً، لكني قطعاً لم أتخذ قراراً ذي بعد طائفي أو مذهبي".
 
كما رأى أن "القرار ما كان يستوجب كل هذه الردود الطائفية البغيضة والتي دفعتني لأتساءل عن جدوى الاستمرار في تحمل المسؤولية عمن عجز عن تحملها بنفسه، وأقصد هنا النخبة السياسة التي اتفقت على كل رفض وسلبية لهذا المرشح أو ذاك لرئاسة الجمهورية، وعجزت حتى عن وضع قائمة أسماء مرشحين للرئاسة للبدء بالعملية الانتخابية".
 
 
وأضاف: "لنكن واضحين، ليست المشكلة ساعة شتوية أو صيفية تم تمديد العمل بها لأقل من شهر، إنما المشكلة الفراغ في الموقع الأول في الجمهورية، ومن موقعي كرئيس للحكومة لا أتحمل أي مسؤولية عن هذا الفراغ، بل تتحمّله القيادات السياسية والروحية المعنية، وبالدرجة الأولى الكتل النيابية كافة تلك التي فضّت النصاب خلال 11 جلسة انتخاب سابقاً، وتلك التي تعهدت بعدم تأمينه في جلسات لاحقة من دون أن تتفق على مرشح يواجه مرشح الفريق الآخر".

ولفت إلى أن "أمام هذا الاستعصاء، وأمام الدفع لجعل رئاسة الحكومة المسؤول الأول عما آلت اليه البلاد، قرّرت دعوة مجلس الوزراء اليوم لعرض ما سبق وورد في مذكرتي تاريخ 23 الجاري، بوجوب عرض الموضوع على مجلس الوزراء، وكان نقاش هادئ، حيث أبدى كل وزير رأيه وقرر المجلس الإبقاء على قرار مجلس الوزراء رقم 5 تاريخ 20-8-1998 باعتماد توقيت صيفي وشتوي من دون أي تعديل في الوقت الحاضر، ويبدأ التوقيت الجديد منتصف ليل الأربعاء - الخميس المقبل لأننا اضطررنا أن نأخذ فترة 48 لمعالجة بعض الأمور التقنية بموجب المذكرة السابقة، فاعطينا وقتا لإعادة تعديلها".
 
وإذ اعتبر أن "اليوم حللنا مشكلة واحدة لمواجهة الضخ الطائفي واسكاته"، وضع الجميع "أمام مسؤولياتهم الوطنية في حماية السلم الأهلي والاقتصاد الوطني وعمل المرافق العامة"، ودعا الجميع لإنتخاب رئيس جديد للبلاد وتأليف حكومة جديدة "من دون إبطاء".
 
وقال: "لقد تحمّلت ما ناءت تحته الجبال من اتهامات وأضاليل وافتراءات، وصمدت وعانيت بصمت غير اني اليوم اضع الجميع امام مسؤولياتهم، إن كرة النار أصبحت جمرة حارقة، فإما نتحملها جميعاً وإما نتوقف عن رمي التهم والالفاظ المشينة بحق ببعضنا البعض".
 
وأشار إلى أن "أسهل ما يُمكن أن أقوم به هو الاعتكاف عن جمع مجلس الوزراء، وأصعب ما اقوم به هو الاستمرار في تحمّل المسؤولية، حقا إنني أمثّل جميع اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم، ولكنني أيضا أمثّل مكوّناً وطنياً أساسياً في الحكم وأعتز بذلك".
 
وتابع: "كونوا على يقين أن الطائفة السنية ما كانت يوماً إلّا وطنية بالمعنى الشمولي، وحافظت عبر التاريخ على وحدة البلاد والمؤسسات وعملت، عبر نخبها وقياداتها، على صياغة مشاريع وطنية لا طائفية منذ الاستقلال وتحملت إغتيال مفتيها ورؤساء حكوماتها ورجال دينها وسياسييها لأسباب وطنية بحتة وثمن ولائهم للبنان الواحد الموحد ولخطابهم الوطني اللاطائفي".
 
وأضاف: "رغم ذلك، لم تخرج عن ثوابتها في العيش الواحد بين جميع اللبنانيين، بل كانت ولا تزال وستبقى أم الصبي التي تمارس الفعل الوطني اللاطائفي على الدوام".
 
وحذّر من نفاد قدرته على التحمّل، وقال إن "لكل انسان قدرته على التحمّل، اما قدرتي فهي قيد النفاد، ليتحمل الجميع مسؤولياتهم في الخروج مما يعانيه اللبنانيون، فالمسؤولية مشتركة ولا يمكن، ومن غير العدل أن تلقى على عاتق شخص أو مؤسسة ويقف الآخرون متفرجين او مزايدين".
 
وختم حديثه مردّداً عبارة قالها الرئيس الشهيد رفيق الحريري: "اللهم اشهد اني قد بلغت".
وانقعد مجلس الوزراء، بحضور 16 وزيراً، للبحث في "أزمة التوقيت الصيفي" التي اتخذت طابعاً طائفياً في اليومين الأخيرين.
 
وجاءت الجلسة نتيجة مساعٍ قام بها النائب هادي أبو الحسن، بتكليف من رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، للتخفيف من حدّة الأزمة التي خلّفتها مسألة التوقيت، فتواصل أبو الحسن مع الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه برّي، وأفضت الجهود إلى عقد هذه الجلسة، وفق ما أعلن عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي".
 
وتزامناً مع انعقاد جلسة استثنائيّة لمجلس الوزراء، لوحظت عودة الأسلاك الشائكة إلى ساحة رياض الصلح وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة.

ورصدت عدسة الزميل نبيل إسماعيل المشهد قُبيل انعقاد جلسة في السرايا الحكوميّة، كما رصدت ميقاتي يضع ساعة يد تم ضبطها على التوقيت الشتوي.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium