استعادت الكحالة بعضاً من الهدوء، بعد قرابة 13 ساعة من التوتر والتشنج اللذين أعقبا حادث انقلاب شاحنة تنقل ذخائر حربية لـ"حزب الله" عند كوع البلدة الشهير،
بعد ظهر الأربعاء، وسقوط فادي بجاني من أبنائها برصاص مسلحين كانوا يواكبونها. فيما أعلن الحزب لاحقاً عن مقتل أحد عناصره أحمد قصاص من يونين (بعلبك).
ووضع القضاء العسكري يده على الحادث، وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي مخابرات الجيش إجراء التحقيق، فتسلمت من عناصر الادلة الجنائية في قوى الأمن الداخلي تقريرها بنتيجة عملية المسح الشاملة في مكان الحادث الذي ادى الى سقوط قتيلين ورفع الآثار الناتجة منه، فيما يجري العمل على رفع كاميرات المراقبة في محيطه الى جمع الأشرطة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ناقلة مشاهد متفرقة عن الموقع الذي شهد إطلاق نار.
وافادت مصادر قضائية أن تقرير الطب الشرعي اشار الى ان بجاني اصيب بثلاث رصاصات، وان قصاص اصيب بسبع رصاصات ادت الى وفاتهما على الفور. ويجري العمل على تحديد نوع الرصاص المستعمل الذي ادى الى سقوط القتيلين. كما جمع الادلة لإجراء تقاطع بينها لتحديد من باشر إطلاق النار.
وعلى صعيد حمولة الشاحنة من الذخيرة، فقد ذكر بيان قيادة الجيش انها نقلت الى احد المراكز العسكرية. ووفق المصادر القضائية ان اي قرار للتصرف بها يحتاج إلى إشارة القاضي عقيقي.
اهالي الكحالة
وفيما أعيد فتح الطريق الدولية فجاً، أصدر أهالي الكحالة وعائلة فادي بجاني، بياناً أعلنوا فيه أن مراسم الدفن والصلاة لراحة نفسه ستقام الرابعة بعد ظهر اليوم في كنيسة مار أنطونيوس الرعائية، على أن يصل الجثمان الحادية عشرة قبل الظهر.
وأشاروا الى أن مراسم وداعه ستكون شعبية. وطلبت العائلة من جميع المشاركين عدم إطلاق الرصاص.
سليمان
وأثار الحادث والخروق الأمنية المتنقلة ردوداً واسعة مستنكرة، أبرزها الآتي:
الرئيس ميشال سليمان: "المعادلة الثلاثية ولدت ميتة، وقد اسقطها حزب الله كونه لم يعتبر ان الجيش والشعب (الذي تمثله الدولة برئيسها وبحكومتها) هما متساويان به، بل يطلب منهما تأييد خطواته وقراراته دون الحاجة حتى الى التنسيق معهما قبل الفعل.
من هنا يبدأ تقويم المعادلة وجوهرها وصوابها، وقد كانت حاضرة مساء (أول من) امس بجيشها وشعبها ومقاومتها في كوع الكحالة".
"الجبهة السيادية"
"الجبهة السيادية من أجل لبنان" بعد اجتماع طاريء في السوديكو: "دأبت ميليشيا حزب الله الايرانية على توزيع الرسائل للداخل اللبناني، وكذلك للخارج حيث تجتهد لإظهار لبنان دولة مارقة قرارها بيد المقاومة المزعومة التي تتلطّى خلف هذه التسمية، كي تدمر ما تبقّى من مقومات دولة بعدما أفقدتها هيبتها .
عمليات تهريب السلاح ونقله لم تتوقف على مساحة الـ10452كلم2 حيث ان حزب الله ينسف ليس الاستقرار اللبناني فحسب بل كل القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701 قبيل التجديد لقوات "اليونيفيل".
واعتبرت "أن جريمة الكحالة مسؤولية مشتركة بين ميليشيا مهيمنة تحكم وتتحكّم، ودولة يديرها نواطير على الإدارات والوزارات معدومو الإرادة الوطنية قرارهم في حارة حريك".
وقالت: "إن الجبهة السيادية من أجل لبنان هي الجبهة اللبنانية الإسلامية - المسيحية تتمسك بالتكاملية الإسلامية - المسيحية ولن تحيد عن قناعتها هذه، فالأزمة في لبنان ليست أزمة طائفية ولا مذهبية بل أزمة سلاح بيد مجموعة تعمل في خدمة إيران.
لا خروج من أزمتنا الا من خلال سحب السلاح من يد حزب الله، شأنه شأن كل الأحزاب اللبنانية على ما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني".
وشددت على أن "من حق أهالي الكحالة معرفة هوية قاتل إبنهم فادي بجاني، وتسليم المجرم الذي أطلق النار بدم بارد على شاب مسالم"، سائلة عن "مصير المسلحين الذين هربوا بعد جريمتهم، وكذلك عن مصير الأسلحة المنقولة وما هو دور الدولة وأجهزتها في هكذا أحداث سوف تتكرر كل يوم وفي كل المناطق اللبنانية؟".
"التيار الحر"
"التيار الوطني الحر": "رحم الله "أبو يوسف" فادي بجاني وكلّ ضحية سقطت نتيجة قصور من حزب الله أو القوى الأمنية، ومحاولة استغلال من المزايدين من سياسيين واعلاميين".
واعتبر الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية "مسؤولة عن ضبط الوضع وإجراء التحقيقات وكشف الحقيقة وأسباب التأخر في معالجة ذيول الحادث ومحاكمة أي مرتكب ومقصّر".
ورفض "كلّ انفعال واستغلال للحادث المؤلم بهدف توتير الاجواء والتسبب بفتنة".
افرام
النائب نعمة افرام: "الواقع الذي نحن فيه من تسيّب وتفلّت وترهيب وتغييب لسلطة الدولة وسيادتها، لم يعد ممكناً القبول به ولا يمكن الاستمرار فيه. وليس بسيطاً ذلك التحوّل العميق الحاصل في وجدان الجماعات اللبنانيّة في الانكفاء بدل الانفتاح على الآخر، بسبب القهر أو فقدان الأمل".
واكيم
رئيس "حركة الشعب" نجاح واكيم: "الحوادث الأخيرة المتنقلة من القرنة السوداء، إلى مخيم عين الحلوة، إلى الكحالة، بصرف النظر عمن يتحمل المسؤولية في هذه وتلك، تذكرنا بما شهده لبنان من حوادث مماثلة في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية عام 1975 ومهدت لها. فهل إننا اليوم أمام السيناريو عينه؟".
"لقاء سيدة الجبل"
"لقاء سيدة الجبل": "هيبة الدولة اللبنانية سقطت في حادث الكحالة، ومعها هيبة الجيش اللبناني الذي لم يقتصر دوره على غض النظر عن سلاح حزب الله، وإنما تجاوزه الى حماية هذا السلاح تنفيذاً لقرار الحكومة. كذلك سقطت قدسية موقع رئاسة الجمهورية، إذ تُبيّن جريمة الحزب في الكحالة أن أي رئيس قادم ستكون وظيفته تنفيذ إملاءات حزب الله ومشغّله الإيراني، لا أكثر ولا أقل".
الخازن
الوزير السابق وديع الخازن، حذر من "ترك البلاد فريسة طابور خامس يسعى إلى إستجرار الفتن بين أهل الوطن الواحد، وإغراق البلاد في مستنقع الدم والقتال الداخلي، بغية ترسيخ التباعد والشرذمة لا بل العداوة بين اللبنانيين".
الرابطة المارونية
المجلس التنفيذي للرابطة المارونية: "إن ما حصل في الكحّالة ومن قبل في عين إبل، يضع السلم الاهلي على كف عفريت، ويدني فتائل التفجير من الصاعق، مما يجعل من الصعب تدارك التداعيات الكارثية التي يمكن أن تحصل".
"وعد"
رئيس حزب"وعد" جو حبيقة نعى فادي بجاني عبر وسائل التواصل الإجتماعي.