أحمد منتش
بضربة قاضية واحدة، استطاعت لائحة "وحدتنا في جزين - صيدا" المدعومة من "القوات اللبنانية"، ومن الرئيس فؤاد السنيورة ورجل الأعمال مرعي أبو مرعي في صيدا، ولائحة "ننتخب للتغيير" المؤلفة من أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وثلاثة مستقلين في جزين، من التغلّب على كل اللوائح المنافسة التي خاضت معركة الانتخابات النيابية التي جرت في 15 أيار الجاري في دائرة الجنوب الأولى صيدا - جزين، وتمكنت للمرة الأولى في تاريخ المنطقة والانتخابات النيابية من إبعاد مرشحي "التيار الوطني الحر"، والمرشحين المدعومين من الثنائي الشيعي، عن المشهد الانتخابي في جزين وصيدا.
أسباب تفوّق القوات في جزين
واذا كانت الأسباب التي أدت الى خسارة "التيار" مرشحيه الثلاثة زياد أسود وأمل أبو زيد وسليم الخوري، فضلاً عن خسارة الثنائي مرشحَيه إبراهيم عازار وجوزف سكاف في جزين، والمرشح نبيل الزعتري في صيدا، معلومة للجميع، واعترف بها علناً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لا بد من تسليط الضوء على أبرز وأهم الأسباب التي أدت الى فوز "القوات اللبنانية" بمقعدين؛ واحد للموارنة والثاني للروم الكاثوليك في جزين.
أولاً: نجحت "القوات" في اختيار مرشحيها في جزين، وفي نسج تحالفها مع المرشح يوسف النقيب في صيدا الذي بقي متماسكاً وحريصاً على تحالفه الانتخابي مع القوات على رغم حملات التهجم والتنديد التي تعرض لها من قبل أحد الأحزاب في المدينة، فضلاً عن استمرارية العلاقة بين رجل الأعمال في صيدا مرعي أبو مرعي وبين "القوات اللبنانية" والتي بدأت بترشيح أبو مرعي أحد أقاربه على لائحة القوات في انتخابات العام 2018، وتنازل الأخير عن مرشح كان يدعمه في صيدا لمصلحة يوسف النقيب، وذلك خلافاً لما حصل وكان قائماً لدى مرشحي "التيار الوطني الحر" والمدعومين من الثنائي، إن لجهة الخلافات الحادة بين المرشحين أنفسهم وتباين وجهات النظر بين الداعمين، أو لجهة التحالفات التي عقدت مع مرشحين في صيدا والتي كانت ضعيفة وهشّة.
ثانياً: نجحت "القوات" أيضاً في طريقة وأسلوب إدارتها للمعركة الانتخابية منذ انطلاقتها، من خلال الكفاءة التي تميز بها رؤساء الماكينات الانتخابية ورؤساء المراكز التابعة للقوات في جزين وقرى الساحل، والتي برزت من خلال الحملات الإعلانية والتواصل الدائم والمستمر مع الناس وتشجيعهم على القيام بواجبهم الوطني والاقتراع لمصلحة "القوات اللبنانية"، وركزوا اتصالاتهم وزياراتهم على الفئات التي تبيّن لهم أنها لم تقترع في انتخابات العام 2018.
ثالثاً: الإطلالة الأولى لرئيس حزب القوات سمير جعجع في جزين عبر تطبيق زوم، والتي لاقت صدىً إيجابياً، ساهمت في رفع معنويات القواتيين وحماستهم، تماماً على عكس حضور رئيس "التيار الوطني" جبران باسيل والتي كان من نتائجها زيادة الشرخ بين مناصري وأقارب المرشحين على لائحة "التيار" زياد أسود وأمل أبو زيد.
من هي غادة أيوب
غادة أيوب، مواليد صيدا 1976، السجل 8، كفرفالوس – قضاء جزين. متأهلة من السيد إيلي بو فاضل وأم لشابين جان بول وكارل. وهي خريجة ثانوية راهبات مار يوسف الظهور في صيدا. وحائزة على شهادة دكتوراه دولة في الحقوق من الجامعة اللبنانية العام 2007، وعلى دبلوم في الدراسات العليا في القانون العام من الجامعة اللبنانية العام 2002، وعلى إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية العام 1997، وعلى دبلوم جامعي في القانون الدولي النووي في جامعة مون بيليه في فرنسا العام 2013.
رئيسة سابقة لقسم القانون العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية – الفرع الثاني.
متخصصة في المالية العامة والقانون الضريبي.
مستشارة قانونية وتنظيمية للهيئة اللبنانية للطاقة الذرية التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية عام 2011.
ناشطة في مجال الخدمة الاجتماعية ورئيسة سابقة لنادي روتاري صيدا ونائبة رئيس جمعية صيدا انترناشونال ماراثون.
حازت على أعلى صوت تفضيلي في جزين.
منذ إعلان ترشحها عن المقعد الكاثوليكي في جزين، من داخل مطرانية صيدا للروم الكاثوليك، ومنذ بداية تحركها ولقاءاتها مع الأهالي في صيدا وفي جزين، بدت أيوب شخصية متميزة، واثقة من نفسها، ومن حظوظها بالفوز. وفي كل خطاباتها ومواقفها وإطلالاتها الإعلامية كانت منسجمة ومتطابقة تماماً مع مواقف وآراء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وبعد إعلان نتائج فرز أصوات الناخبين تفوقت أيوب بالصوت التفضيلي على جميع المرشحين، ليس فقط عن المقعد الكاثوليكي فحسب، وإنما أيضا عن المقعد الماروني في جزين. حازت على 7953 صوتاً، فيما تفاوتت أصوات منافسيها بين 108 أصوات و5184 صوتاً، وهو أقصى ما حصل عليه أمل أبو زيد عن المقعد الماروني.
ورداً على أسئلة "النهار"، قالت أيوب: "اتخذتُ قرار ترشّحي تعبيراً عن صرخة كل أم موجوعة في هذا البلد، وكأستاذة جامعية ترى هجرة الطلاب والشباب في ظل انهيار تام لكل مؤسسات الدولة، وعدم وجود أي أفق لهؤلاء الشباب وكل الأشخاص الطامحين للبناء، ونتيجة غياب الخط السيادي في منطقة جزين، والتحكم بالقرار من قبل المنظومة والذين يغطون الدويلة والفساد".
وأكدت أيوب أنه "في ظل انهيار تام لكل القطاعات في لبنان وعدم وجود قدرة لدى مؤسسات الدولة على إدارة الأزمة، ومن دون وجود أفق أو خطة إنقاذ، سنحاول من خلال خبرتي في مجال الشأن العام وتجربتي مع الجمعيات والتعاون مع الهيئات الممولة الخارجية، العمل على إيجاد حلول بديلة تمكننا من إنقاذ الوضع في جزين وفي صيدا من خلال إقامة مشاريع إنمائية تساعد الأهالي على البقاء في أرضهم.
وأضافت: "ورشة عملنا بدأت، وللمناسبة زرت وزميلي سعيد الأسمر المطرانين مارون العمار وإيلي الحداد في صيدا وتباحثنا في أوضاع منطقتي صيدا وجزين واحتياجاتهما الملحة، وسنتابع لقاءاتنا مع باقي الأفرقاء من أجل تحسين الأوضاع والقيام بمشاريع تخفف من وطأة الانهيار".
وشدّدت أيوب على أن المسؤولية الملقاة على عاتقنا سنتحملها بكل صدق وأمانة، وسنكمل بكل إمكانياتنا حتى النهاية، من أجل إعادة بناء الدولة سوياً. ومنطقة جزين وصيدا بالنسبة الينا هي دائرة واحدة، وعلى هذا الأساس نتعاطى مع كافة الملفات الأساسية بكل مسؤولية، ولن نوفر أي جهد لتحقيق هذه المطالب، سواء عبر التشريع أو عبر المشاريع التي تفيد المنطقة، أو من خلال تفعيل وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة.
وتعبّر أيوب عن فخرها لأنها ولدت وتزوجت وربّت أولادها في صيدا من دون الانقطاع عن منطقة كفرفالوس في جزين، وهذا الارتباط المتجذّر بين صيدا وجزين هو جزء أساسي وهام في حياتنا، ويدنا دائماً ستبقى ممدودة لتفعيل هذا التعاون.