مع ان رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع الشديد التوجس والحذر في كلامه عن أي "تقارب" محتمل بين "القوات" والمعارضة كلا، ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، حيال الملف الرئاسي وتوحيد الموقف حول "المرشح" الذي ينبثق عن تفاهم محتمل بين هؤلاء الافرقاء الأساسيين، بدا لافتا في حديثه الى "النهار" ان التطور الإيجابي التي برز في الساعات الثماني والأربعين الماضية وجد صدقية جدية في كلام "الحكيم" عبر "النهار".
والحال ان جعجع وان لم يسقط بعد، وربما يصعب ان يسقط لاحقا أيضا، حذره المتشدد قبل انقشاع كامل للمساعي المتقدمة جدا بين اطراف من المعارضة و"التيار الوطني الحر" للتوصل الى تفاهم ناجز على تبني مرشح موحد ترتفع حياله اسهم جهاد ازعور، فان حديثه بدا اول مؤشر عملي في هذا الاتجاه بما اثبت صدقية المعلومات التي تفرد بها موقع "النهار" الالكتروني امس عن هذا التطور.
قال جعجع في حديثه لـ"النهار" ان المعطيات التي تبلّغها كمسألة جديدة ومستجدّة من بعض أوساط المعارضة، تشير إلى "تبنّي النائب جبران باسيل ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور للرئاسة الأولى؛ لكن بعض الضياع القائم على مستوى "التيار الوطني الحرّ" لا يزال يضيّع المسألة في كليّتها، فيما المفاوضات حاصلة بين أطراف من المعارضة - وليس "القوات" - وبين باسيل. وتقول هذه القوى المعارضة إنه وبعد أخذٍ وردّ استمرّ طيلة الأسبوع الماضي، اتخذ باسيل قراره خلال الساعات الماضية في السير بأزعور (بين ليل الخميس وصباح الجمعة). لكنني أطرح شخصياً علامات استفهام حتى أشاهد باسيل في المجلس النيابي ويقترع لمصلحة أزعور للتأكد جديّاً من المسألة".
إن كان قرار إعادة تحويل المساعدات المالية النقدية المخصّصة للنازحين السوريين في لبنان من الليرة الى الدولار لم يعلن رسمياً بعد، فإن المنظمات الدولية حسمت أمرها بدولرة مساعداتها بعدما اتخذ القرار من الجانب اللبناني بتحويلها من الدولار إلى الليرة وفق سعر "صيرفة"، فيما تحدثت معلومات عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وافق على طلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة WFP على طلب المفوضية والقرار دخل حيّز التنفيذ.
وفق الإحصاءات التي أوردها وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ثمة نحو 230 ألف أسرة سورية بما يعادل نحو 1.5 مليون نازح سوري يتقاضون إلى جانب الدعم التربوي والصحي والقسائم الغذائيّة نحو 2.5 ليرة لبنانية كمساعدة أساسية للعائلة ونحو مليون و100 ألف ليرة للفرد الواحد لغاية 5 أفراد كحدّ أقصى للعائلة ما يعادل 8 ملايين ليرة للعائلة الواحدة، علماً بأن حجار كان يتسلم رسمياً طلبات من الـUNHCR بغية تعديل المبالغ للعائلة والأفراد بحسب تطور سعر الصرف في السوق السوداء بغية محافظة العائلة على الحد الأدنى من القدرة الشرائية للحصول على السلّة الغذائية الأساسية لها.
3- متى تفتح السعودية أسواقها أمام الصادرات اللبنانية؟
منذ عامين حظرت المملكة العربية السعودية تصدير المنتجات اللبنانية إلى أراضيها، على خلفيّة تهريب الكبتاغون في حبوب الرمّان. حينها، نزل القرار كالصاعقة على القطاعات الإنتاجية في لبنان، المعتمدة تسويقياً على السوق السعودية، التي تستهلك كثيراً من ال#زراعة وال#صناعة اللبنانية دون أسواق الدول العربية الأخرى. وقد استدعت الأوضاع المستجدّة، والحلحلة الظاهرة أخيراً على هامش #القمة العربية، التي عُقدت في #جدة الأسبوع الماضي، فتح ملف عودة #التبادل التجاري بين لبنان والمملكة في المدى القريب، وإن لم يُكلّل أيّ أمر بالحسم حتى السّاعة.
رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – السعودية، إيلي رزق، يؤكّد في حديثه لـ"النهار" أن "قرار إعادة تفعيل التبادل التجاري و#فتح الأسواق السعودية أمام الصادرات اللبنانية هو حصراً بيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان"، مؤكّداً أنّه حتى الساعة "ليس هناك أيّ قرار رسميّ في هذا الإطار".
4 - 12 عارضاً لكوفيد طويل الأمد: دراسة حديثة تحدّدها بالتفصيل
أكثر من 200 إبلاغ من مرضى يعانون من مشاكل صحية مستمرّة بعد إصابتهم بفيروس كورونا. وكشفت دراسة جديدة 12 عارضاً من الأعراض الرئيسية لكوفيد طويل الأمد.
شملت الدراسة الجديدة ، التي نُشرت في مجلة JAMA ، على 9764 مشاركاً في مبادرة تسمّى Recover وتعني البحث عن كوفيد لتعزيز التعافي. هذه الدراسة التي استمرت 4 سنوات وموّلتها معاهد الصحة الوطنية الأميركية بقيمة 1.15 مليار دولار لدراسة فيروس كورونا طويل الأمد.
وتوضح الطبيبة والباحثة الرئيسية المشاركة في مركز Recover Clinical Science Core في جامعة NYU في نيويورك أنّه "من المتوقّع أن تساعد هذه الدراسة على تحديد تعريف كوفيد طويل الأمد، وأن يكون له تأثير في تشخيص الحالة ودراستها، وفق ما نشر موقع Washingtonpost.
5- هجوم لحركة الشباب على قاعدة للاتحاد الأفريقي في الصومال
شنّت حركة الشباب الإسلامية المتطرفة الجمعة هجوماً على قاعدة لقوّة الاتّحاد الأفريقي في الصومال تبعد نحو 120 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة #مقديشو، كما أعلنت القوة، من دون أن تضيف أي تفاصيل عن حصيلة محتملة لضحايا العملية.
واستهدف الهجوم قاعدة بولو مارير الواقعة على بعد 120 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة مقديشو وتبنّته جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تقاتل منذ 2007 الحكومة الفيديرالية المدعومة من الأسرة الدولية، من أجل فرض الشريعة الإسلاميّة في الصومال.
وقالت قوة الاتّحاد الأفريقي في الصومال في بيان مقتضب إنّ "قاعدة بولو مارير تعرضت صباح الجمعة لهجوم من حركة الشباب"، موضحةً أنّ القوّة "تجري تقييماً للوضع الأمني".
ونادراً ما تكشف قوة الاتّحاد الأفريقي خسائرها في الهجمات التي تستهدف عناصرها.
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
كتب غسان حجّار: "نواب التغيير" والفرص الضائعة
ما حصل بين "نواب التغيير"، وتوحّد جهود أكثرهم في مواجهة النائبة سينتيا زرازير، واتفاقهم على بيان موحد بإزاء كلامها، قبل أن يردّ عليها الواحد تلو الآخر بالشتائم المضمرة لها، اضافة الى محطات سابقة عدة، (ونأمل ان لا تكثر اللاحقات) عوامل تشكك في نجاح تجربة التغييريين، وهي التي تهمنا أكثر من الأشخاص أنفسهم اياً تكن اسماؤهم واشكالهم وتاريخهم، اذ ليس في لبنان من يمكن ان يعيّرهم، لأن اكثرية المسؤولين مثقلون بماضيهم.
وكلام زرازير، غير المسؤول بالتأكيد، والذي يعبّر عن نقص في الأهلية، السياسية طبعاً، يذهب ناحية، أو يدفع باتجاه البدء بتقويم خطوات التغييريين.
ماذا بعد سنة على التجربة؟ ثمة تساؤلات كثيرة لدى العارفين والمتابعين، منهم من يرى التحاق نواب التغيير بركب معظم النواب الميليشيويين الذين يحتلون مقاعد مجلس النواب، ويرى آخرون أن النواب الذين لاحظوا عدم إمكانية التغيير، بدأوا يفتشون عن منافع ومصالح. ومنهم من يعمل لكسب ثقة المافيا الحاكمة، طمعاً في استعادة الكرسي، أو احتلال موقع آخر متقدم في الدولة. لكن أكثرية اللبنانيين يجمعون على "فشل" التجربة التي كان يأمل منها المواطنون إحداث تغيير نوعي، لا في المجلس المحنّط، وإنما في الأداء العام ونوعية العمل وفاعلية الحضور.
عندما تناهى الى العلم أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد جاهر بتقديم استقالته من رئاسة الحزب التي يتولاها من دون انقطاع منذ عام 1977، لم يكن السؤال هو لماذا يقدم على هذا الإجراء، بل في وجه من يلقي هذه الاستقالة؟ واستتباعاً هل سيكون قراراً لا رجوع عنه في مقبل الأيام؟
منذ أكثر من ثلاثة أشهر حفلت الأوساط السياسية والإعلامية في بيروت بأنباء عن تباينات بين جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور حيال قضايا وملفات أساسية وحول كيفية مقاربة الأمور والمستجدات بصورة مختلفة تفارق نمطية التعامل السابق لجنبلاط الأب منذ أن ألبس عباءة والده الزعيم كمال جنبلاط بعيد اغتياله في عام 1977، وهي النمطية التي تراوحت بين الاستعداد للكسر والمواجهة وتنطوي على قابلية العودة الى دائرة الجبر، خصوصاً إن لم تتطابق رهانات الحقل مع حسابات البيدر.
وفي السياق نفسه سرت لاحقاً معلومات مفادها أن جنبلاط في زيارته الأخيرة لعين التينة قد بثّ صديقه وحليفه الرئيس نبيه بري رغبته في مبارحة قواعد اللعبة السياسية التقليدية وولوج أداء مختلف قائم على أسس معادلات مختلفة عن تلك المتبعة ما بعد تطبيق اتفاق الطائف وما نتج عنها من معادلات. ولوّح جنبلاط بأنه وضع في حساباته الضمنية إمكان التخلي وترك حبل الأمور لتيمور وفريق عمله السياسي.
يطلق "الفيديراليون" اللبنانيون كل التسميات على الفدرالية التي يريدونها سوى اسمها الحقيقي: الفيديرالية الدينية.
هذه حقيقتها وهي أن المسيحيين اللبنانيين الذين أعْيَتْهم وأتعبتهم واستنفدتهم "غلاظاتُ" غير المسيحيين عليهم على مدى أكثر من مائة عام يريدون أن يتخلّصوا من الصيغة الفرنسية لكيان لبناني حرمتهم من هناءة العيش في وطنٍ أرادوه لهم. لو بالشراكة مع آخرين.
مضى على محاولة تغيير الصيغة الفرنسية حوالي 48 عاما أي منذ انفجار الحرب الأهلية عام 1975. لا هي مشكلة مايوه ولا سروال ولاشروال ولا كوفية ولا عقال ولا هي مشكلة ثقافية لأن داخل كل طائفة مشاكل ثقافية في نمط العيش والتفكير بين ليبراليين اجتماعيا وبين فئةمتشددة، وهذه هي الحال داخل كل دولة عربية حتى حين تكون ذات أغلبية مسلمة أو نسيج مسلم.
لو كانت المسألة الفيديرالية محض تنموية لكان أكثر كانتون ضروري الوجود هو "كانتون" عكار والهرمل وبعض بعلبك، أو "كانتون" سيرالضنية وبشري ودير الأحمر أو "كانتون" راشيا وحاصبيا ومنطقة مشغرة ومزارعها الجنوبية أو "كانتون" إقليم الخروب وحي السلم وحارةالناعمة أو كانتونات المخيمات الفلسطينية. كلها على اختلافها الطائفي والديني ذات مشاكل اقتصادية واجتماعية تجعلها، لولا العقل الطائفي، مهيأة لتكون في كانتونات فدرالية مشتركة، كانتونات تنموية وليس طائفية.
قامت القيامة على مقال صدر الخميس الماضي في الزميلة جريدة "الرياض" السعودية بعنوان "الازمة اللبنانية…عودة لمعادلة "السين - سين"، وقرأها البعض على انها بسبب صدورها في جريدة "الرياض" فإنها في مكان ما تعكس موقفا شبه رسمي للقيادة السعودية، ويؤشر وفق عنوانه وروحيته الى ان تفاهما سعودياً - سورياً حصل من اجل توسيع نطاق النفوذ السوري كرافد للسياسة العربية التي تقودها السعودية لحل الازمة اللبنانية. وبالطبع حظيَ المقال باهتمام واسع في الوسط الإعلامي والرأي العام اللبناني ككل. غير ان جريدة "الرياض" وبعد ساعات على صدورها عادت وسحبت المقال من نسخة الجريدة الالكترونية مما شكّل رسالة مناقضة للتفاعلات السلبية مع المقال، وتبرأت من محتواها لانها قُرئت على انها تسريبة من أوساط القيادة السعودية نظراً الى مكانة الجريدة وصدقيتها المشهودتين، وحتى لا يُفهم من المقال انه موقف القيادة ولا حتى موقف الجريدة وخصوصا انه موضوع حساس جدا في لبنان.
طبعا لم يكن المقال موقفا شبه رسمي، ولا كان تسريبة. كان مجرد "قراءة" صحفية كما جاء في مطلعها لكاتبها الأستاذ فهيم الحامد. عند هذا الحد انتهى الموضوع. لكن ما يهمنا نحن في لبنان ان ندرك ان واقعة كهذه ما كانت لتحصل لولا ان في لبنان وسطا إعلاميا يعظم الأشياء ويعطيها اكثر مما تحتمل، ولولا ان الرأي العام اللبناني يؤخذ بهذه التحليلات التي أعقبت انتشار المقال في لبنان. فالانفتاح العربي، لا سيما السعودي، على النظام السوري لا يعني ابدا عودة للأخير الى لبنان. هو يعود بين الفينة والأخرى مستخدما قدرته على الايذاء التي تبقى جزءا من طبيعته، وأساسا في سياسته تجاه لبنان واللبنانيين. لكن هذه مسألة أخرى نتحدث عنها في وقت آخر.