النهار

صباح الأربعاء: مهزلة تشريعيّة ونصيحة تلقّاها ميقاتي... "بروباغندا" مستمرّة!
المصدر: "النهار"
صباح الأربعاء: مهزلة تشريعيّة ونصيحة تلقّاها ميقاتي... "بروباغندا" مستمرّة!
هرج ومرج خارج البرلمان (بريشة أرمان حمصي).
A+   A-
صباح الخير، إليكم أبرز مستجدات الأربعاء 27 تموز 2022

كان يفترض ان تشكل الجلسة التشريعية الأولى لمجلس النواب المنتخب، حدثا تشريعيا اصلاحيا من المقام الأول، وسط تعويل دولي واسع على اطلاق ورشة إقرار المشاريع الإصلاحية الأساسية التي يطالب بها صندوق النقد الدولي، ولا سيما منها مشاريع الموازنة والكابيتال كونترول وخطة التعافي المالي والإصلاح المصرفي. ومع ان إقرار مشروع قانون السرية المصرفية اقر معدلا بما شكل "لفحة" إصلاحية يتيمة في هذه الجلسة، فان ذلك لم يحجب واقع الاطلاقة الباهتة بل والهابطة في بعض الجوانب التي طبعت الجلسة لجهة ما تخللها من هرج ومرج كلامي اتسم بعضه بمستوى مؤسف للغاية في تدني التعبير والتخاطب من قبل بعض النواب "المتنمرين" على زميلات جديدات، فكان ثمة ما يشبه المهزلة التي لا تليق ببرلمان يفتتح أولى اطلالاته بهذا التفلت.
 
 
في مقالات اليوم
كتّاب "النهار"

لا يزال "حزب الله" يسعى مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي لتذليل الصعوبات وإزالة العقبات التي حالت حتى الآن دون النجاح في تأليف حكومة وذلك خلال الأسابيع الستة المقبلة التي تبدأ بعد انتهائها المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. لكنه، استناداً الى متابعين لبنانيين من قرب لحركته، بدأ يميل الى الاقتناع بصعوبة النجاح في تحقيق هذا الهدف بعد انقضاء الأسابيع التي انقضت على التكليف دون تحقيق أي تقدم على صعيد التأليف. وبدأ يرى أن الاستمرار في المساعي الحكومية مضيعة للوقت نظراً الى الخلافات الكثيرة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، إذ إن كلاً منهما يعمل لحكومة تنصفه في حال دخول لبنان المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للبلاد وعجز مجلس النواب والمنظومات السياسية المتنوّعة عن إنجاز الاستحقاق.
 
يتواصل الاهتمام الخارجي على مختلف المستويات بمتابعة كل المواقف المتصلة بتطور المفاوضات حول الملف النووي ولا سيما بعد المحادثات الاخيرة التي جرت في الدوحة وليس في فيينا ليخلص المتابعون المهتمون ان ايران كما الولايات المتحدة لا تريد وتعجز عن انهاء المفاوضات او اعلان فشلها في موازاة العجز عن اعلان تقدمها كذلك . فاعلان الفشل وانهاء المفاوضات من شأنه ان يرتب تبعات لا يعتقد هؤلاء ان ايران في وارد المخاطرة بالذهاب اليها فيما ترحب وتهلل لاي اتصال اوروبي بها كما الاتصال الذي اجراه قبل ايام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الايراني ابرهيم رئيسي. فحتى لو ان هذا الترحيب لا يعني اطلاقا ان ايجابية ما ستطلق مجددا ، ولكنه مؤشر على عدم رغبة طهران في قطع شعرة معاوية في موضوع الاتفاق النووي.
 
أمّا ميشيل تويني فكتبت: غريب هذا الشعور...
غريب ان يشعر الإنسان بأمان في بلد لا ينتمي اليه وان يشعر بعدم الأمان في بلده... غريب ان يشعر الإنسان انه غريب في أرضه، في مطار وطنه... غريب ان تصل إلى مطار بلدك فيتملكك شعور بعدم الاطمئنان، بل الاستياء، بعدما كنت تشعر بالرفاهية والاطمئنان والامان في مارات اخرى ليس بالضرورة ان تكون معتادا عليها او تعرفها سابقا. لا يرتبط هذا الشعور بالاعتياد، بل بنوعية الخدمة والتعامل والاطمئنان. غريب ان تقود سيارتك على طرق بلد لا تعرفه وتشعر بالأمان اكثر من طرق بلدك التي بدأت تشهد عمليات سلب وتشهد حالة من الفوضى العارمة وافتقاد الامان على كل المستويات.
 
تملأ صور ضحايا انفجار 4 آب 2020 جادة شارل حلو ومحيط المرفأ إيذاناً بإحياء الذكرى الثانية لزلزال العصر الذي ضرب بيروت وأثكل لبنان حاصداً ما يفوق، بعد تعاقب حالات الوفاة تباعاً، 220 ضحية، فضلاً عن الدمار والجرحى والكوارث الناشئة عنه. ما يواجهك الآن، في اللحظة التي تقترب فيها من الذكرى، صور تبعث فيك الرهبة والأبعد من الحزن الغائر لدى تطلعك الى صور شهداء راحوا في غفلة مرعبة هبطت فيها أسوأ مذبحة جماعية عرفتها بيروت ولبنان ولا تشبه أياً من أبشع المذابح الحربية والهمجية القتالية. في كل صورة كما تنبئ الوجوه صاحبة الشهادة، قصة إنسان ترك فجيعة لا تزال تتراكم بفصول مأسوية ليس على الصعيد الإنساني الشخصي الخاص للضحية وعائلته وعارفيه في ظل هذا "الإعدام" المرعب الذي هبط على ضحايا الانفجار أينما كانوا.

من جلسات انتخاب هيئة مكتبه الى الجلسات العامة، سلك المجلس النيابي الجديد المنبثق من انتخابات 15 أيار الماضي طريقه نحو التشريع، ليخوض النواب الجدد اول تجربة حقيقية في العمل التشريعي.قد لا تكون التقليعة مبشّرة شكلًا ومضموناً طالما انها تتم في ظل حكومة مستقيلة، ما يعطي عملها طابع الضرورة، في ظل ما تم انجازه من مشاريع واقتراحات قوانين، في حين ان الشكل تأثر بالمساجلات التي استجدت بين نواب تغييريين ورئيس المجلس، ما استدعى دعماً نيابياً من كتلة الرئيس نبيه بري، انحدر فيها مستوى التخاطب، عاكساً حجم الهوة، ليس في السياسة فحسب، بل بين جيلين سياسيين لا تجمع بينهما أية قواسم مشتركة، ملزمين بمساكنة جبرية على مدى السنوات الاربع المقبلة، الحافلة بتحديات واستحقاقات جدية وبالغة الخطورة، لم ترقَ المناقشات الى مستوى مقاربتها، وهو أسوأ ما عكسته اجواء الجلسة.
 
وكتب عبدالوهاب بدرخان: نصرالله... "بروباغندا" مستمرة
لماذا يصرّ الأمين العام لـ"حزب إيران/ حزب الله" على إشاعة مناخ حرب مع إسرائيل، ولماذا يحدّد لها مهلة زمنية بحلول أيلول، ولماذا لم يجارِه في هذه التهديدات أي مسؤول لبناني سياسي أو عسكري (بالأحرى رئيس الجمهورية) معنيّ بملف ترسيم الحدود البحرية؟ أكثر من جواب: لأن حسن نصرالله يعرف ما يعرفه مسؤولو "الدولة" وهو أن أجواء عملية الترسيم "إيجابية" عموماً من مصدرَيها الأميركي والإسرائيلي منذ ما قبل إطلاق المسيّرات فوق حقل كاريش. ولأن نصرالله يستخدم "البروباغندا" للإيحاء بأن الترسيم سيتمّ بفعل ضغوطه العسكرية على إسرائيل لا نتيجة التفاوض.
 
انتهى العام الدراسي بأقل خسائر. هو العام الذي كان مفصلياً للتعليم وتأسيسياً للسنوات المقبلة بسبب ما راكمته الأزمة في البلاد خلال الأعوام الثلاثة السابقة. تمكنت وزارة التربية من إنجاز الامتحانات الرسمية في ظروف صعبة وحافظت معها على الشهادة الرسمية، والأهم أنها أنقذت العام الدراسي. عاد الأساتذة في الفصل الثاني إلى التعليم الحضوري بعد التقديمات والمساعدات الاجتماعية التي أقرّت خصيصاً للهيئة التعليمية في الرسمي، وأدّت إلى وقف الإضراب، فعوّضوا جزءاً كبيراً من الفاقد التعليمي ظهر إيجابياً في نتائج الامتحانات، وإن كانت التساؤلات تبقى مطروحة حول كفاءة التعليم، علماً بأن الوزارة قلصت المنهاج الدراسي اضطرارياً وحذفت مواد وأدرجت المواد الاختيارية للمرشحين.
 
 
في قسم السياسة
تفيد معظم دوائر المتابعين والمولجين بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع اسرائيل بان الزيارة المرتقبة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت في نهاية تموز الجاري ستشكل محطة مفصلية في هذا الملف العالق والذي لم يعد شعاعه ينحصر بين طرفي التفاوض بل امتد الى عمق اهتمامات صنّاع القرار في البلدان الاوروبية التي ستشهد نقصاً كبيراً في كميات الغاز الروسي في الشتاء المقبل. وبعدما قال الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كل ما عنده حول الترسيم والقبول بما تقرره الدولة اللبنانية في هذا المجال، أوصل رسائله الى كل من يعنيهم الأمر في تل أبيب وغيرها من العواصم. والتقى رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يدرك اهمية الابقاء على قنواته الديبلوماسية مفتوحة مع "حزب الله" والدور الذي يؤديه في ملف بحجم الترسيم الذي لم يعد قضية محصورة في الاقليم.
 
إذا أردت أن تعرف ماذا يجري حول الاستحقاق الرئاسي بكل تفاصيله وعدته، فما عليك إلا أن تعرف ماذا يحدث في الكواليس وفي الغرف المغلقة من لقاءات واتصالات ومشاورات وحسابات، مع بدء انطلاق وضع سيناريوهات بما معناه ماذا سينال هذا المرشح في الدورة الأولى لانتخاب رئيس عتيد للجمهورية، الى أخذ إمكانية التعطيل في الحسبان، فهذه العناوين مجتمعة هي مدار بحث مستفيض ونقاش عميق بين مختلف المكوّنات السياسية والحزبية.فعلى خطّ ما يسمّى الفريق السيادي والاستقلالي أو ما بقي من قوى 14 آذار، يظهر أن حراكهم خجول قياساً على الطرف المناهض لهم، مع الإشارة الى أن ذلك انسحب على الانتخابات النيابية الأخيرة إذ لم تتمكن قوى 14 أذار من إقامة تحالف انتخابي عريض، اقتصر فقط على حزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي، وسائر القوى التي توزعت تحالفاتها مع التغييريين والمستقلين وسواهم، لكن بصدد الاستحقاق الرئاسي فالمعلومات تشير الى لقاءات تجري بعيداً عن الأضواء بين هذه المكوّنات.
 
أيام قليلة تفصل عن الذكرى الثانية لكارثة انفجار المرفأ، وتعود هذه السنة على وقع الحرائق في أهرائه التي ما إن تخمد حتى تستعر من جديد. هذه المصادفة "القدرية" التي حلّت مع اقتراب الرابع من آب وتداعياتها بعد التنبيه من اتخاذ الاحتياطات اللازمة في محيط المرفأ تخوّفاً من انهيار جزء من الأهراء وتطاير السموم، أثّرت مع توقيف رئيس أساقفة الأبرشية المارونية في حيفا والأراضي المقدسة والنائب البطريركي في القدس والأراضي الفلسطينية والأردن المطران موسى الحاج في إبعاد النظر عن قضيّة المرفأ الأساسية وفي الاستعدادات لإحياء هذه الذكرى من ذوي الضحايا على غرار ما أقيم العام الماضي كما يبدو على مسافة أيام من الفاجعة، فيما التحقيق في هذه القضية لا يزال معلقاً منذ تشرين الماضي ويبقى معلقاً في الفترة الطالعة ما دامت أعمال الهيئة العامة لمحكمة التمييز معلقة بقرار سياسي تبعاً لما فُهم من كلام وزير المال يوسف خليل في تسجيل صوتي بثّه تلفزيون "الجديد"، وفي انتظار صدور أيّ قرار في صدد أيّ من طلبات ينظر فيها ثلاثة رؤساء غرف في محكمة التمييز الجزائية لنقل الدعوى من قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار الى قاضٍ آخر، لجهة رفض الطلب والإبقاء على المحقق العدلي، لكن من دون تمكنه من استئناف التحقيق.
 
قبل نحو أسبوعين، سلّمت بعثة الاتحاد الأوروبي عددا من المسؤولين اللبنانيين، تقريرها حول الانتخابات النيابية. وكان رئيس الجمهورية ميشال عون اول من تسلّم التقرير واستقبل البعثة، تلاه عدد من الوزراء المعنيين، منهم وزيرا الداخلية بسام مولوي والخارجية عبد الله بو حبيب. واللافت ان البعثة ضمت 167 مراقبا اجنبيا، من 27 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكانت حاضرة في لبنان من 27 آذار 2022 الى 16 حزيران، لمراقبة سير العملية الانتخابية التي أجريت في 15 آيار الماضي.
 
 
في قسم الاقتصاد
دخل إضراب موظفي القطاع العام اسبوعه السادس، مع ما يرافقه من شلل تام في المؤسسات العامة وفرملةٍ لشؤون الدولة وتعطيلٍ لمصالح المواطنين، من دون إيجاد علاج جذري لمطالب الموظفين وبعدما رُحّلت المقررات النهائية المرتقب صدورها عن اللجنة الوزارية المكلفة البحث في ملف مشاكل الموظفين واسباب الاضراب العام الى اليوم الاربعاء. الإرجاء تقرر بعدما طُلب الى وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف الخليل التأكد من كلفة الاجراءات المطروحة وامكان تحصيل الايرادات. سيناريوات عدة ستُطرح اليوم خلال اجتماع اللجنة الوزارية لتحصيل الايرادات اللازمة لتمويل زيادات الرواتب، ومن أبرز الإيرادات المتوقع استيفاؤها رسوم هبوط الطائرات الأجنبية في مطار بيروت بالدولار النقدي بدلاً من استيفائها على سعر صرف 1500 ليرة بما يسمح بإدخال 500 إلى 600 ألف دولار يومياً إلى خزينة الدولة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium