أصدر الـ"شيوعيون في القاعدة الحزبية" بياناً تعقيباً على حادثة الكحالة، أعلنوا فيه قرارهم بعدم التراشق الإعلامي مع قيادة الحزب، حول المواقف السياسية اليومية، لأنهم ليسوا فريقاً أو تياراً يريد التعبير عن نفسه أو عن خيار مستقل عن الحزب. واعتبروا أن حادثة الكحالة قد كشفت "مستوى هشاشة البلد الفاقد للمناعة أصلاً، وأظهرت أنه قابل للاشتعال في أي لحظة.
وجاء في البيان: "يأسف الشيوعيون لعدم إصدار قيادة الحزب بياناً حول أحداث الكحالة، ولا يجدون في القاعدة الحزبية سبباً في ذلك عدم استشعارها خطر الصورة الطائفية والشحن الغرائزي مع أصوات الرصاص، حيث لم يبق لبناني واحد لم يشعر بهذا الخطر ولم يصبه القلق على مصير البلاد...الخ".
وأضاف: "لقد اتخذ "الشيوعيون في القاعدة الحزبية" قراراً بعدم التراشق الإعلامي مع قيادة الحزب، حول المواقف السياسية اليومية، لأنهم ليسوا فريقاً او تياراً يريد التعبير عن نفسه أو عن خيار مستقل عن الحزب، فقبلوا بتلك المواقف، وسكتوا، رغم ركاكة بعضها، وطابعها الانشائي، وقصور بعضها الآخر عن أدبيات حزبنا".
تابع: "حادثة الكحالة، وما كشفته من عمق الاحتقان في النفوس، وما برز حولها من مواقف ودعوات، أملت علينا إصدار موقف نتوجه به الى اللبنانيين لتنبيههم الى المخاطر التي تحيط بهم، ودعوتهم لمواجهتها والتيقظ حيالها، ودعوة الشيوعيين الى لعب دورهم الوطني في تجنيب البلاد مخاطر الانزلاق الى حروب وصرعات طائفية جديدة".
واعتبر "الشيوعيون في القاعدة الحزبية" أن حادثة الكحالة قد كشفت "مستوى هشاشة البلد الفاقد للمناعة أصلاً، وأظهرت أنه قابل للاشتعال في أي لحظة، لأنه يقوم على برميل بارود بفعل ما راكمته الطبقة السياسية من صراعات وتعبئة وتحريض وسد للأفق أمام الحلول للخروج من الأزمات التي يعاني منها وعلى رأسها البنية الطائفية للنظام. إذ كان يكفي لحادث سير واحد أن ينبش كل المخزون المتراكم من الأحقاد والهواجس والغضب وعدم الثقة. فخلال لحظات أطل شبح بوسطة عين الرمانة، وكادت الحرب الأهلية تطل برأسها من جديد".
وقال: "لا ينظر الشيوعيون الى حادثة الكحالة بمعزل عن الأحداث المتنقلة، وتلاحقها خلال وقت قصير من القرنة السوداء شمالاً الى عين إبل جنوباً، مروراً بعين الحلوة، وصولاً الى الكحالة، ما يطرح علامات استفهام حول سر هذه المصادفات المريبة، التي تخلق جواً مشحوناً بالبلد، ينضاف الى حالة الانهيار الشامل والمتمادي، ما يجعلنا أمام حقبة متفجرة محفوفة بتفلت أمني، على وقع استثمار سياسي طائفي عالي النبرة غير عابئ بالنتائج المترتبة على ذلك، فهذا الفاء الحرب الأهلية".
و"يعزز تلك المخاطر استحضار التحذيرات الخليجية التي دعت رعاياها الى مغادرة لبنان، واستقراء التطورات على الساحة الإقليمية والدولية من التصعيد الإسرائيلي، الى التصعيد الأميركي المستجد، بما يشبه هجوماً مضاداً، بدءاً من ممارسة الضغوط لوقف مسار التقارب بين دول الخليج وكل من إيران وسوريا، الى الحشد في البحر الأحمر وضد ايران وعلى الحدود السورية العراقية، حيث يجري الحديث عن سعي أميركي في معركتهم الإقليمية والدولية، للعمل على خلق كيان يقطع الطريق بين إيران ولبنان، من جهة، ويؤمن التواصل بين الخليج وأوروبا عبر تركيا من جهة ثانيه، هذا الهجوم المضاد لا يبشرنا إلا بمزيد من الويلات والحروب والتوترات، والأخطر فيه سعيه لاستخدام الساحة اللبنانية لإلهاء حزب الله، ومعه عودة المراهنات من جديد على الخارج نحو تعديل موازين القوى والاستقواء به لتمرير المشاريع السياسية الداخلية".
ولفت البيان إلى "أن الموقف النقدي من سياسة حزب الله الداخلية بصفته أحد أطراف النظام الطائفي لا يُلغي دوره كقوة مقاومة، واستهدافه من قبل قسم من أطراف السلطة ليس فقط من باب الصراع على الحصص إنما هو استهداف لدوره كمقاومة شعبية مسلحة، وبهذا المعنى، فإن حادثة كوع الكحالة إنما هي تعبير عن الصراع حول القضية الوطنية. إننا، ومن موقعنا، ومن دور حزبنا التاريخي والطليعي في المقاومة الوطنية، ندين كل المحاولات التي تستهدف مشروع المقاومة تحت مسميات حصر السلاح بيد الدولة، ونؤكد على ضرورة تطوير مشروع المقاومة كأحد عناصر قيام الدولة الوطنية المقاومة".
وأضاف: "لقد كشفت حادثة الكحالة أيضاً ما ارتكبناه في الانتخابات النيابية من خطأ في التحالفات، حيث أعطينا أصواتنا للائحة "توحدنا للتغيير" التي تبين أن أعضاءها ممن فازوا أو لم يفوزوا لا يقلوا سوءاً عن أركان السلطة، في مواقفهم واستغلالهم للفرص والاستثمار والتحرض الطائفي أو اللعب على الغرائز وصولاً لإطلاق النار كسائر المليشيات ممن شهدناه في حادثة الكحالة، وهذه مناسبة لتقديم الاعتذار أمام اللبنانيين عن هذا الخطأ الذي أساء الى الحزب وسمعته وألحق الأذي بتاريخ الشيوعيين النضالي".
وأشار إلى أن "وضع الرأس في الرمل كالنعامة، وغض النظر عن حادثة الكحالة كأنها لم تكن، هو موقف سياسي، يعبر عن هروب من المسؤولية في توجيه التحذير من الصراعات الطائفية، والنقد للاستغلال السيء للحادثة، في حين هذا الموقف لم نجده إثر حادثة الطيونة، كما أن عدم أصدار موقف لا يجنب اللبنانيين ومنهم الشيوعيين مخاطر تلك الصراعات الدموية، بل على العكس من ذلك، إن أولى المهام أمام الشيوعيين هي العمل على خلق رأي عام نابذ للحروب وللصراعات الطائفية، فهي غذاء القوى الطائفية ومشاريعها، بها تقوى ويشتد أزرها، بينما الأذى والدمار يلحق بالبلد ووحدته، وبالقوى الوطنية والديموقراطية. فلا يمكن للشيوعيين أن يكونوا من المتفرجين".