على دولار لاهب ملتهب فالت بلا سقف ولا ضابط ويقترب من اقتحام سقف الخمسين ألف ليرة قبل ليلة رأس السنة الجديدة إذا لم يحصل ما يلجم جنونه... بدولار السوق المجنون الذي كسر أمس حاجز الـ48 ألف ليرة بدأ الأسبوع الأخير من السنة 2022 رحلة إعلان نهاية سنة أخرى من سنوات الأزمات الكاسرة التي تعصف بمصير لبنان وتضعه في مهب الضياع والتشتت والتشرذم والفقر والمرض والإفلاس الانهياري على كل الصعد.
كان عام 2022 حافلاً بالنسبة للملياردير إيلون ماسك، فقد شهد نجاحات عديدة، في المقابل، كان عامه عاصفاً لما مُني به من خسائر مالية وما خاضه من معارك قضائية. ومن الصعب أيضاً نسيان أن الملياردير المغامر ومطلق الصواريخ إلى الفضاء الذي استمدّ إلهامه من أفلام البطل الخارق (آيرون مان) "الرجل الحديدي" شغل أكثر من وظيفة هذا العام، من بينها وظيفة منحها لنفسه وهي رئيس مجلس إدارة "تويتر".
من الممتع حقاً أن نشاهد قدرة الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي على شنّ الحملات وإعداد العدّة لـ"الغزو" بعد كل حدث يثير استفزاز شريحة ما من المجتمع، سيّما أن موضوع "الترند" أصبح أكبر من كل الاعتبارات الأخرى حتى لو وصلت الأمور بنا إلى "التعجب" بهتك الأعراض والإهانات والشتائم البذيئة و"اجتياح" الحياة الشخصيّة، للتمكن من "إبادة" الطرف الآخر. هذا الجمهور وبكل أطيافه فشل في جميع الأوقات السابقة في حشد طاقاته وإمكاناته وإبداعاته ومنشوراته المطوّلة أيضاً للتصدّي لهتك الأعراض الحقيقي والفعلي الذي يطالنا وبشكل يوميّ على يد من أوصلونا إلى أزمة أخلاقيّة قبل أن تكون أي شيء آخر، بسبب الاصطفافات والخطوط الحمر الممنوع المسّ بها.
حمل عام 2022 الكثير من المفاجآت التي لم تكن بمعظمها سارة لمشاهير هوليوود، فقد فارق الجمهور هذا العام العديد من الفنانين بطرق مأسوية، كما اعترف كثيرون بأمراضهم أو مروا بظروف صحية نادرة منعتهم من المضي في مشاريعهم الفنية المرتقبة.
حَضَر أكثر من طبق على طاولة اللقاءات المستجدة والحراك السياسي المتزامن مع عطلة الأعياد في الساعات الماضية، بدءاً من الموضوع الرئاسي الذي شكّل معطى رئيسياً خلال الجلسة التي جمعت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل.
في الوقت الذي يعوّل لبنان على موسم سياحي واعد يستقطب اللبنانيين المغتربين كما بعض العرب والأجانب المستثنين من الحظر، لإدخال بعض النقد النادر الذي يعزّز من رصيد ميزان المدفوعات، بدا مطار رفيق الحريري الدولي بعيداً كل البعد عن أي جهوزية للمهمة السياحية المطلوبة، والسبب عدم لجوء أي من المسؤولين أو الأجهزة الأمنية المعنية لاتخاذ أي اجراءات مسهّلة لدخول أو مغادرة الركاب.
شكّل لقاء رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكيّ" وليد جنبلاط برئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل، مفاجأة للمحازبين والأنصار من البيئة الحاضنة لسيّد المختارة ولغالبية السياسيين، بحيث اعتُبر حدثاً في التوقيت والمضمون، الى الظروف التي استدعت هذا الاجتماع الذي لم يرغب جنبلاط حسب المتابعين والمواكبين أن يكون في المختارة أو كليمنصو، بل في مكان محايد، الأمر الذي رتّبه والد صهر الزعيم الجنبلاطيّ الشيخ بيار الضاهر في دارته، وليس في منزل زوج كريمته داليا.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.