شدد بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي على "ان التاريخ قوّة جارفة تسير لا ترحم، لا تنظر إلى الوراء، تخلّف في مجراها الصالح والطالح"، مؤكداً أن قوّة الطائفة في الدولة وفي المجتمع "ليست في أن نحصل على المنصب الفلانيّ أو الوظيفة الفلانيّة"، بل "في ما نقدّمه اليهما".
كلام العبسي جاء في عشاء تكريمي أقامه على شرفه النائب ميشال ضاهر في دارته في الفرزل، تحول لقاء كاثوليكياً موسعاً شارك فيه النائبان ميشال موسى وسامر التوم، المطارنة ابرهيم ابرهيم وايلي حداد وادوار ضاهر وجورج حداد وجورج اسكندر، عضو المجلس العسكري اللواء الركن بيار صعب، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا ، مفتش عام قوى الامن الداخلي فادي صليبا، نقيب اطباء لبنان البروفسور يوسف بخاش، رئيس بلدية زحلة - معلقة اسعد زغيب، رئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان، النائب العام في البقاع منيف بركات، القاضية هيلانة اسكندر، القاضي فوزي خميس، والمدراء العامون داني جدعون وناجي اندراوس ولويس لحود، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي السابق روجيه نسناس، اضافة الى حشد من الفاعليات.
ضاهر
والقى ضاهر كلمة قال فيها: "الطائفة يا سيّدَنا ليست بخير. تُحرَم الكفاءاتُ فيها الحقائب الوزاريّة المهمّة التي باتت حكراً على مذاهب محدّدة، وفي ذلك إجحافٌ نحمّل مسؤوليّتَه الى كثيرين، وبينهم الزعماء الموارنة الذين يشاركون في تشكيلِ الحكومات. وفي الإدارات يتراجعُ عددُنا ونفقُدُ مواقعَنا، خصوصاً في الفئةِ الأولى. وفي السلكِ الديبلوماسي نُظلَم. فهل أصبحنا طائفةً هامشيّة، لا يُحسَب لنا حسابٌ، وكأنّ حضورَنا أو غيابَنا هو نفسُه؟ أم أنّ صمتَنا ومنح الأولويّة لهمومِ الوطنِ والناس جعلا "حيطنا واطي"، يقفز فوقَه القريبون والبعيدون؟".
العبسي
ورد البطريرك العبسي بكلمة قال فيها : "قوّتنا ليست في أن نحصل على المنصب الفلانيّ أو الوظيفة الفلانيّة أو المقعد الفلانيّ في الدولة أو في المجتمع، وليست في أن نكون من هذا الجانب أو ذاك، بل نحن، بل حضورنا، بل قوّتنا في الدولة وفي المجتمع في ما نقدّمه اليهما وفي ما نغنيهما به، رغم أنّنا لم نقصّر قطّ في المطالبة وفي السعي إلى الحصول على ما يعود الينا في الدستور وفي القانون، ما دامت العادة والعقليّة هما ما هما عليه حتّى الآن.
وإذا ما نظرنا إلى الأمور بواقعيّة، وإذا ما نظرنا إليكم أنتم الحاضرين، فنرى ونلمس أنّ كنيستنا، أنّكم أنتم أيّها الأحبّاء، قد أعطيتم الكثير للبنان في الأدب والفنّ والعلم والسياسة والتجارة والصناعة والزراعة والإدارة، من غير أن ننتظر منصبًا أو نطمح إلى مقعد".
وأضاف: "التاريخ قوّة جارفة تسير لا ترحم لا تنظر إلى الوراء، تخلّف في مجراها الصالح والطالح. التاريخ مثلُ الكون الذي يجري فيه: طاقة منطلقة تتفجّر وتتجدّد من يوم إلى يوم إلى اللانهاية، إلى الله. وقوّة الإنسان هي في أن يمسك الحاضر، اليوم الذي هو فيه، بحيث يرى كم من أشياء وأشياء ممّا نسمّيها عادات ومكتسبات ومؤسّسات ما عادت مثلما كانت في يوم أمس، لأنّ الحيثيّاتِ لم تعد كحيثيّات الأمس ولا السلوكيّاتِ".
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
