النهار

لبنان يودّع سلمان... "خانه العمر ولم يخنه القلم"
المصدر: "النهار"
لبنان يودّع سلمان... "خانه العمر ولم يخنه القلم"
طلال سلمان.
A+   A-
بعد شيوع خبر وفاة الكاتب الصحافي ناشر جريدة "السفير" طلال سلمان، توالت التعليقات والتغريدات لإعلاميين وشخصيات سياسية وأمنية ودينية عاكسةً البصمة الكبيرة التي تركها في لبنان.

وزير الإعلام زياد المكاري
 
فقال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري عبر منصة "إكس": "‏في لقائنا الأخير كان الحديث من القلب وعن ذكريات الصحافة. ‏الكبير طلال سلمان العابر بقلمه للمناطق، ستبقى ذكراه خالدة، وتاريخه العريق صفحة لن تطوى في تاريخ الصحافة اللبنانية. ‏وداعاً صوت الذين لا صوت لهم".

نقابة الصحافة اللبنانية
 
ونعى مجلس نقابة الصحافة اللبنانية سلمان في بيان جاء فيه: "دمعة حبر متشحة بالسواد ندرفها على خد الكلمات. يرتعش القلم وهو يكتب نعياً لفارس من فرسانه يترجل عن صهوة الكتابة والورق ويرثي "صوت الذين لا صوت لهم" وهو يرحل من دون استئذان قبل ان ينهي السير "على الطريق" نحو قضايا الوطن والامة والأرض والإنسان.
خانه العمر ولم يخنه القلم والسير نحو الحق والحقيقة. ستون عاما ونيف، حر مدافع عن الحرية والتحرير. هو باختصار حتى آخر نبض من نبض حبره وقلبه نقول وداعا طلال سلمان.
ننعيه الى اللبنانيين والى العالم العربي ونتقدم من اسرته الصغيرة آل سلمان وأسرته الكبيرة الصحافة اللبنانية والعربية ومن سائر الذين عملوا معه وتتلمذوا في مدرسته الإعلامية "السفير"، ننعيه عضوا لسنوات في مجلس النقابة سائلين المولى العزيز القدير أن يتغمده بواسع برحمته ويلهمنا وذويه ومحبيه وسائر من عرفه عظيم الصبر والسلوان متمنين على الزملاء في كافة الصحف ان تبادل الراحل الكبير بالتزام شارة حداد على الراحل الكبير في صدر صفحتها الاولى، وانا لله وانا اليه راجعون".
 
 نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي

كما نعاه نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، باسم مجلس النقابة وباسمه الشخصي، وقال في بيان: "غاب صوت الذي لا صوت لهم، صاحب القلم الماضي والحضور الطاغي في دنيا الصحافة والاعلام الذي شق طريقه إلى التألق بالحبر الذي اختلط بالعرق والدم، وبعصامية تتجاوز المغامرة التي خاض غمارها بإمكانات متواضعة، ولكن بإيمان كبير وتصميم عنيد على أن يفرد لنفسه مكانة متقدمة، لا في الصحافة اللبنانية، بل في صحافة العرب، فكانت سفيره جواز مرور النخبة المتقدمة إلى الرأي العام، ونبض الرأي العام الذي يقتحم القصور والسرايات ويقض مضاجع الحكام".
أضاف: "لقد نجح طلال سلمان في إنشاء مدرسة صحافية تميزت بالريادة وحشدت في مبناها ومكاتبها الأقلام المبدعة وأصحاب الاختصاص وجمهرة من المندوبين والمراسلين الذين تميزوا بالخبرة والاحتراف والقدرة على اختراق الأسوار المستغلقة وتقديم المعلومات الدقيقة، حتى باتت جريدته من المراجع التي يركن إليها لدى البحث عن الخبر الدقيق".
تابع: "من مدرسته تخرج عشرات الزميلات والزملاء الذين شدته إليهم علاقات وثيقة تتجاوز ثنائية العلاقة بين رب العامل والعامل، فحدب عليهم وحرص على توفير كل أسباب الحياة اللائقة بهم. وعندما حملته الظروف على إغلاق "السفير"، لم يقدم إلا بعد أن سدد للعاملين في مؤسسته تعويضاتهم حتى آخر بارة. كان أليما قراره، بل مفجعا، لكنه كان صادقا مع نفسه ورافضا السير في كل ما يناقض التزاماته".
وأردف: "طلال سلمان قامة صحافية وإعلامية عملاقة بلغت من النجاح خير مكان، لكن نشوة الغرور لم تستبد به، فظل على تواضعه كالسنبلة المليئة، مشرعا باب مكتبه ومنزله أمام الأصدقاء والزميلات والزملاء، وهو الذي كان لديه متسع من الوقت للتجوال في ملكوت الكلمة الحلوة، والوتر الحاني. ذواقة شعر وموسيقى كان، ومحب للحياة. أحبه اصدقاؤه والعاملون معه واحترمه الملوك والأمراء والرؤساء، ولو باعدت بينه وبينهم آلاراء. شجاعته وصلابة مواقفه عرضته لمحاولة اغتيال ظلت آثارها بادية عليه".
وختم: "اشتدت وطأة المرض عليه وانشب الداء مخالبه فيه بعد إغلاق ثمرة عمره "السفير" وبقي يقاوم بما استبقت لديه الحياة من قوة، ولم يسقط اليراع من يده، إلا بعد أن فقد القدرة على حمله. فباسم مجلس نقابة المحررين وباسمي الشخصي، كل التعازي لعائلة طلال سلمان الكبير الذي غادرنا ولكل الزميلات والزملاء الذي عملوا في "السفير" وظلوا على عهد الوفاء لها، وليقر عينا في شمسطار، في التربة التي أحب، وعشق ربوعها، وأنس إلى اهلها، وليكن مثواه في صحبة الأبرار الصالحين من عباد الله".
 
 اللواء عباس إبراهي
 
وفي بيان، نعى اللواء عباس إبراهيم سلمان وقال: "ببالغ الأسى تلقّينا نبأ وفاة الصحافي الكبير والقدير ناشر جريدة السفير الغرّاء، الأستاذ طلال سلمان، بعد أعوام قليلة من تلقّينا خبر احتجاب جريدة السفير عن الصدور.
لقد كان الراحل عن حق "سفير" لبنان الى العالم. لم يترك جهداً خلال مسيرته في الثقافة والسياسة في سبيل خير المجتمع والوطن. حمل من دون كلل قضايا الأمة من محيطها إلى خليجها.
لقد كان مجبولاً بحبرٍ هو أقرب إلى الأحمر القاني منه إلى سواد يحيق بنا من الاتجاهات كلها.
كان طلال سلمان قلماً وبوصلةً لتحرير الأرض والإنسان.
وداعاً أستاذ طلال، إلى جنان الخلد، وإلى حيث يمضي الأحرار والصادقون، أهل الأرض والحبر والفكر والكلام والوطن".
 
 المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان 

ونعى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، ناشر جريدة "السفير" وقال في بيان: "طلال سلمان اسم بحجم وطن تذابح أهله وتفرق عربه، وما زالت أصداء قلمه تاريخا لوطن تقاسمته النار، ووجعا لشعب مزقته الحرب الأهلية، ودعوة لانتشال لبنان من إعلام الفتنة وألغام المتاريس ولعبة العالم، واليوم طلال سلمان يطل على ساحة الحق الأبدي ليدلي بشهادته الثقيلة عن وطن ما زال مصلوبا فوق خشبة الإنقسام".
 
النائب السابق وليد جنبلاط
 
النائب السابق وليد جنبلاط قال بدوره عبر منصة "إكس": "‏وداعاً للعروبة التي ستعود، وداعاً لصوت الذين لا صوت لهم وسيبقى، وداعاً لفلسطين التي لن تهزم، وداعاً لحلم لن يموت".
 
 الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري

وكتب الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري عبر منصة "إكس": "يرحل طلال سلمان الرمز الصعب في الصحافة في الزمن الأصعب. أسهمت "السفير" في تشكيل وعينا الوطني العروبي والقومي، وكان الراحل الكبير رائدا في الصحافة، وصاحب القلم الأنيق والموقف الثابت والغني بالحكمة والرؤية الثاقبة. مخزون ذاكرة لا ينسى، لي شخصيا كشاب نشأ على قراءة "السفير" صوتا للوطن والعروبة ومنارة في عالم الصحافة".
أضاف: "طوى الأستاذ طلال صفحة مشرقة ومشرفة في تاريخ الصحافة اللبنانية والعربية. ويبقى صوت الذين لا صوت لهم... رحمه الله، واسكنه فسيح جنانه".

 

اقرأ في النهار Premium