عشية الزيارة التي يقوم بها البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الراعي إلى الجبل تكريساً للمصالحة والعلاقة بين الموارنة والدروز، أكّد مطران صيدا للموارنة مارون العمّار لبرنامج "حوار النهار" أن زيارة البطريرك الماروني هي استكمال للمصالحة التاريخيّة التي حصلت بين البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وزعيم الدروز وليد جنبلاط، مشيراً إلى أن هذه المصالحة محطة بركة يجب أن تتجدّد، ويجري التذكير بها، والاستمرار فيها، كيلا تكون مصالحة محدودة بوقت معيّن وظرف معيّن، بل أن تكون مصالحة مستمرّة.
وأشار العمّار إلى أنه "سيتمّ التطرّق إلى ثمار المصالحة للتأكيد على أنّها لم تكن هباءً ولا من دون ثمار، إن على صعيد الحياة اليوميّة أو الاجتماعيّة أو السياسيّة، أو على صعيد تاريخ العلاقة بين أهل الجبل. لذلك، بالتعاون مع البطريرك الراعي وشيخ العقل سيتمّ الإضاءة على هذه الثمار لإنضاجها أكثر فأكثر".
واعتبر العمّار أن "المصالحة أثبتت أنّنا كلبنانيين في الجبل يمكن، بل نريد أن نعيش بأمان وسلام". وإذ أوضح ردّاً على سؤال بأن العودة تمّت في جميع مناطق الشوف، أكّد أن لا مشكلات هناك، ولا مناطق أمنيّة في الشوف، ولا مناطق محظورة أو محرّمة على أحد؛ ومناطق الشوف مفتوحة لكلّ أبناء الوطن، والدليل وجود حركة سياحيّة داخليّة مميّزة، وهي من ثمار المصالحة التي هدّأت الأفكار، وعكست بيئة ممتازة وآمنة. وقال: "الجبل هو قلب لبنان، ونريد أن نعيش في كلّ لبنان كما نعيش في الجبل".
ووصف الخطوة التي قام بها البطريرك الراحل نصرالله صفير ووليد جنبلاط بالخطوة النبويّة، لأنّهما تحدّيا الظروف، والضغوط التي مورست، وبالتالي شكّلت خطوة خير وسلام وتلاقٍ للبنان.
محطات الراعي
وأبرز المحطات التي سيمرّ بها الراعي هي على الشكل الآتي:
المحطة الأولى، دارة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز سامي أبي المنى في شانيه. ومن ثَمّ يتوجّه والشيخ أبي المنى إلى دار المطرانية في بيت الدين حيث سيكون في استقبالهما عددٌ من رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة والأهالي.
المحطة الثانية، التوجّه إلى بعقلين - المكتبة الوطنية لإلقاء محاضرة بدعوة من لقاء الشوف الجامع بعنوان: "ثمار المصالحة ... وآفاق المستقبل"، يشارك فيها الشيخ أبي المنى.
والمحطة الثالثة، غداء في المختارة، ولقاء مصغّر مع عدد من السياسيين.
المحطة الرابعة، قدّاس احتفاليّ في دارة المطرانية في بيت الدين، ثمّ لقاء مع الإكليروس.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان البطريرك الراعي سيحذو حذو سلفه الراحل مار نصرالله بطرس صفير ويزور الكحالة في طريق العودة، أوضح العمّار بأنّ "محطة الكحالة ليست واردة ضمن برنامج الزيارة، وبالتالي الأمر منوط بإرادة البطريرك الراعي بأن يقوم بمفاجأة في هذا الإطار، "ممكن إيه، وممكن لأ".
وشدّد العمار على أنّ إحياء ذكرى المصالحة سنوياً بين الموارنة والدروز لا يعني وجود ثنائيّة على حساب باقي الطوائف والمكوّنات في الجبل وفي لبنان ككلّ. وأكّد على العلاقة المارونية-الدرزية، معتبراً أن هناك خصوصيات تتلاقى بشخصيّة الموارنة والدروز وتقرّبهما من بعضهما البعض.
العمّار الذي تجنّب الدخول في السياسة، أكّد رداً على سؤال أنّ الفاتيكان مع لبنان الآمن والسالم.
ورأى أننا في أزمة نظام في العمق، وإلا لِمَ لَمْ ننتخب رئيساً للجمهورية حتى الآن؟ معرباً عن اعتقاده بأنّه لا يجب النظر إلى السّلاح غير الشرعي من زاوية واحدة، أي لحسناته أو سيئاته فقط.