النهار

الراعي في الجبل غداً... وطرح من شيخ العقل لتثمير المصالحة اقتصادياً واجتماعياً
جاد ح. فياض
المصدر: "النهار"
الراعي في الجبل غداً... وطرح من شيخ العقل لتثمير المصالحة اقتصادياً واجتماعياً
الراعي وأبي المنى.
A+   A-
تتّجه الأنظار يوم غد الجمعة إلى الجبل مع زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الشوف بمناسبة ذكرى المصالحة التي عُقدت في العام 2001 بين البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وزعيم الدروز وليد جنبلاط. وسيكون عنوان الزيارة "الجبل بخير إذا لبنان بخير"، للتأكيد على أسس المصالحة وسُبل تطويرها.

وستكون المحطة الأولى للراعي في منزل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى في شانيه حيث يجرى له استقبال ترحيبي، ليترافقا بعدها في جولة تمر بالباروك بتجمهر حشد من الأهالي على الطريق العام، ثم مطرانية بيت الدين، فالمكتبة الوطنية في بعقلين ومن ثم قصر المختارة، وستكون المحطّة الأهم في بعقلين، حيث ستُطلق أبرز المواقف.

يبدو شيخ العقل عازماً وبالتنسيق مع زعامة الجبل في المختارة على تطوير المصالحة وليس فقط ترسيخها، وذلك يقيناً منه بأهمية هذا الإنجاز السياسي على الصعيد الوطني لا الطائفي أو المناطقي، لأنّه يمثّل إرادة حقيقية بالشراكة والعيش المشترك على كافة الأصعدة، وفي هذا السياق، سيعمل على مشروع كامل متكامل عنوانه "تثمير المصالحة".

ووفق معلومات "النهار"، فإن شيخ العقل سيتطرّق خلال كلمته في المكتبة الوطنية أمام الراعي والحضور إلى كيفية تثمير المصالحة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي من أجل تحقيق أهدافها الحقيقية وترسيخ العيش المشترك فعلياً وبصورة دورية، وليس فقط عند زيارة البطريرك إلى الجبل.
 
في الشق الاقتصادي، سيتحدّث أبي المنى عن خطة لاستثمار الوقفَين الدرزي والمسيحي بشكل فاعل يعود بالنفع على أهالي الجبل، ووفق مصادر مقربة من مشيخة العقل، ما من شيء يمنع استثمار هذه الأوقاف بطريقة مشتركة عبر خطّة واضحة وبموافقة الطرفين، لكن ذلك يحتاج إلى تعاون فعلي ورؤية مشتركة وعمل دؤوب وطويل المدى.

أما على الصعيد الاجتماعي، فسيُشدّد شيخ العقل على وجوب تفعيل العودة  إلى الجبل باستمرار، من خلال لقاءات متواصلة، ومشاركة فاعلة في المناسبات الاجتماعية لدى الطرفين، والحفاظ على خط تواصل دائم من شانه ترسيخ العيش الواحد.

ووفق المصادر ذاتها، فإن لشيخ العقل رؤية هدفها تطوير الوضع في الجبل إلى الأفضل على مستوى المصالحة والعيش الواحد، وإعطاء الدور الكامل لكل المكونات كي تكون فاعلة في مجتمعها أي وبمعنى آخر، إعادة الجو في الجبل إلى ما كان عليه  قبل الحرب الأهلية وتبعاتها.

لا بد من التوقف عند مشروع شيخ العقل الحيوي في الجبل والذي سيضع المنطقة وأهلها أمام مرحلة جديدة يكون عنوانها تطوير المصالحة بعد الترسيخ، وتحمل في طياتها منافع مشتركة توطّد العلاقة أكثر بين مسيحيي الجبل ودروزه، ومن المؤكّد أن تلقى المبادرة ترحيب البطريرك الراعي الذي يتشارك مع شيخ العقل رؤى متقاربة حول أهمية استقرار الجبل وتأثيره على المناخ العام في لبنان.

اقرأ في النهار Premium