نظّمت شبكة "أريج - إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية"، لقاء مع العاملات والعاملين في الصحافة والإعلام في لبنان، في متحف سرسق في الأشرفية.
بدأ اللقاء بعرض وثائقي "الجائزة الذهبية" تناول كواليس التدريبات، وروى قصة عشر من الصحافيات والصحافيين الاستقصائيين العرب الذين وصلوا للمرحلة النهائية من جائزة "أريج" للتحقيقات الاستقصائية العربية في نسختها الرابعة عشرة، وتنافسهم للوصول الى الجوائز البرونزية والفضية والذهبية، وكواليس هذا التنافس الذي يحصل في "ملتقى أريج" السنوي في عمان والذي ضم في نسخته الأخيرة أكثر من 500 صحافي على الأرض و2000 في العالم الافتراضي.
وفي جلسة نقاش قدّمتها وأدارتها الصحافية رنا نجار، تطرّق كل من المديرة العامة لـ"أريج" روان الضامن، ورئيس التحرير منير الخطيب، ومديرة الشبكة العربية لمدقّقي المعلومات سجى مرتضى، إلى قضايا حرية التعبير واكتساب المهارات ومواكبة التطورات المهنية والمفاهيم والمهارات التي تساهم في الارتقاء بمستوى الصحافة الاستقصائية وتثبيت مناهجها العلمية وجعلها أكثر انتشاراً.
وقالت الضامن: "بيروت، إحدى أبرز عواصم الصحافة العربية، تئن تحت الانهيار الاقتصادي والنزاع السياسي وقمع الحريات. وفي الذكرى الثالثة للانفجار، قررنا في أريج، ممثلين بالمديرة العامة ورئيس التحرير ومديرة الشبكة العربية لمدققي المعلومات، أن يكون لدينا نشاط ميداني في المدينة العزيزة على قلب كل عربي، واخترنا متحف سرسق لرمزية ما تعرض له أثناء الانفجار وقيامه من تحت الركام مرة أخرى هذا الصيف، رغم كل التحديات".
وأضافت: "يسعدنا أن ندعم كل صحافي مهتم بإنتاج تحقيقات استقصائية تكشف الضرر وتواجه المتسبب بالضرر عن أي موضوع محلي أو عابر للحدود، ودعم الصحافي بالتدريب اللازم حول الاستقصاء أو البيانات أو المصادر المفتوحة أو غيرها، ونتكفل بدعم التحقيق كاملاً تحريريّاً وماديّاً، مع حساب دقيق للمخاطر الجسدية والرقمية والقانونية والنفسية والمهنية، كما ندعم بشكل خاص الصحافيات والصحافيين المستقلّين ونربطهم بمنصات نشر لبنانية وعربية وأجنبية، ولدينا خبرة بالتعامل مع الأوضاع الصعبة لإنتاج التحقيقات لأنها مشتركة مع كثير من الدول العربية الأخرى سواء القمع أو عدم الوصول للمعلومات".
وعن "حرية التعبير والتضييق على الصحافيين الاستقصائيين وكيفية معالجة أريج لهذه القضايا وكيف تدرب الصحافيين على تأمين الحماية والتشبيك مع مؤسسات إعلامية ومنظمات أهلية ودولية لحماية الصحافيين وتأمين نشر تحقيقاتهم"، قالت: "أهم عنصر هنا هو التضامن بين الصحافيين العرب ودعم بعضهم البعض، لكن بالنسبة لنا سلامة أي صحافي تأتي في الدرجة الأولى"، مؤكدةً أنّ "كل فرد أو مؤسسة يعمل بشكل مهني على كشف قضايا الفساد بعيدا عن الأجندات السياسية، يواجه حروبا وصراعات".
من جهتها، تحدّثت مرتضى عن استجابة "أريج" للتحولات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي وتأثيرها على مهنة الصحافة، وقالت: "إنه تحدٍ كبير اليوم لكثير من المهن، لذا بدأت أريج منذ العام 2021 التحضير للاستثمار في هذا المجال والافادة من الذكاء الاصطناعي ليكون مادة دعم للصحافيين الاستقصائيين، وذلك بدءا من فريقها الداخلي".
وأكدت أنّ "عملنا على تطوير استراتيجيتنا الخاصة بالذكاء الاصطناعي باللغة العربية عام 2022، بدعم من مبادرة أخبار غوغل، ليس فقط لدعم جهودها المستمرة في تطوير الصحافة الاستقصائية وتدقيق المعلومات، بل لدعم جهود كل المؤسسات الإعلامية العربية الصغيرة والمتوسطة في إعادة تشكيل هويتنا الصحافية وتطوير عملنا لتحقيق المزيد من المساءلة في مجتمعاتنا التي تواجه كماً هائلاً من الفساد والإهمال وانتهاكات حقوق الإنسان وحملات التضليل الضخمة".
إلى ذلك، أشار الخطيب إلى "كتابة القصة بأسلوب مبسط سهل القراءة وسرد شيق، بعد بحث معمق وجمع كم هائل من المعلومات والتدقيق فيها والتأكد من مصادرها"، لافتا الى "مفاهيم ومهارات مبتكرة تعتمدها أريج في تدريب الصحافيين تعتمد على تقسيم السرد القصصي الى مكتوب ورقمي وبصري".
كما تطرّق إلى المعايير التي تختار "أريج" على أساسها دعم تحقيق معين واختياره من بين التحقيقات الأخرى.