لم يحمل اليوم الثاني من الجولة الثالثة للموفد الفرنسيّ الرئاسيّ جان ايف لودريان أي مؤشرات ايجابية، أو أي تبدّل في مواقف الأطراف المعروفة، وهو ما لم يكن متوقعاً في الأساس، وتكرّس الجدل حول وجود تباين بين الطرح الفرنسي وموقف "الخماسية"، في حين تشخص الأنظار الى لقاء السفارة السعودية الذي دعي إليه نواب، وما إذا كان سيحمل إشارات بالقبول بمبدأ الحوار الذي طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
جنبلاط: لم ندخل بالأسماء
والتقى لودريان النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو بحضور نجله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط وعضو كتلة" اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعو.
وقال جنبلاط بعد اللقاء: "دائماً لدى حزب "القوات اللبنانيّة" وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار".
ورداً على سؤال ان كان "اللقاء الديمقراطي" أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار قال: "لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته".
وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار "المردة "سليمان فرنجيه، قال جنبلاط: "لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء".
وأشار إلى أن "بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال".
رعد: التواصل بين اللبنانيين السبيل الوحيد المتاح
كما استقبل رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد لودريان، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.
وقد تطرق الحديث إلى "المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين حول الموضوع الرئاسي"، وفق ما افادت العلاقات الإعلامية في "حزب الله".
وإعتبر لودريان أن "طرح الرئيس بري للحوار يصب في السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد".
من جهته، شدد رعد على "أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي".
وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.
الجميل: هناك فريق يتمسك بالنظام الديموقراطي وآخر لديه ميليشيات مسلحة
والتقى لودريان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في الصيفي، وقال الجميل بعد اللقاء: "عبّرنا عن موقفنا من الأزمة التي يمر بها البلد والرسالة الأساسية هي أننا نعتبر أن المؤسسات والنظام الديمقراطي رهينة السلاح والاستقواء وطالما هذا الواقع موجود فالإستحقاقات مضروبة من أساسها".
أضاف: "بعد 9 أشهر من التعطيل خلق حزب الله "أمر واقع"، ووضع علامات استفهام كبيرة على كل العملية الديموقراطية وأصبحت عملية فرض أمر واقع، وفرض منطلقات جديدة في الانتخابات الرئاسية بقوة السلاح والتعطيل".
وتابع: "عبرنا للموفد الفرنسي أننا تقدمنا كمعارضة بخطوة حوارية بمجرد أننا رشحنا جهاد أزعور واتفقنا مع ميشال معوض على الانسحاب من السباق الرئاسي، ونعتبر هذه الخطوة حوارية".
وأردف: "نعتبر أن الحوار الذي أطلقته المعارضة هو حوار علني، وقوبلت مبادرتها برفض تام وبالتخوين والتهديد والتعطيل، كما قوبلت بأن رئيس المجلس أوقف الدعوة الى جلسات انتخابية منذ 3 أشهر وبالتالي هذا كان جواب حزب الله على مبادرتنا وعلى ذهابنا الى منتصف الطريق بدلاً من أن يلاقينا إلى منتصف الطريق، وما زلنا في مكاننا، لذلك نعتبر أن من المفترض أن يلاقينا حزب الله الى منتصف الطريق اذا اردنا الكلام بالرئاسة ولكن لدينا قناعة بأن لدى الحزب منطق الاستقواء والفرض والاستيلاء على المؤسسات وعلى الديموقراطية وعلى البلد".
وناشد الجميل "الدول الصديقة أن تتفهم الواقع الذي نمر به وأن تساعد لبنان على أن يحرر نفسه من هذا الواقع، وأن لا تضع الجلاد والضحية بالمرتبة نفسها"، معتبرا أنه "لا يمكن أن يكون من يهدد ويقتل بنفس مستوى من يعاني من التعطيل والإغتيال، لذلك لا نستطيع أن نجمعهم على الطاولة نفسها وكأنهم متساوون".
وشدد الجميل على أن "أي حوار ليس فيه تطمين لضحية العمل الانقلابي لحزب الله هو تكريس لانتصار الجلاد على الضحية".
واذ قدر الجهد الفرنسي، اعتبر أن "فرنسا غير مسؤولة عما يحصل في لبنان، إنما يجب ان تدرك الواقع والمسار الذي نحن فيه عندما تريد القيام بمبادرة بنية صافية"، جازما "عدم القبول ببقاء تسليم المؤسسات لحزب الله وأن يكون ثمن انتخاب رئيس الاستسلام لحزب الله".
وتمنى أن "يأخذ لودريان الملاحظات وهو في مرحلة بلورة المبادرة التي سيقوم بها وهي توافقية لكن يفكر بترجمتها عمليا، وان تأخذ الترجمة كل الملاحظات والمخاوف وأن يكون هناك تطمين حقيقي للمعارضة وليس تطمين لمن يعطل البلد ويسيطر عليه ولديه ميليشيا وسلاح ومتهم بالقتل هنا وهناك".
تصوير الزميل حسن عسل.
كتلة "تجدد": الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات
وعقدت كتلة "تجدد" اجتماعاً في مقرها في سن الفيل، إثر لقاء ممثليها النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي لودريان في قصر الصنوبر، وتم استعراض مضمون اللقاء.
واعتبرت الكتلة في بيان، أن "اللقاء كان إيجابياً وبناء، ونعول على الدور الفرنسي كوسيط نزيه لمساعدة لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية، ومؤكدة على التمسك بالثوابت التي وردت في البيان الختامي لمجموعة الدول الخمس في الدوحة، بتاريخ 17 تموز الفائت الذي أكد على الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله، وعلى تنفيذ الإصلاحات وتطبيق القرارات الدولية، وعلى تحقيق العدالة في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وعلى انتخاب رئيس يجسد النزاهة ويوحد الأمة، ويضع مصالح لبنان في المقام الأول".
وشددت على "الدعوة إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس، وأكدت على استمرار اليد الممدودة لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة إنقاذ بهدف استعادة السيادة والدولة والمؤسسات وحكم القانون والعدالة، والقيام بالإصلاحات المطلوبة، وباسترجاع أموال المودعين، مذكرة بأن التقاطع حول المرشح جهاد أزعور بين قوى المعارضة وقوى سياسية أخرى هو نتاج حوارات قائمة كل يوم بهدف إنقاذ الجمهورية".
وإذ شددت على أن "الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلابا على الدستور، وصادرت المؤسسات"، أعادت التأكيد على "الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق المشاركة في مثل هذه الطاولات، عارضة للموفد الفرنسي أفكاراً تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة".
جعجع: باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية
والتقى أيضاً رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لودريان، وأعلن أن "المطلوب اليوم ليس الحوار إنما جلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس".
وأضاف: "ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيء في وقته"، و"باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات؟".
وقال: "شيء ما يتحرك في الملف الرئاسي وكم من الجرائم تنفذ بإسمك أيها الحوار؟"، لافتاً إلى أن "من عطل إنتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة".
وعقد لودريان في الأمس سلسلة لقاءات أبرزها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حيث أكد دعمه للمبادرة الحواريّة التي أطلقها بري.
وفي سياق متصل، التقى لودريان في الأمس أيضاً، قائد الجيش العماد جوزف عون، رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" جبران باسيل ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.
بيان السفارة الفرنسيّة في لبنان:
ووفق بيان موزّع في الأمس من السفارة الفرنسية في بيروت، "سيقيم لودريان محادثات جديدة تندرج في سياق المبادلات التي أجراها خلال مهمتيه السابقتين، مع جميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان والتي انتخبها اللبنانيون والتي تتحمل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية. وسيتطرق في ظل ضرورة الخروج من الأفق السياسي المسدود حاليًا، مع جميع الجهات الفاعلة، إلى المشاريع ذات الأولوية التي ينبغي لرئيس الجمهورية الجديد أن يعالجها بغية تيسير بلورة حل توافقي في البرلمان وسد الفراغ المؤسسي".
وفي البيان أيضاً أن "فرنسا، كما ذكّر رئيس الجمهورية الفرنسية ووزيرة أوروبا والشؤون الخارجية خلال مؤتمر السفراء، تعتزم العمل من أجل سيادة لبنان واستقراره، وهذا البلد بحد ذاته، لم تتخلّ عنه فرنسا".
وأورد البيان أن "الوضع الراهن لا يزال يتدهور ومؤسسات الدولة تتضعضع على نحو مقلق وذلك أيضًا في سياق غياب حاكم لمصرف لبنان حاليًا وتوترات أمنية وبرلمان لم يعد يجتمع البرلمان بغية التصويت على قوانين ضرورية من أجل إنعاش البلاد وازدهار اللبنانيين، وتضخم جامح واقتصاد يعتمد على السيولة ويقوض سيادة لبنان ويدفع القوات النابضة إلى مغادرته".
اقرأ أيضاً
الصور بعدسة حسام شبارو: