لم تنجح حتى الآن كلّ القرارات الصادرة عن القيادات الفلسطينيّة واللبنانيّة الداعية إلى تثبيت قرار وقف الاقتتال المدمّر في داخل مخيّم عين الحلوة بين مسلّحي "حركة فتح" والعناصر الإسلامية المتشدّدة، فعادت واندلعت الاشتباكات وبشكل عنيف على حدد من الجبهات داخل المخيّم.
ولم تفلح جهود القوى الفلسطينيّة واللبنانيّة ولا زيارات كبار المسؤولين في حركتيّ "فتح" و"حماس" وبعض الفصائل في لبنان، التي كان آخرها الاجتماع الذي عقد في مقرّ السفارة الفلسطينيّة في بيروت بين المسؤول الأول في "حركة فتح" عزام الأحمد، والمسؤول في "حماس" موسى أبو مرزوق، بحضور مسؤولين عن الحركتين في لبنان، وذلك تكريساً لقرار وقف إطلاق النار ولجم بعض المجموعات المسلّحة من الطرفين، ووضع حدّ لخرقهم المتواصل لقرارات وقف إطلاق النار.
والهدوء الحذر الذي ظلّ مسيطراً خلال ساعات الليل على محاور القتال في المخيم، خصوصاً في "حطّين"، و"الطيري"، و"رأس الأحمر"، و"البركسات"، و"الطوارئ"، تخلّله قرابة الثانية فجراً إلقاء قنبلة يدويّة، وإطلاق بعض القذائف والرّصاص. وقبيل الظهر، انفجرت قذيفة في منطقة جبل الحليب عند الطرف الجنوبي الشرقي لمخيّم عين الحلوة.
وعلى إثر هذه الاشتباكات المستمرّة منذ ليل الخميس الجمعة، سقط نحو 14 قتيلاً بينهم عدد من مسلحي "فتح"، وأصيب نحو 140 شخصاً، وفق مراسل "النهار".
ووفق مراسل "النهار"، قضى اليوم 5 قتلى، بينهم 2 من "فتح"، بالإضافة إلى 15 جريحاً.
وعلى صعيد المواقف، برز موقف لافت للقيادي في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق، الذي اعتبر ما يجري في المخيّم "تدميراً للمخيم تحت عنوان محاربة الارهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر".
وقال: "حاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق، ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى".
وفي إطار متّصل، استمرّ إقفال الإدارات الرسمية في سرايا صيدا الحكوميّة، بناءً على تعليمات محافظ الجنوب، وذلك حرصاً على سلامة الموظّفين والمواطنين.
من جهته، أعلن رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور بسام بدران عن إقفال فروع الجامعة اللبنانية في صيدا يوم الأربعاء، على أن تُصدر الجامعة بيانات لاحقة تبعاً لتطوّر الأوضاع"، وسط إقفال للمدارس كافة.
وتصاعدت وتيرة الاشتباكات مساءً على كافة محاور القتال في مخيم عين الحلوة، حيث تساقط الرصاص الطائش في انحاء مختلفة من مدينة صيدا وأدى الى جرح 8 أشخاص بينهم إصابة خطرة، وأثنان من طواقم اسعاف الهمشري في منطقة البركسات.
وتجددت الاشتباكات في حطين الطيري ورأس الأحمر وتصاعد الدخان، وحصلت عمليات كر وفر لطرفي الاقتتال على محور حطين، والطيري، مفرق سوق الخضر الفوقاني وراس الأحمرـ تترافق مع قصف صاروخي وأسلحة رشاشة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.
وأعلن عن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق عبر "إكس": "ما يجري في مخيم عين الحلوة الان هو تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر، و حاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى".
تصوير الزميل أحمد منتش.