خفتت أصوات الرصاص والقذائف في مخيم عين الحلوة بعد اسبوع على اندلاع اعنف اشتباكات شهدها المخيم ، ولكن لم يحدد بعد موعد لعودة النازحين الذين لجأوا الى مراكز "الاونروا" واماكن اخرى. فكم هي أعداد هؤلاء وكيف توزعوا؟
على رغم دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في مخيم عين الحلوة مساء اول من امس، لا تزال بنود المبادرة التي اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية، وخصوصاً خروج المسلحين من المدارس وعودة النازحين وتسليم المطلوبين باغتيال القيادي في حركة "فتح" ابو اشرف العمروشي ورفاقه.
"لاجئون تحوّلوا نازحين"
عندما انطلقت المواجهات في عين الحلوة بدأت حركة نزوح من المخيم في اتجاه مدينة صيدا والجوار، وفجأة نُصبت خيم بالقرب من الملعب البلدي لاستضافة النازحين، ولكن بعد ارتفاع الاصوات المعترضة سارع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وأوعز الى وزير الداخلية بسام المولوي بازالة الخيم ... وهكذا كان.
اقامة تلك الخيم بحسب الجهات التي نصبتها كان لايواء النازحين من المخيم الذي يؤوي اكثر من 80 الف لاجىء، ولكن بحسب ارقام وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا"، فإن الخدمات التي تقدمها الوكالة يستفيد منها 38 الفا من المسجلين كلاجئين، وفي المخيم ثماني مدارس تابعة للوكالة مسجل فيها 5900 تلميذ.
الحديث عن المدارس مرتبط بمدى استيعابها للنازحين، لكن الاشتباكات في السابع من الشهر الحالي بدأت بعد سيطرة المسلحين على عدد منها ما جعل استضافة هؤلاء فيها امرا معقدا لا بل مستحيلا.
وبحسب الارقام التي اعلنتها "الاونروا" فإن أعداداً كبيرة من سكان المخيم فروا من منازلهم نتيجة تجدد القتال. وأشارت الوكالة الى ان أربعة ملاجئ طوارئ مخصصة لاستيعاب النازحين داخل المخيم قد امتلأت وكل ملجأ استقبل 1000 نازح.
أما وجهة النزوح الاخرى فكانت في اتجاه مدارس "الاونروا" ومنها مدرسة نابلس (صيدا) وتستوعب حالياً 268 نازحاً، والى مركز سبلين للتدريب (سبلين) توجه 254 نازحاً، فيما قصد 190 شخصا مدرسة بيرزيت (سبلين). وفضّل نازحون آخرون التوجه الى الهلالية وقُدرت أعدادهم بالمئات،
اما القسم الاكبر من النازحين فقصد جوار صيدا مثل سيروب والمية ومية، وكذلك لجأ آخرون الى منازل اقاربهم في المدينة وجوارها.
لا أرقام دقيقة لأعداد النازحين، ففي حين وصلت الارقام الى نحو 50 في المئة من عدد سكان المخيم، اكدت ارقام اخرى ان عددهم لم يتجاوز الثلاثين في المئة من عدد المقيمين في المخيم، مع الاشارة الى ان هناك سوريين ولبنانيين يقطنون في المخيم وأعدادهم بالآلاف.
بدورها، استقبلت بلدية صيدا المئات من النازحين بعدما ازدحم جامع الموصللي بهم ولم يعد هناك امكان لاستقبال المزيد.
في الحصيلة، ان التباين في أعداد النازحين مرتبط بما يجري على ارض المخيم من اشتباكات ومناوشات واتخاذ قضيتهم كجزء من الصراع الدائر بين حركة "فتح" والجماعات المتشددة.