استضافت منظمة الشباب التقدمي اجتماع اللجنة المتوسطية في اتحاد شبيبة الاشتراكية الدولية، الذي انعقد في بيروت تحت عنوان "الشباب وتحدّيات الهجرة في الشرق الأوسط"، وقد تطرقت جلسات الاجتماع إلى مسألة الهجرة الشرعية وغير الشرعية، النزوح، مخيّمات اللاجئين، والعوامل السياسية والاقتصادية والأمنية التي تدفع إلى هذه الظواهر في منطقة الشرق الأوسط.
وحضر عن منظمة الشباب التقدمي أمينها العام عجاج أبي رافع ومسؤول ملف الخارجية جاد فياض والأمانة العامة، كما شاركت عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الإشتراكي والأمانة العامة للمنظمة، وعضو اتحاد شبيبة الاشتراكية الدولية رينا الحسنية، كما حضرت رئيسة الاتحاد هند مغيث، الأمين العام برونو غونسالفز، وممثلون عن منظمات شبابية من البرتغال، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، اليونان، أرمينيا إقليم كردستان في العراق، المغرب، الصحراء الغربية، تونس وفلسطين.
على هامش المؤتمر، زار الوفد مدارس "كياني" في البقاع حيث التقى مؤسسة المدارس السيدة نورا جنبلاط، وجرى التطرّق الى خدمات هذه المدارس التي تدرّس المنهج اللبناني الرسمي في مدارسها مجانا لكافة الطلاب بفروعها التسعة. والتقى الوفد بالطلاب والأساتذة الذين تحدثوا عن تجربتهم.
وفي سياق أعمال المؤتمر، زار المشاركون مجلس النواب، حيث التقوا النائبين فيصل الصايغ وملحم خلف اللذين قدما مداخلتين رحّبا خلالهما بالوفد ونشاطه، وتحدثا عن دور البرلمان، كما جرى التعرّف إلى مجلس النواب ومهامه ودوره في إقرار القوانين التي من شأنها مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، ثم عقد الوفد مؤتمراً صحافياً في المجلس النيابي شرح تفاصيل مؤتمره وأهدافه.
كما زار الوفد مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، وذلك بهدف التعرّف أكثر على حياة اللاجئين والظروف الصعبة التي تفرض نفسها عليهم، وتم التعرّف على تاريخ المخيّم، ولقاء الأهالي الذين شرحوا معاناتهم، ثم زار الوفد مستشفى حيفا الذي يقدّم الخدمات الطبية لكافة الأشخاص رغم الامكانات المتواضعة، وقد واكب الزيارة وفدٌ من حركة "فتح" في بيروت وعلى رأسها القيادي سمير أبو عفش.
ثم انطلق الوفد نحو الشمال، وقضاء المنية بشكل خاص، حيث تنطلق مراكب الهجرة غير الشرعية من لبنان تجاه السواحل الأوروبية. وقد التقى الوفد عضو تكتّل "الاعتدال الوطني" النائب أحمد الخير بحضور أعضاء التكتل النواب سجيع عطية، أحمد رستم وأمين سر التكتل هادي حبيش. ورحّب الخير بزيارة الوفد والمهمة التي يقوم بها، وشدّد على أهمية التشدّد في مكافحة الهجرة غير الشرعية، داعياً الجميع لتحمّل مسؤولياتهم لتحسين ظروف معيشة الناس.
بعدها، زار الوفد شواطئ المنية بمواكبة أمنية، حيث ألقى نظرة على المواقع التي تنطلق منها مراكب هجرة غير شرعية، وكانت تصريحات شددت على ضرورة الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل الحكومة والمعنيين لضبط الوضع ووقف التهريب، وأهمية إنجاز الاستحقاقات وتطبيق الإصلاحات التي من شأنها تحسين الظروف المعيشية.
وفي اليوم الثاني، تخلل المؤتمر جلسة نقاش سياسي مع الباحث الجيوسياسي خطّار أبو ذياب، الذي تحدّث عن العوامل السياسية التي تؤدّي إلى الهجرة بشكل كبير، وربطها بالوضع في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، واستُتبعت الجلسة بحوار بين أبو ذياب والمُشاركين.
كما تحدث في جلسة ثانية رئيس قسم البحث والتحليل الاقتصادي في "بنك بيبلوس" نسيب غبريل، الذي عرض العوامل الاقتصادية التي تؤدّي إلى الهجرة، والنتائج الاقتصادية للهجرة والدول المستضيفة، واتخذ من لبنان وقضية النازحين السوريين مثالاً، ثم استعرض المشاركون العوامل السياسية والاقتصادية التي تدفع مواطني بلادهم إلى الهجرة.
أما الجلسة الثالثة، فقد تحدّث فيها أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية عماد سلامة، الذي استعرض الوضع السياسي في لبنان بشكل خاص وتفاصيل الهجرة منه وإليه، وتبع الجلسة نقاش وتبادل للأفكار، وطرح المشاركون أسئلتهم وتحدّثوا عن تجارب دولهم.
الجلسة الرابعة كانت مع نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي حبّوبة عون، التي تحدّثت عن دور الجمعيات غير الحكومية في تأمين احتياجات النازحين، وتمويل المجتمع الدولي لهذا الدور، وتطرّق الحديث إلى مؤسسة "كياني" التي تُعنى بتعليم الأطفال مع مسؤولة التواصل في المؤسسة لوري هوفيفيان، ثم عقد الحاضرون جلسة نقاشية.
واختتم المؤتمر فعالياته بجلسة ختامية، تبادل المشاركون فيها أفكارهم حول الزيارات التي عُقدت والجلسات التي نُظّمت، واقترح كل ممثّل عن دولة مقترحات للتخفيف من الهجرة، وتم إدراج هذه الاقتراحات ضمن ورقة توصيات ستُقدّم إلى حكومات هذه الدول والضغط سياسياً من أجل تبنيها وإقرار التشريعات اللازمة لتطبيقها ومعالجة أزمات الهجرة وتبعاتها.
وبتكليف من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، استضاف النائب الصايغ المشاركين في دارته في صوفر، بحضور أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، نائب رئيس الحزب زاهر رعد، وعضو مجلي القيادة محمد بصبوص، حيث كان نقاش عام على تاريخ لبنان والوضع السياسي الراهن، واستعراض مشاريع المنظمات المشاركة المستقبلية.