لم تنفجر بين "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي"، ولا خطوط تماس، مجرّد ردّ على الردّ وتوضيح لكلام لم يكن في محله من قبل ممثل "القوات" في ما خص الحوار الذي تطرّق إليه وليد جنبلاط، بحسب ما أكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله لـ"النهار".
عبدالله الذي يكنّ لنائب القوات جورج عقيص كل محبة وتقدير ومودة، يؤكد أن "العلاقة مع "القوات" جيدة ولا تشوبها شائبة، وفي اللقاء الأخير بين وفد المعارضة ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، أكد لهم تيمور أننا معاً في الانتخابات وفي المسار الاستراتيجي، لكن التمايز لا يعني أن هناك خلافاً في الجوهر".
ويضيف: "نحن نرى أن الجمود الداخلي يتطلّب عملية كسر جليد بين الأطراف السياسية"، سائلاً في هذا الإطار، "ما يحصل بين السعودي والحوثي أليس حواراً؟ وماذا يُسمى الذي يحصل بين اللجنة الخماسية، أليس حواراً؟ وعندما أرادت "القوات" التقاطع مع التيار العوني على المرشح جهاد أزعور ألم يكن يجري حوار؟ وأوليس هناك حوار بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"؟ وحتى بيننا وبين "القوات اللبنانية" هناك حوار متواصل واتصالات مستمرة، وبالتالي، من هنا، كانت دعوتي أنه لا يجوز التلطي وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية".
وقال: "ما يحصل في الداخل اليوم اجتهادات حول موقف هذه اللجنة، أو الموقف الأميركي أو السعودي أو القطري وغيره، لذلك، نحن نرى أنه لا يجب أن ننتظرهم، فأيّدنا مبدأ الحوار اللبناني – اللبناني، على أن يكون حواراً غير مشروط، وكما اقترحه الرئيس نبيه بري، محدّد بالزمان وبالموضوع، أي بند واحد، وهو انتخاب رئيس الجمهورية فقط".
ورداً على سؤال، أجاب عبدالله: "يجب علينا التواصل والتشاور، يمكن أن نلتقي مع الفريق الآخر ونؤكد له رفضنا لمرشحه، وهذا موقفنا العلني، عندها يمكن الكلام عن إمكانية الاتفاق على مرشح وسطي، ومن لديه حل آخر بديل عن الحوار فليتفضل ويقله لنا".
عبدالله، وعن أسباب جولة وفد أميركي على بعض المرشحين إلى الرئاسة، قال: "يأتون ليعطونا "مواعظ وخطابات"، الأميركي وغيره، لكن لا شيء جدياً في أي مناقشات. الخارج متعثر هل "مناكل بعضنا". الأميركي يريد مصالحه، كما غيره من الدول، وعلى طاولة مصالح الدول الإقليمية نحن نذهب "فراطة"، ومن يراهن على الخارج هو مخطئ، لذلك، لا مفرّ إلا أن نجلس معاً ونتناقش".
وكان النائب بلال عبدالله ردّ عبر منصة "إكس" على حديث صحافي للنائب جورج عقيص وكتب: "أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعي يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل أكثر".
هذا، وكان رد النائب جورج عقيص على كلام الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فقال لوكالة "أخبار اليوم": "من حقّ وليد بك أن يكون مع الحوار، ولكن نحن ضد الحوار وهذا حق لنا وواجب".
وأضاف: "بمعزلٍ عمّن هو على صواب أو خطأ بيننا، نسأل وليد بيك: هل يرضى الممانعون مجدداً بمناقشة مبادرته بطرح اسماء مرشحيه الثلاثة؟ هل يعتبر وليد بيك أن اللجنة الخماسية توافق على مبدأ الحوار قبل الانتخابات وتدعمه؟ هل يصنِّف وليد بيك البطريركية المارونية على أنها من أصحاب النظريات السخيفة التي تغذي الفراغ"؟.
وختم: "الإجابة عن هذه الأسئلة قد تقرّب وجهات النظر في ما بيننا من منطلق التحالف الدائم الذي لا تؤثر فيه نتعات ظرفية مهما بلغت حدتها".