لا زالت أزمة مكب الموت في حرج برسا والذي اقيم في منطقة مصنفة حرجية بقرار من وزير البيئة، تتفاقم مع استمرار القائمة بأعمال المجلس البلدي قائمقام الكوره بالتكليف كاترين كفوري والسلطات المعنيّة، في اتباع سياسة اللامبلاة وعدم التجاوب مع مناشدات أهالي وسكان البلدة الكورانية، خاصة إثر اندلاع الحريق في المكب العشوائي المخالف لقرار وزير البيئة، منذ أسبوع، ووصوله إلى أحراج السنديان المحيطة به كما بثّه الدخان والسّموم والرائحة الكريهة إلى عمق البلدة على مدى الشهرين المنصرمين.
وإزاء الكارثة الصحية والبيئية، واصل الأهالي والسكان في برسا تحرّكهم فاتّخذوا عددا من الخطوات، بدءًا بتوقيع عريضة شعبية جمعت مئات التواقيع خلال يوم واحد فقط، طالبوا خلالها بإقفال المكب ومحاسبة المسؤولين عنه فيما ترفض قائمقام الكوره بحسب ما يؤكد الاهالي لـ"المركزية" تطبيق قرار وزير البيئة الصادر بتاريخ ٢ أيلول ٢٠٢٢ والذي يعتبر فيه، بناءً على دراسة علمية للأثر البيئي، أنّ المنطقة المنشأ فيها المكب مصنّفة حرجية وزراعية وغير صالحة لإنشاء أو استثمار أو تشغيل مطمر فيها.
كما أطلق الأهالي والسكّان عددا من المسارات القانونية من شكاوى ودعاوى قُدمّت أمام وزراتيّ البيئة والداخلية وأمام النيابة العامة البيئيّة، بهدف إقفال المكب رحمةً ببيئة البلدة وصحّة الأهالي، وطالبوا بكفّ يد قائمقام الكوره عن إدارة شؤون السلطة المحلية في بلدتهم بعد تماديها في عدم التجاوب مع مطالبهم وفي تحدّي إرادتهم الجامعة، كما عدم القيام بواجباتها الوظيفية بالايعاز في إطفاء الحريق والتوقف عن رعاية نقل النفايات من خارج البلدة إلى داخلها في وقت إمتلأت شوارع برسا بالنفايات على مدى شهر متواصل.
وواصل الأهالي والسكان جهودهم، حيث قاموا وبتمويل ذاتي من قبلهم بجمع النفايات وتنظيف شوارع وأحياء البلدة بشكل كامل، إضافة إلى تمويل عملية إطفاء حريق المكب والذي يتطلب عملا كبيرا ومتواصلا لإخماد النيران المشتعلة في داخله.
بادرة اهالي برسا هذه قوبلت بشكوى بحقّهم خلال عملهم على إخماد النيران تقدمت بها القائمقام واتّهمتهم فيها بالعبث في المكب، ما ولد حالة غضب لدى الاهالي الذين كانوا ينتظرون من القائمقام أن تشكرهم على إطفاء الحريقه مقابل التقاعس الرسمي.
وقد إزداد الغضب من قبل الأهالي بعد أن تمّ تقديم شكاوى بحقّ بعض شباب البلدة من قبل أحد تجّار النفايات الذي إمتعض من وقف العمل بالمكب، حيث تمّ استدعاءهم أمام الأجهزة الأمنية لمحاولة إرضاخهم بعد أن رفعوا الصّوت وأضاءوا على هذه الجريمة الموصوفة، لكن ردّة فعلهم أتت معاكسة حيث زادوا عزيمة وإصرارا على مواصلة تحرّكهم السّلمي.