تداعتْ في بيروت كوكبة من الرابطات والتجمّعات والنواب والوزراء ورجال الدين والشخصيات المعنية بقضايا وجود الشعوب والتنوع والحفاظ على هويتها وخصوصيتها، في وقفةِ احتجاجٍ وتبصّرٍ جامعة في مأساة اقتلاع الشعب الأرمني من إقليم آرتساخ، وما جسَّدته من نوايا مبيتةٍ في إلغاءِ شعوبٍ ومجموعات حضارية بأكملها، من دون أيّ اكتراث بالمواثيق والشرائع الإنسانية والحقوقية والدينية، وبالحقّ الطبيعي بالوجود والبقاء.
واعلن المجتمعون عن تضامنهم الكامل مع الشعب الأرمني في قضيته المحقة. واعتبروا إن خطورة مأساة آرتساخ نابعة أيضاً ليس فقط من صراع المصالح الإستراتيجية بل من كونها تترافق مع ارتباكٍ كبير في التعاطي الدولي مع قضايا التهجير واللجوء وإدارة التنوع في ظل استمرار نزف المأساة السورية، وتلطٍ وراء توطين النازحين السوريين في لبنان على حساب ديموغرافيته وكيانه. لذا نقول للجميع... لقد فشلتم في احتواء أزمة تهجير جديدة، فشلتم في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وكذلك على وجود الشعوب وحقها في الحرية والكرامة الإنسانية.
وتابعوا "إن دروس مأساة آرتساخ تدعونا كلبنانيين من كل المكونات إلى التبصر والمتابعة... لقد ثبت مجدداً ان كيانات ومجموعات، يمكن أن تُلغى بشطبة قلم... لذلك، تعالوا جميعاً أيها اللبنانيون، جماعات وقوى سياسية ونخباً، للتفكير معاً في كلمة سواء، والتمسك بمشروع الدولة لحفظ الوجود والتكاتف حماية لهذا الكيان من كل المخططات لشطبه بما يمثل من رسالة حوار إنسانية، وبقائه رمزاً للتنوع والكرامة.