يبدو أنّ ما فرقته دهاليز السياسة في لبنان ستجمعه ضغوطات النزوح السوريّ، الذي شكّل في أوقات سابقة نقطة خلافيّة لبنانيّة بحدّ ذاته.
لكن اليوم، ومع تفاقم هذا النزوح، وتمادي تأثيره على الواقع الاقتصادي، السياسي والاجتماعي في لبنان، بدأت تظهر إلى العلن أصوات من أحزاب وتيارات سياسية مختلفة تدعو إلى الإسراع في إيجاد الحلول وإنهاء الوجود السوري المتزايد في مختلف المناطق اللبنانيّة.
ومن المواقف المتسارعة على هذا الصعيد، يحاول "حزب القوات اللبنانيّة"، تأدية دور أساسي لجهة وضع نفسه في واجهة محاربة هذا النزوح، وذلك من خلال رفعه مجموعة مذكّرات إلى المجتمع الدولي طالباً إنهاء عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، ومختلف الجمعيات العاملة في هذا الشأن، والتي تعزّز الحضور السوري في لبنان بشكله الحالي.
في هذا الإطار، أكد عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب فادي كرم في اتصال مع "النهار" أن "أولويات المجتمع الدولي باتت متعارضة مع احتياجات الداخل اللبناني ومخاوفه الكثيرة التي سبّبها النزوح السوري القديم والمستجد".
وأضاف: "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات والجمعيات لا تشعر بالمشكلات التي يعاني منها اللبناني جراء النزوح، ولا يقدرون خشيته. لذلك سنوجه مذكرات إلى المجتمع الدولي تفسّر مخاوفنا وعلامات استفهامنا الكثيرة، داعين المجتمع الدولي إلى التراجع عن قراراته، وإلى إقفال مكاتب الجمعيات المذكورة التي تعمل عكس مخاوف اللبنانيين وهواجسهم".
ورأى كرم أنّ "المجتمع الدولي أكّد وما زال يؤكد على بقاء النازحين السوريين في لبنان، وهذا ما سيؤثر سلباً ليس على واقعنا الاقتصادي فحسب إنّما على هوية لبنان بشكل عام".
وقال كرم: "خلال الـ10 سنوات الفائتة لم يكن "حزب القوات اللبنانيّة" في السلطة، واليوم هو ليس في السلطة، لكن مع الاهتراء الكبير الذي وصل إليه واقع الدولة، ارتأينا أنه لا بدّ من التحرّك لوضع حدّ لهذا الملف الكارثي. فبعض مَن في السلطة كان يريد استخدام ورقة النزوح السوري للتطبيع مع النظام السوري، واليوم بعد اقتناعه بأن لا مجال لحلّ قضيّة النزوح عن طريق النظام السوري، خرج هذا البعض إلى العلن مطالباً في البحث عن حلول ممكنة، وهذا ما ظهر جلياً خلال الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله".
وختم كرم قائلاً: "نلتقي اليوم مع "حزب الله" وكلّ القوى السياسية على ضرورة وضع حدّ للنزوح السوري، لكن يبقى أن نجد الآلية المناسبة التي يمكن اتباعها".