النهار

إشكال الدورة يسلّط الضوء على تفاقم الاحتقان الأهلي بسبب النزوح... شاهد عيان لـ"النهار": صاحب المعمل استقوى بعماله السوريين (صور وفيديو)
المصدر: "النهار"
إشكال الدورة يسلّط الضوء على تفاقم الاحتقان الأهلي بسبب النزوح... شاهد عيان لـ"النهار": صاحب المعمل استقوى بعماله السوريين (صور وفيديو)
المبنى الذي وقع أمامه اشكال الأمس في الدورة. (حسام شبارو)
A+   A-
لم يكن الاشتباك الذي وقع بالأمس بين عدد من اللبنانيين ومجموعة من العمال السوريين خارجاً عن السياق العام للأحداث والبيانات السياسية، التي حذرّت في معظمها من تفاقم الأزمات، التي سيؤدي إليها النزوح السوريّ غير المضبوط في لبنان.
 
وفي هذا السياق، وبعد ليل طويل من الاشتباكات والتوتر في منطقة الدورة وصولاً الى مستديرة الدورة، وبعد مشاهد من الكرّ والفرّ، تابعها اللبنانيون عبر شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، عاد الهدوء إلى منطقة الدورة، كما عادت الحركة إلى طبيعتها، حيث خلت المنطقة من أيّ انتشار ملحوظ لعناصر الجيش أو القوى الأمنية. غير أن ما نقله مراسلو "النهار" من الأرض يشي باستمرار الاحتقان، مع توعد شبان بإحراق أحد المباني التي يقطنها شبان سوريون ضالعون في الاشكال. 
وجرت اتصالات سياسية وأمنية مكثّفة منذ ليل أمس لاحتواء الأزمة، وتمكن الجيش من ضبط الوضع بصعوبة وسط روايات متضاربة لكيفية بداية الإشكال. 
 
 
الصور بعدسة الزميل حسام شبارو:
 
 
 رواية شاهد عيان
وفي متابعة لأحداث الدورة، روى شاهد عيان، يُدعى روني عبدو، لـ"النهار" تفاصيل الاشتباك الذي حصل بين لبنانيَّين وسوريين في بالدورة، فقال "في الأمس، عند الساعة السادسة مساء، وخلال وقوفنا عند أحد أصحاب محالّ تصليح السيارات، سمعنا صراخاً بالقرب من المكان، فقيل لنا إن إحدى السيّدات، وأثناء خروجها من أحد معامل الخياطة في المنطقة، وأثناء قيادتها سيارتها، قامت بصدم شاب لبناني وهو يقود دراجته النارية، لكن حادث الصدم لم يتسبّب بأي إصابة للشاب".

وأضاف: "بعد الحادث، قامت السيدة بالاتصال بصاحب معمل الخياطة السيد "سيرج"، فحضر مباشرة إلى موقع الحادث، وقال للشاب الذي كان يقود الدراجة النارية إن دراجته النارية لا قيمة لها، وعرض عليه مبلغ 50 ألف ليرة لبنانية لتصليح هاتف الشاب الخليوي، ممّا أدّى إلى تلاسن فاشتباك بين صاحب المعمل وسائق الدراجة النارية.
 
 


وخلال الاشتباك، قال صاحب المعمل لسائق الدارجة، سأستعين بالعمال السوريين الذين يعملون لصالحي في معمل الخياطة، وسأنادي خمسين شاباً منهم، وإن لزم الأمر سأنادي مئة شاب".

وهكذا حصل بالفعل، "فقد نزل العمال، ومعهم سكاكينهم، فاعترض شباب المنطقة طريقهم، وتعرّضوا لهم بالضرب، ثم قرّر شباب المنطقة حرق معمل الخياطة".
 
 

 
وأشار عبدو إلى أنّه "بعد فترة وجيزة وصل إلى المحلة الأمين العام لـ"حزب الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان، الذي عندما علم بتفاصيل ما جرى قرّر عدم التدخّل".

وأكّد الشاهد أن "العمال السوريين ظلّوا في داخل المعمل، وأغلقوا أبواب الحديد، ممّا حال دون تمكّن عناصر الأمن العام ومخابرات الجيش من إلقاء القبض عليهم، ومما أدّى إلى وصول فوج المغاوير وقوة إضافية من الجيش للتدخل".
 
وبعد حادثة الأمس، وجّه مخاتير منطقة الجديدة، البوشرية والسد كتاباً الى المديرية العامة للأمن العام، طالبوا فيه بإقفال المحلات التجارية غير الشرعية في المنطقة التي تعود ملكيتها لأشخاص غير لبنانيين.
 
 تخوف من وجود بؤر أمنية
تعليقاً على الإشكال، أكّد نائب المتن رازي الحاج لـ"النهار" أن "المنطقة الساحلية في المتن، خصوصاً مناطق الدورة وسدّ البوشرية وسن الفيل وبرج حمود-النبعة، تشهد اكتظاظاً كبيراً، وهناك عدد ضخم من القاطنين السوريين من دون أوراق رسمية ولا إقامات ولا إجازات".

وقال: "بغض النظر عن إشكال الأمس، تواصلت مع قيادة الجيش، وطلبت منها مسحاً شاملاً لهذه المنطقة، وإن أمكن لكلّ قضاء المتن، لأنّ الأمر بدأ يثير الشبهات، وهناك تخوّف من وجود بؤر أمنية".

وأضاف: "هناك دور كبير وفاعل للبلديات، عليها أن تلعبه، خصوصاً بما يختص بهذا الملف. واليوم أرسلت رسالة إلى جميع رؤساء البلديات لأخذ الإجراءات اللازمة. وهناك الكثير من الإجراءات الفعالة يسمح بها القانون لهذه البلديات، إن طبّقتها تزيح عن كاهلها جزءاً كبيراً من هذا الضغط".

ورأى الحاج أن "هناك اكتظاظاً سكانياً في المتن، ولا يحتمل أيّ هزّة، كما لا يحتمل الممارسات التي بدأت تظهر حديثاً كالسرقات والدّعارة والإتجار بالبشر وغيرها، وعلينا ضبط الأمور قبل فوات الأوان".
 

اقرأ في النهار Premium