صباح الخير من "النهار"،
إليكم خمسة أخبار بارزة اليوم الإثنين 9 تشرين الأول 2023:
1- مانشيت "النهار": لبنان "على شفير" التداعيات اللاهبة للعملية الصاعقةلعلها المرة الأولى الأكثر جدية منذ حرب تموز 2006 يقف فيها #لبنان، انطلاقا من حدوده الجنوبية، امام خطر التورط في اتساع الحرب الناشئة بين غزة و#إسرائيل ، ولو ان هذا الاحتمال لم ينتقل بعد من حيز التحسب والتخوف الى حيز الانزلاق الفعلي. اذ ان لبنان وقف منذ شيوع الانباء المدوية الأولى عن عملية "#طوفان الأقصى" الخارقة التي حققت عبرها حركة "حماس" تطورا غير مسبوق منذ خمسين عاما في اختراق وهز المنظومة الدفاعية والأمنية والاستخباراتية لإسرائيل، امام معادلة بالغة الدقة وجهها الأول يتمثل بتضامن لبناني واسع لا يمكن تجاهله مع الفلسطينيين بدافع من الأسباب الموضوعية لهذه العملية ولو اختلفت الاتجاهات الداخلية اللبنانية في شأن تقويم كل ظروفها والنظرة الى النتائج النهائية التي يمكن ان تسفر عنها الحرب التي استعرت امس والتي يمكن القول انها ستكون على جانب شديد الخطورة ربما يتسبب باشتعال إقليمي واسع. واما وجهها الثاني فتركز على رصد ما قام به "حزب الله" مبكرا في قصفه للمواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا وقراءة هذا السلوك الميداني للبناء عليه في ما يمكن ان يذهب اليه الحزب وهل وضع او لم يضع خطوطا حمراء لامكان تسبب انضمامه الى دعم شريكته الفلسطينية "حماس" من الجنوب في توريط لبنان بما لا يحسب من تداعيات مدمرة على كل الصعد. والحال ان الساعات الثماني والأربعين الماضية لن تكفي وحدها للاستشراف الجازم بما يمكن ان يصيب او لا يصيب لبنان لان مجريات الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس لا يزال يغلفها غموض كثيف وسط مسار حتمي لا مجال لمناقشته هو مضي الحرب نحو فصول بالغة العنف والخطورة والاتساع.
ولكن حصر "حزب الله" استهدافه الصاروخي امس بالمواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا شكل رسالة موحية يمكن الاتكاء عليها للاستشراف بان شبح التورط الكبير لا يزال مستبعدا وان الحزب يعتمد ردا مدروسا يأخذ فيه في الاعتبار حتما واقع لبنان وظروفه، اقله حتى اللحظة وما لم "تنفجر" مفاجات ميدانية جديدة ليست في الحسبان. اما على مستوى رصد المشهد السياسي الداخلي بعد المفاجأة الصاعقة التي اذهلت اللبنانيين كما كل العالم جراء المجريات الحربية الجارية منذ صباح السبت فبدا واضحا ان التهيب طغى عليه ولو تصاعدت معالم "الابتهاج" لدى فئات سياسية وشعبية بالاختراق الضخم الذي حققته "حماس" بما يعكس النسبة العالية من التريث والانتظار ورصد كل الاحتمالات التي يمكن ان تلفح لبنان بقوة جراء هذا الحدث الاستثنائي المباغت بكل المعايير الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية والدولية.
2- "طوفان الأقصى": أكثر من 700 قتيل إسرائيلي حتى الآن والمعركة تشتدّ... نتنياهو يُحذّر من "حرب طويلة وصعبة"
عملية "طوفان الأقصى" في يومها الثالث ولا تزال الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي "حماس" على أشدّها في مستوطنات غلاف غزّة، على وَقع قصف إسرائيلي متواصل للقطاع.
وأمس الأحد، فيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من "حرب طويلة وصعبة"، بعد خسائر كبيرة مُنيت بها إسرائيل، وإحصاء أكثر من 700 قتيل في حصيلة غير نهائية.
ودان عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي هجوم "حماس"، بالرغم من أنّ الولايات المتحدة أعربت عن أسفها لعدم وجود إجماع في الاجتماع الطارئ الذي عقده المجلس.
وبدأ التصعيد بعدما شنّت "حماس" هجوماً مباغتاً على إسرائيل صباح السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزّة واقتحم المئات من مقاتليها المستوطنات الإسرائيلية.
3- سماع طلقات نارية ليلاُ على الحدود... إصابة جنود إسرائيليين بتشخيص خاطئ
أثار سماع صوت إطلاق نار في عيتا الشعب قلقاً عند ساعات الليل، مع تناقل شائعات عن "اقتحام فرقة (الرضوان) في حزب الله السياج الشائك نحو الأراضي الفلسطينية".
هذه الأنباء المنسوبة إلى إعلام عبري ليست إلّا شائعات لا اساس لها من الصحة، بعدما تبيّن أنّ إطلاق النار ناجم عن تشخيص إسرائيلي خاطئ.
وأفيد عن "إصابة عدد من الجنود بإطلاق النار وذلك عند مستوطنة "شتولا" على الحدود مع لبنان".
4- بالفيديو- فلسطيني يقتحم حاجزاً إسرائيليّاً بجرافة في الخليل
اقتحم فلسطيني حاجزاً إسرائيليّاً في مستوطنة كريات أربع، في منطقة الخليل، ليل الأحد الإثنين.
وهاجم الشاب عدداً من الجنود الإسرائيليين المتواجدين قُرب الحاجز، وقد شهدت العملية إطلاق نار كثيف أدّت إلى مقتل الشاب الفلسطيني.
ووثّق الشاب عملية الاقتحام ببثّ مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما تُظهر الصور المتداوَلة.
5- محللون إسرائيليون يسخرون من تصريحات مسؤولين سياسيين وعسكريين حول "ردع" غزة
أجمع المحللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة الأحد، على أن الهجوم الواسع والمفاجئ الذي نفذته "حماس" ضد إسرائيل، أمس، دلّ على انهيار التصورات الأمنية والسياسية الإسرائيلية تجاه غزة، وسخروا من تصريحات مسؤولين سياسيين وعسكريين حول "ردع" غزة.
ولفت المحللون إلى خطورة الوضع الذي تتواجد فيه إسرائيل الآن.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، أن "طيارين كثيرين لم يمتثلوا في الخدمة العسكرية في الاحتياط منذ شهور. وأهالٍ يعلنون أنهم سيرفضون إرسال أولادهم إلى خدمة قتالية، في دولة يُمنح فيها الجمهور الحريدي إعفاء شامل من المشاركة في العبء، أو تشكل خطرا عليهم في المستوطنات وضريح يوسف (في نابلس)".
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
في افتتاحية "النهار"، كتبت نايلة تويني: مبادرة بيروت للسلام، هل حان أوانها؟في العام 2002، أطلقت قمة بيروت نداء للسلام عبر المبادرة التي طرحها ولي العهد السعودي (انذاك) #الأمير عبدالله بن عبد العزيز، وأقرت بالإجماع كمبادرة عربية تهدف الى إحلال السلام في المنطقة.
وقد حققت القمة قبل 21 عاما، إجماعاً حول مبادرة السلام مبادرة السلام العربية، لتؤكد رغبة العرب في السلام مقابل إنسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.
وهي ثانياً، أيدت ما سعى لبنان بشدة الى تأكيده عبر ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى مع الوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.
لكن اسرائيل رفضت نلك المبادرة ولم تتعاون لتحقيق الحد الادنى منها، مما جعل المنطقة تعيش مذذاك في دوامة من الحروب المستمرة والتي تستنزف كل القوى.
وكتب نبيل بومنصف: مشروعية "الطوفان" في أرضه
خمسون عاماً ويوم واحد فصلت ما بين "حرب العبور" أو "حرب تشرين" في 6 تشرين الأول 1973 و"#طوفان الأقصى" اللذين جمع بينهما عامل المفاجأة والمباغتة ومكّنا الطرف العربي المبادر من تحقيق "انتصار الضربة الأولى" ضد #إسرائيل، مع فارق كبير في دويّ الصدمة الهائلة المتأتية على إسرائيل من تنظيم "حماس" مقارنة بالجيشين المصري والسوري. وما بين هذين التاريخين أمضى لبنان سنته الـ48 منذ اندلاع شرارة الحرب فيه وعليه عام 1975 التي بدأت حرباً لبنانية – #فلسطينية قبل اعتمال تطوراتها تباعاً في المراحل اللاحقة وتفاعل عوامل أخرى فيها فيما هو لا يخرج من مناخات الحروب ولا يتحصّن إطلاقاً لحماية زمن السلم.
هذا الحدث التاريخي الخارق البارحة، الذي شاهده لبنان بذهول أسوة بالعالم أمام خرق تنظيم فلسطيني لأسطورة الردع الإسرائيلية، لا يعني لبنان أولاً وقبل كل دول المنطقة لخوف من تمدّد الحرب المتدحرجة إليه فقط، وإنما أكثر من ذلك لتبيّن واقعه وكيفية تعامله مع تطوّر يحتمل أن يشعل أخطر حرب إقليمية واسعة.
وكتب إبراهيم حيدر: "طوفان الأقصى" يغيّر المنطقة ويستدرج توريط لبنان... "حزب الله" يُعد للتوغّل وقرار الحرب حساباته إقليمية؟
كسرَ "طوفان الأقصى" كل المعادلات التي كانت قائمة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي المناطق المتاخمة لإسرائيل خصوصاً لبنان، وترك آثاراً في المنطقة وعلى العلاقات بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، لن تكون كما قبل 7 تشرين الأول. ولا شك في أن حركة حماس والمقاومين الفلسطينيين حققوا انجازاً كبيراً يمكن وضعه في خانة الانتصار بصرف النظر عما ستؤول إليه الأوضاع في الداخل الفلسطيني وما ستكون عليه إسرائيل في المرحلة المقبلة، إن كان في تركيبتها السياسية أو إذا ما خاضت حرباً دموية في قطاع غزة واحتمال أن تتمدد إلى لبنان الذي يقع في قلب العاصفة انطلاقاً من دور "حزب الله" المتأهب تحت عنوان "وحدة الجبهات" لكن حساباته مرتبطة بالإقليم وكلمة السر الإيرانية.
أحدث اختراق المقاتلين الفلسطينيين صدمة كبيرة في الداخل الإسرائيلي، وهي مرشحة للمزيد طالما أن المعركة لم تنته بعد، فيما اكتفى "حزب الله" بإطلاق صواريخ على مواقع الاسرائيليين في تلال كفرشوبا وأعاد نصب الخيمة التي استهدفتها المسّيرات الإسرائيلية في مزرعة بسطرة المتاخمة لمزارع شبعا. بالنسبة إلى الحزب هذا نوع من التضامن مع معركة حماس، لكنه لا يندرج في إشعال الجبهات المتاخمة لإسرائيل، أقله حتى الآن، فمع مرور وقت على الدخول الفلسطيني الى المستوطنات في غلاف غزة وطلب "حماس" فتح الجبهات، اكتفى الحزب بالقصف الصاروخي، فحسابات اقتحام المستوطنات على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية مختلفة، وهي تعني التهيؤ لمعركة طويلة قد تكون نتائجها تدميرية، وإن كان رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين أكد أن الحزب ليس على الحياد وأنّ "مشهد دخول المستوطنات في غلاف غزة المترافق مع القصف الصاروخي سيتكرر في يوم من الأيام مضاعفاً عشرات المرات من لبنان، وكل المناطق المحاذية لفلسطين المحتلة"، لكن يبدو أن خوض هذه المعركة لم يحن وقتها بعد.
وكتب وجدي العريضي: من حمص إلى غزّة والنازحين... لبنان على صفيح ساخن وهذا ما يحصل على خطّ الخماسيّة والخيار الثالث نهائي
يُنقل عن مرجعيات سياسية وما يُسرّب في مجالسها، أن لا رئيس في لبنان قبل ترتيب الوضع في المنطقة وتحديداً مثلث لبنان – سوريا – العراق، وربطاً بالحوار الأميركي الإيراني وما سيصل إليه بمعنى أن طهران و"حزب الله" يريدان ثمناً باهظاً لتمرير الاستحقاق الرئاسي وحصراً سحب رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية. ولكن ما جرى في الأيام الماضية في سوريا أعاد إيقاظ الحرب عبر تفجير الكلية الحربية في #حمص، الى ما يحصل في غزة وما بينهما من الأحداث المتنقلة بين مواطنين لبنانيين ونازحين سوريين، فهذه التطورات مجتمعة وما قد يعقبها من إشكالات تقع على الساحة اللبنانية بفعل الفلتان الأمني، ستكون لها تداعيات واضحة على الاستحقاق الرئاسي وأوضاع البلد عموماً، إذ ثمة خلط أوراق سياسياً ورئاسياً بدأت ملامحه بالظهور نتيجة التطورات الواضحة من الداخل الى المنطقة.