أشارت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، إلى أن "هجوماً شنّه كلّ من النّائبين ابراهيم منيمنة وحليمة قعقور على القوّات"، ولفتت إلى أنهما "يُصرّان انطلاقًا من نظرتهما الأيديولوجيّة للأمور على توصيفها بأنّها جزء من المنظومة، وبالتّالي رفض التّنسيق معها، إضافةً إلى نعتها بنعوتٍ لا تمتّ إلى الحقيقة والواقع بأيّ صِلة، وصولاً الى تشويه بعض الوقائع".
ورأت "القوات" أن "التغيير الفعلي يتطلّب معارضة فعلية ومتماسكة، ونحن منفتحون على القوى السيادية والمعارضة كلّها للتعاون"، لكنها سألت النائبين منيمنة وقعقور: "هل يستطيعان أن يُخبرانا عن واقعة فساد واحدة مرتبطة بحزب "القوّات" أو بأحد وزرائه إبّان وجودهم داخل السّلطة التنفيذيّة؟ طبعاً كلا. ولكنّهما يُصرّان على هجومهما المُنافي للمنطق وللوقائع بغية تبرير موقفهما المتباعد من الحركة المعارضة المتنامية".
ولفتت إلى أن "السّؤال الذي يطرح نفسه، ما هي خطة العمل التي يقترحها النائبان المذكوران للخروج من هذا المستنقع والتغيير الفعلي الذي وعدا به ناخبيهم، غير اتّهام "القوّات" بأنّها من المنظومة خِلافاً للواقع؟ هل بالخِطابات الرنّانة وبالاستعراضات الشعبويّة وبالانتقادات السلبية وبالشّعارات الكلاميّة التي لا تقترن بالأفعال؟ كيف يُمكن الخروج من الجهنّم الذي أوصلتنا إليه هذه المنظومة من دون وحدة قوى المعارضة ضدّها؟".
ورأت أنّ "من المؤسف، عوض توجيه السّهام إلى المنظومة القابضة على أنفاس اللبنانيين، أن يُصرّ بعضهم على توجيهها باتّجاه رأس حربة محاربة هذه المنظومة، من دون تقديم أيّ خطة فعليّة للخروج من هذا الواقع المرير".
وذكّرت "القوات اللبنانية" بأنها "منذ انتهاء الانتخابات النيابيّة، اعتبرنا أنّ الأولويّة القصوى ليست للاعتبارات الأيديولوجيّة والفكريّة، وإنّما لإيجاد مسارٍ عمليّ لكيفيّة الخروج من الأزمة الرّاهنة، لذلك عملت القوّات منذ اللحظة الأولى لانتهاء الاستحقاق النّيابي على محاولة التّواصل مع كلّ مَن هم ليسوا من المجموعة الحاكمة الحاليّة، المتمثّلة بـ"حزب الله" وحركة "أمل" والتيّار "الوطنيّ الحرّ"، أملًا بالوصول إلى تشكيل تكتّلٍ مُعارض يستطيع انتزاع السّلطة من تلك المجموعة الحاكمة والمتحكّمة بمصير اللبنانيين".
وتابعت في هذا السياق: "في اتّصالاتنا مع المجموعات المعارضة، لقينا تجاوباً كبيراً من الفرقاء كلّهم الذين تكتّلوا حول ترشيح النائب ميشال معوّض لرئاسة الجمهوريّة، الذي حصد دعم ثلثيْ قوى المعارضة، ولكن غالباً ما كنّا نصطدم بعدم رغبة بعض مَن في المعارضة مِن أمثال النّائبين إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور من التّنسيق مع بقيّة المعارضين، في مواقف متتالية أسهمت في تفكيك صفوف المعارضة بدل رصّها، بحجج متعدّدة توصل الى الهدف عينه".
وختمت مشدّدة على أن "رفع الصّوت والإشارة إلى المشاكل والتحدّيات هو فعل طبيعي من المواطنين، لكن من غير الطّبيعي أن يكتفي بذلك المسؤول الذي انتُخب كي يُعالج المشاكل ويتصدّى للتّحديات، إذ عليه أن يُوصّف مُسبّبات الأزمات على حقيقتها ويطرح الحلول والخطط العمليّة ويسعى لتوحيد الجهود بغية تنفيذها، لأنّ الاكتفاء بالإضاءة على المشاكل هو عمل يرتبط بالمُراقبين والصّحفيين والمواطنين، لكن مَن مُنح مسؤوليّة شعبيّة، عليه بالالتزام بواجباته في الانخراط بالمواجهة الفعليّة لا أن يبقى على المواجهة الكلاميّة للمشاكل فحسب".
وفي وقت سابق، وتعليقاً على فيديو متداول لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير #جعجع، أوضح منيمنة، في بيان، أنّه "منذ انتهاء الانتخابات النيابية، نتعرّض لحملة ممنهجة سياسياً وإعلامياً، استُخدمت خلالها شتّى الأساليب الرخيصة التي يتقنها حزب القوات اللبنانية تحت شعار التوحّد تحت مظلة وعباءة سمير بشعار شعبوي فضفاض: "توحيد المعارضة"، لبيعنا لاحقاً على طاولات وبازارات السياسة الإقليمية والدولية كما عهدهم وتجاربهم وتاريخهم".
وقال: "منذ فوزنا في الانتخابات، يصرّ جعجع على تقديم نفسه علينا مرشداً سياسياً، وواعظاً ومنظّراً، متجاهلًا حقيقة أننا أتينا بأصوات الناس، نوّاباً مستقلين، خارجين عن الاصطفافات، متحرّرين من أيّ طاعة".
وتابع: "أما عن توحّد معارضي "حزب الله"، فسألناكم كيف؟ فلم يأتنا الجواب حتى الساعة، فيما استمرّ خطاب التخوين وكأن مدخل مواجهة "حزب الله" يمرّ بمعراب حصراً وبلغتها! بالنسبة لنا، أنتم وكل أحزاب المنظومة غطاء لـ"حزب الله" ووجه آخر له، وتشريع لاستمرار احتكار الطوائف واستخدامها في لعبة المحاصصة، في انعكاس فاضح لأولوياتكم التي لن ولم نقبل بها لا بالتهديد والوعيد المبطن ولا بالحملات الممنهجة".
وكان جعجع قد تناول النائبين منيمنة وحليمة قعقور، معتبراً أن "أفكارهما لا تتماشى مع الواقع الراهن، بل توقف بها الزمن في ستينيات القرن الماضي". وانتقاد جعجع أتى في سياق عدم رغبة نواب تغييريين في التوحّد مع المعارضة في الرؤية خلال هذه المرحلة.