استكمل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي امس لليوم الثاني، الاستشارات التي أجراها مع النواب والكتل، في ساحة النجمة، وأشار في ختامها الى انه استمع الى "سعادة النواب واستأنست بآرائهم وسنأخذ بقسم كبير من الحديث الذي قيل، والأهم أننا جميعا نعرف الوضع السائد البلد، ونعرف أن النصائح والاراء التي أعطيت في خلال المناقشات تصب في المصلحة الوطنية، ولو من زوايا مختلفة".
ورأى أنه "في النهاية، ستتغلب المصلحة الوطنية على كل شيء، وسنشكل باذن الله حكومة تستطيع أن تقوم بواجبها، وتستكمل ما بدأته حكومتنا الماضية، بخاصة مع صندوق النقد الدولي وفي ما يتعلق بخطة الكهرباء وملف ترسيم الحدود البحرية. هذا كان مجمل المناقشات وان شاء الله ترى الامور النور بطريقة سليمة".
مستقلون
وكان ميقاتي استهل اجتماعاته بلقاء عدد من النواب المستقلين، ومنهم النائب فؤاد مخزومي الذي قال: "طرحنا مواضيع عدة أولاً ما هو موقف الحكومة من "الشعب والجيش والمقاومة"، وهل ستحصل المحاصصة مرة أخرى؟ وبالنسبة للتعديلات في خطة التعافي هل سيتضرر المودعون أم لاً؟ وهل سيجري تفعيل قانون استقلالية القضاء وماذا سيحصل في ملف انفجار المرفأ (...)؟ وفي حال لم تجر الإجابة على هذه الأسئلة فذلك يعني أننا سنكون امام استمرار سياسة المحاصصة، وعندها لن نعطي الحكومة الثقة".
وطالب النائب حسن مراد بـ"أن تخرج هذه الحكومة ببيان وزاري عاجل، والكل يجب أن يشارك فيها لوضع خطة طوارئ عاجلة لإنقاذ البلد".
وطلب النائب جان طالوزيان من ميقاتي "إن لم يستطع تشكيل الحكومة آخر الأسبوع، أن يصارح اللبنانيين عن سبب هذا التأخير".
ودعا النائب عبدالرحمن البزري الى "التعامل بإيجابية مع كل الملفات لمساعدة الناس على تخطي المرحلة الصعبة".
وقال النائب أسامة سعد: "اليوم مسعى جديد لحكومة جديدة، والنتيجة مقدرة حكومة تصريف أعمال أو حكومة محاصصات".
وطلب النائب جهاد الصمد "إحياء حكومة تصريف الأعمال أو التوسع في مفهوم حكومة تصريف الأعمال، لأن الشعب لم يعد يتحمل الضغوط المعيشية".
"لبنان القوي"
وقال النائب جبران باسيل بعد لقاء تكتل "لبنان القوي" الرئيس ميقاتي: "تمنينا للرئيس ميقاتي التوفيق، وأكدنا أننا نريد تشكيل الحكومة بشكل عاجل. وقلنا له لماذا لا نؤيده لتشكيل الحكومة، وهناك مشكلة حقيقية في ميثاقية التكليف. وطرحنا هذا الموضوع عليه، ولكننا تخطينا هذه المشكلة في ظل الوضع في البلد".
وأعلن أن "ليست لدينا رغبة في المشاركة في الحكومة، إنما لم نجتمع بعد كتكتل لتأكيد الموضوع، بسبب تشكيلتها وبرنامجها الذي يجب ان تلتزمه، وهذان الامران متلازمان مع الاتفاق مع صندوق النقد، واقرار خطة التعافي". وأشار الى "مناقشة موضوع حاكمية مصرف لبنان والقضاء والذي لم يتحقق سابقاً"، إضافة الى "ترسيم الحدود، فلبنان يجب ان يعطى فرص الحل الى جانب موضوع النازحين السوريين".
وتمنى إجراء "مداورة شاملة، فلا تبقى اي حقيبة في حيازة طائفة او مذهب او فريق سياسي"، داعياً الى عدم الرهان على بناء حكومة على اساس فراغ رئاسي، فنحن نقوم بكل شيء من جهتنا كي نمنع الفراغ الرئاسي".
الطاشناق
وأكد النائب آغوب بقردونيان مشاركة الطاشناق في الحكومة، لافتاً الى "أننا شددنا على الخروج من مرض مذهبية الوزارات السيادية والوازنة والخدماتية والدرجة الرابعة وطائفيتها، ولا أحد يملك صكاً بالوزارات".
المجلس الاقتصادي
والتقى ميقاتي بعد انتهاء الاستشارات، وفداً من المجلس الاقتصادي الاجتماعي برئاسة شارل عربيد الذي دعا الى "الإسراع في تأليف الحكومة لنبني الثقة ونخلق الجو العام في الاستثمار، وإذا لم تصحح الأجور لن تكون هناك دورة اقتصادية سليمة".