رولى راشد
توالت المعلومات الواردة من الكارتيل النفطي أن "النتائج الأولية لأعمال الحفر في داخل البئر الأولى، في البلوك رقم 9، التي يجريها الائتلاف المكوّن من توتال إنيرجيز الفرنسية، وإيني الإيطالية، وقطر للطاقة لم تؤدِّ إلى النتيجة المرجوّة من الغاز".
والبعض نقل عن شركة توتال "إبلاغها وزارة الطاقة بالمغادرة للبلوك المذكور لأنها لم تجد سوى المياه".
وعلمت "النهار" أن منصّة الحفر TransOcean Barents العابرة للمحيطات ستغادر لبنان بعد انتهاء أعمال الحفر في البلوك رقم 9 في غضون 10 أيام متوجّهة الى قبرص لبدء أعمال حفر أخرى في مياهها بسبب ارتباطها بموعد محدد.
وفي تفاصيل عمليات الحفر فقد جرت على عمق 4 آلاف متر وصولاً الى المكمن الذي هو بعمق يراوح ما بين 200 و300 متر، والذي كان من المفترض أن يتضمّن المواد الهيدروكربونية.
لكن إعلان النتائج الرسمية لن يحصل قبل نهاية الشهر الجاري، لأنّ مراحل عدّة ينبغي للشركة المشغّلة "توتال إنيرجيز" أن تقطعها قبل هذه الخطوة؛ حيث من المفترض أخذ عيّنات من الصخور الهيدروكربونية لفحصها ومعرفة طبيعة الموادّ الموجودة، ثم الحصول على سلسلة موافقات من المقر الرئيسي للشركة في باريس قبل الإعلان عن أيّ شيء رسمي.
ويبقى على توتال إبلاغ المسؤولين بالنتيجة، واتخاذ القرار بإقفال البئر، علماً بأنه بموجب العقد الموقّع معها فهي غير ملزمة بالانتقال إلى بئر أخرى في البلوك نفسه. وبالتالي، تبقى لها حريّة اتخاذ المبادرة والاستكشاف في بئر أخرى من البلوك رقم 9.
هذه النتيجة السلبية أحبطت العاملين على متن منصة الحفر TransOcean Barents الأميركية، التي وصلت إلى المياه اللبنانية في 16 آب الفائت، وعددهم 140 فرداً، بينهم زهاء 20 لبنانياً، بعدما كان يستبشر كثيرون بهذا البلوك لقربه من حقل كاريش، حيث بدأت إسرائيل استخراج الغاز منه منذ زمن وتصديره إلى أوروبا.
يُشار إلى أنه أثناء أعمال الحفر جرى تغيير في الإحداثيات، بلغ نحو 31 متراً، ولا سيّما أن الشركة أثناء أعمال الحفر في أول أنبوب واجهتها مشكلات متعدّدة جيولوجية (صخرية)، من الممكن أن تحدث عادة، فتمّ التغيير بعد استشارة هيئة إدارة البترول والاستحصال منها على الإذن.
وقد بدأت أعمال الحفر على مستوى 1650 متراً من سطح المياه (هي المسافة الفاصلة التي ليس فيها صخور بل فقط مياه) لتصل إلى حدود 4 آلاف متر عمقاً وهي حدود رأس المكمن المفترض أن يكون مؤشراً لوجود الغاز لو توافر في قعره ليُستكمل بعدها الحفر وصولاً الى 4400 متر كما هو متفق عليه أي الطبقات الجيولوجية المستهدفة، ولكنّ النتيجة كانت مخيّبة.
وكانت نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع أنّه لم يتم العثور على غاز بعد الحفر في البلوك 9 بلبنان.
وأفادت معلومات "النهار" بأنّ وزير الطاقة وليد فياض توجّه ظهر اليوم إلى حفارة الغاز لمتابعة التطورات والمرحلة الثانية مع المعنيين في شركة "توتال"، وذلك على خلفية تبلّغه من الشركة وقف الحفر في مكمن المحتمل في البلوك رقم 9.
بدوره، نفى خبير اقتصاديّ النفط والغاز فادي جواد في اتصال مع "النهار" الأخبار عن عدم وجود مكمن غاز في البلوك رقم 9، جازما بأن "هذه الأخبار غير صحيحة على الإطلاق". وأكّد أن لبنان بدأ بالتعرّض إلى ضغط وابتزاز أميركي - أوروبي، لإقفال ملف النفط في حال انضمامه إلى الحرب القائمة في غزة.
كلام جواد جاء على إثر انتشار معلومات تفيد بأن شركة توتال أبلغت وزارة الطاقة وهيئة إدارة قطاع البترول إنتهاء الحفر في البئر في البلوك رقم ٩ بعدما وصلت إلى عمق ٣٩٠٠ متر تحت قعر البحر ولم تجد سوى الماء، وبالتالي لا جدوى من مواصلة الحفر لعمق ٤٢٠٠ متر.
وكانت وزارة الطاقة والمياه - هيئة إدارة قطاع البترول قد أصدرت بياناً في 2 تشرين الأول الجاري، أعلنت فيه عن "تقدّم الائتلاف المكوّن من توتال إنيرجيز الفرنسية، وإيني الإيطالية، وقطر للطاقة، بطلبَي اشتراك في دورة التراخيص الثانية للمزايدة على الرقعتين ٨ و١٠ في المياه البحرية اللبنانية، علماً بأن الشركات التي يتكوّن منها الائتلاف هي صاحبة حق بتروليّ في الرقعتين ٤ و٩ في المياه البحرية اللبنانية".
والجدير بالذكر أن البعض عدَّ هذه الخطوة استعجالاً قبل صدور نتائج الاستكشاف في البلوك رقم 9، لأنّ من المفترض أن يحقق لبنان مزيداً من المكاسب إن انتظر نتائج أعمال الحفر في البلوك 9، من منطلق أن دورة التراخيص التي حصلت بموجبها توتال على حصتها من البلوك 9، كانت سبقت ترسيم لبنان حدودَه البحريّة، ما انعكس سلباً على سعر تلزيم البلوك.
في مطلق الأحوال، يبقى الانتظار سيّد الموقف لمعرفة ما سيصدر رسمياً عن شركة توتال ووزارة الطاقة.