صباح الخير من "النهار"، إليكم أبرز 5 أخبار يجب معرفتها اليوم الجمعة 28 تشرين الأول 2022:
1- مانشيت "النهار": إبرام الترسيم لحقبة جديدة بين لبنان وإسرائيل
الى حقبة جديدة بكل المعايير الاستراتيجية امنيا وعسكريا واقتصاديا، دفع الحدث التاريخي المتمثل بابرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة ورعاية الأمم المتحدة الوضع الاستراتيجي ليس بين "الجانبين" المعنيين فقط وانما المنطقة ومحيطها كلا أيضا. ومع ان شيئا لم يكن مفاجئا في يوم "مراسم" اعلان انجاز الإجراءات الشكلية لاتمام الموافقات الرسمية النهائية على الاتفاق، وتسليم وثائق الاتفاق من قبل لبنان وإسرائيل الى المنسق الأميركي الخاص آموس هوكشتاين الذي تولى انجاز هذا الاختراق بنجاح مشهود، كما الى الأمم المتحدة، فان الوهج الكبير الذي طبع الحدث بدا بمثابة انعكاس للدلالات الاستراتيجية الكبيرة التي يكتسبها هذا الاتفاق الذي ولو تصاعد الجدل العقيم حول تسميته اتفاقا او تفاهما او أي مصطلح اخر، فانه شكل اتفاقا استثنائيا في إرساء معالم حقبة سلمية – اقتصادية – استثمارية جديدة للدولتين المعنيتين به، كما لشركاء كل منهما دولا كانوا ام شركات نفطية. ولم تكن موجات ردود الفعل من الأطراف كما من الدول والمنظمات الدولية المرحبة بالاتفاق سوى دلالة على الطابع الاستثنائي للاتفاق الذي ستدخل منطقة الحوض المتوسط في ظله حقبة متطورة في مجال الاستثمار النفطي والتعاون الإقليمي، بدليل ان لبنان سيستقبل غداة ابرام الاتفاق اليوم وفدا قبرصيا للبحث مجددا في تعديل الحدود البحرية بين البلدين.
وشهدت الناقورة خاتمة حدث ابرام الاتفاق حيث سلّم الوفد اللبناني الموفدَ الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الرسالةَ الموقّعة من رئيس الجمهورية #ميشال عون، وفي خيمة اخرى، سلّم الوفد الاسرائيلي ايضا رسالتَه الموقّعة الى هوكشتاين كما تسلمت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رسالة وقعها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، تتضمّن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. وضم الوفد المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية، وسام شباط عضو هيئة إدارة النفط وأحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية. وقد تاخرت عملية التسليم عن موعدها بعد الظهر ساعة بسبب رفض الوفد اللبناني لخرق إسرائيلي بحري سبق الاحتفال.
أبرم لبنان وإسرائيل رسمياً اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما بعد أشهر من مفاوضات مضنية بوساطة واشنطن وخشية من توتر أمني، وقد سلما الإحداثيات الجغرافية الجديدة للأمم المتحدة بحضور الوسيط الأميركي.
والاتفاق عبارة عن تبادل رسائل الموافقة على نص الاتفاق، بين لبنان والولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة ثانية، فضلاً عن رسائل تتضمن إحداثيات جديدة لخط الحدود تسلم إلى الأمم المتحدة.
وقد أفل اليوم التاريخي الطويل بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الترسيم باكتمال المراسم في منطقة رأس الناقورة حيث رسمت الصورة الشكلية لاخراج الاتفاق.
في السياسة، قطف رئيس الحكومة الاسرئيلية يائير لابيد اللحظة للتأكيد على أن الاتفاق يمثّل اعتراقاً من لبنان بـ"دولة اسرائيل"، في حين كان رئيس الجمهورية ميشال عون يدحض من بيروت أي أبعاد سياسية للاتفاق، ويحصره في الشق التقني. فيما هنأ الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الطرفين على إنجاز الاتفاق "التاريخي"، معتبراً أنه يحقق مصالح الطرفين، ويفتح الطريق أمام منطقة "أكثر ازدهاراً واستقراراً". وتعهد بمواصلة الولایات المتحدة العمل كـ"مسھ ِّل فیما یعمل الطرفان على الوفاء بالتزاماتھما وتنفیذ ھذا الاتفاق".
على خط "حزب الله"، اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إنجاز ملف ترسيم الحدود "انتصاراً كبيراً للبنان"، لافتاً إلى أن "مع تسليم وثائق الموافقة على التفاهم تنتهي مهمة "المقاومة" في الملف، إضافةً إلى كل التدابير الخاصة والاستنفار".
3- في قسم "الاقتصاد": أسعار الذهب إلى مزيد من الارتفاع عالمياً... فهل ينعكس إيجاباً على احتياط لبنان؟
يحافظ #لبنان على موقعه كصاحب ثاني أكبر احتياط من الذهب في المنطقة العربية بثروة تقدَّر بنحو 286 طناً من المعدن الأصفر وبقيمة قدَّرها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حتى نهاية شباط 2022 بنحو 17,547 مليار دولار. فما اهمية هذا الاحتياط الذهبي امام توجه المصارف المركزية الى تعزيز احتياطاتها من الذهب؟ وهل سيكون للأزمة التي يمر بها العالم حاليا الأثر الايجابي على لبنان؟
عزز #التضخم العالمي طلب المصارف المركزية العالمية على شراء الذهب بغية دعم الإحتياطات الدولية الآمنة لديها، اضافة الى ذلك، فان المستثمر حينما يستشعر أن أمواله تفقد قيمتها، يبدأ بالانتقال الى الأصول التي حافظت تقليديا على قيمتها، اي الذهب، تماما كما حصل في لبنان حيث سارع الكثير من اللبنانيين الى شراء الذهب خوفاً من الإنهيار الحاصل في البلاد.
ثمة عوامل دفعت المصارف المركزية باتجاه رفع احتياط الذهب لأسباب تتعلق بالتحوّط ضد الازمات، والخشية المتصاعدة من ركود اقتصادي عالمي قريب ومتوقع الحدوث، ومخاطر التضخم العالمي.
تاريخياً، يعتبر الذهب وسيلة دفع محايدة وهو يشكل أداة للمصارف المركزية لحماية نفسها من أزمة الديون السيادية العالمية، الامر الذي لا يمكن فصله عن حالة عدم اليقين الاقتصادية التي أرخت بظلالها على المشهد العالمي بسبب الحرب الأوكرانية من دون نسيان العوامل التي سبقتها، لا سيما جائحة كورونا، مع اتصال كل ذلك بصعوبة تعدين الذهب الآن، الامر الذي سيشكل ايضا مع مرور الوقت أحد أسباب ارتفاع الأسعار على المدى الطويل.
4- في القسم "الدولي": وثيقة استراتيجيّة الدفاع الوطني الأميركي... البنتاغون: روسيا تشكّل "تهديدات خطيرة" لكنّ الصين تمثّل التحدي "الأساسي"
قالت وزارة الدفاع الأميركية (#البنتاغون)، في استراتيجيتها الشاملة الصادرة الخميس، إن الغزو الروسي لأوكرانيا يسلط الضوء على "تهديدات خطيرة" تشكلها موسكو، لكنها أكدت أن الصين تمثل التحدي "الأساسي" للولايات المتحدة.
كما أوضح البنتاغون - وسط حديث روسي عن احتمال استخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا - أن الغرض من الترسانة النووية للولايات المتحدة هو "ردع أي هجوم استراتيجي"، بما في ذلك الهجمات بواسطة أسلحة تقليدية.
وجاء في وثيقة استراتيجية الدفاع الوطني أن الصين "تمثل التحدي الأساسي والأكثر منهجية، في حين أن روسيا تشكل تهديدات خطيرة للمصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة في الخارج وفي الوطن".
وأضافت أن "التحدي الأكثر شمولا وخطورة للأمن القومي الأميركي هو المساعي (الصينية) القسرية والمتزايدة العدوانية لإعادة تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادئ والنظام الدولي لتناسب مصالحها وخياراتها التسلطيّة".
وتسلط الوثيقة الضوء على الخطاب الصيني حول تايوان التي تعهدت بكين السيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر، باعتباره عامل زعزعة للاستقرار يؤدي الى حصول تقديرات خاطئة ويهدد السلام في المنطقة.
واعتبرت الإستراتيجية أن التهديد الذي تشكله موسكو "ظهر مؤخرا من خلال الغزو الروسي الإضافي غير المبرر لأوكرانيا".
5- في قسم "التكنولوجيا": إيلون ماسك أصبح مالكاً جديداً لـ"تويتر" بعد إتمام صفقة الاستحواذ... وإقالة مسؤولين
أصبح #إيلون ماسك المالك الجديد لشركة "#تويتر" يوم الخميس وأقال عدداً من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين اتهمهم بتضليله بشأن عدد حسابات البريد العشوائي، من دون أن يفصح عن الكثير بخصوص كيفية تحقيقه طموحاته الكبيرة لمنصة التواصل الاجتماعي المؤثرة.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية إنّه يريد "هزيمة" روبوتات البريد العشوائي على تويتر، وجعل الخوارزميات التي تحدد كيفية تقديم المحتوى للمستخدمين متاحة للجمهور، ومنع تحوّل المنصة إلى مكان لفرض آراء الكراهية والانقسام، بينما يحدّ في الوقت نفسه من الرقابة.
في أول تعليق لإيلون ماسك بعد إتمام صفقة الاستحواذ على "تويتر" رسميّاً اليوم، غرّد عبر حسابه في "تويتر": "The bird is freed، الطائر أصبح حرّاً".
ولكن ماسك لم يفصح عن تفاصيل حول كيفية تحقيقه كل هذا ومن سيدير الشركة. وكان قد قال إنّه يخطّط لإلغاء وظائف بالشركة، مثيراً القلق بين موظفي "تويتر" البالغ عددهم نحو 7500 موظف بشأن مستقبلهم.
وذكر يوم الخميس أنه لم يشترِ "تويتر" لكسب المزيد من المال وإنما "لمحاولة مساعدة البشرية التي أحبّها".
وقالت مصادر مطّلعة إنّ ماسك أقال الرئيس التنفيذي لـ"تويتر" باراغ أغراوال، والمدير المالي نيد سيغال، ورئيسة الشؤون القانونية والسياسات فيجايا جادي. وكان قد اتهمهم بتضليله وتضليل مستثمري "تويتر" بشأن عدد الحسابات المزيفة على منصة التواصل الاجتماعي.
وأضافت المصادر أنّ أغراوال وسيغال كانا في مقرّ "تويتر" في سان فرانسيسكو عند إتمام الصفقة وجرى اصطحابهما إلى خارجه.
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
كتب نبيل بومنصف: آخر إبداعات الإنكار... أعظمها!
لم يشأ #العهد الراحل ولا سائر "مكوّنات" المسمّاة دولة، تفويت فرصة مشوّقة على الناس التائقين الى بعض التفريج عن الكرب القاتل، فقدّموها بمنتهى الأريحية في مناسبة "جليلة" هي إبرام اتفاق مع إسرائيل على #ترسيم الحدود البحرية. من كان يتصوّر قبل أشهر فقط أن يغدو الكلام عن اتفاق بهذا البعد الاستراتيجي التاريخي، بهذا النوع من التكيّف السلس بعدما شاء "القويّ" الذي وقف وراء "العهد القويّ" أن ينخرط في هذا التحوّل. ومع ذلك، فإن الدولة "المكمومة" التي تباهى حكمها وعهدها والرجل الثاني فيه بإنجاز "سوبرتاريخي" تسربلوا جميعاً أمام لحظة النهاية الترسيمية السعيدة، فكان أن أعادوا تذكيرنا من الباب العريض، عشية الرحيل الموجع عن القصر والكرسيّ ومشتقاتهما وحواشيهما، بالسمة الطاغية الغالبة التي وصمت سلطتهم أي وصمة الازدواجية والإنكار. حاروا في من يوقّع هذه الوثيقة ولا يوقع تلك، وفي من يمثل وفي من ينتدب الى الناقورة وفي من ينطق وفي من يصمت وفي من يهلل إذا لزم... وحاروا في قطف ما لا يزال متاحاً من ثمار وفوائد خصوصاً لجهة تجيير دعائي مفرط في الهزلية لجهة عزو الفضل الكامل للعهد والرجل الثاني فيه في هذا الاختراق الاستراتيجي لواقع الشرق الأوسط وحتى النزاع العربي الإسرائيلي.
كادوا يزعمون أنهم ألف باء معادلة استراتيجية نشأت من رحم احتضانهم لـ"المقاومة" ويريدون منّا البصم على أن حياكة التفاوض الصعب والدقيق والجراحي هي صنعتهم وابتكارهم ومراسهم، ولا صلة له بالظروف الدولية والوساطة الأميركية ولا الحسابات العابرة للداخل والإقليم والخارج المتصلة بسلوكيات "حزب الله" والدولة العدو إسرائيل ولا ظروف "الحرب العالمية الثالثة" الباردة – الساخنة التي يشهدها العالم.
وكتب سركيس نعوم: هوف لـ"الموقف هذا النهار": ميقاتي مالَ لقبول "تسويتي" لكن...
يأمل ال#لبنانيون أن يفتح توقيع لبنان وإسرائيل أمس اتفاق #ترسيم الحدود البحرية بينهما من دون أن يلتقيا في احتفالية ترعاها أميركا ويتبادل فيها وفد الدولتين والراعي الأميركي والمضيف لهؤلاء كلهم الأمم المتحدة، يأملون أن يفتح ذلك الباب واسعاً أمام بدء عملية التنقيب عن النفط والغاز ثم استخراجهما واستخدام مردودهما المادي لإخراج بلادهم من الانهيارات المتنوّعة المالية والنقدية والاقتصادية ووضعها من جديد على طريق التعافي. طبعاً يخشى بعضهم انزلاق دولتهم وإن مشلّعة الى عملية تطبيع مع إسرائيل بفعل إغراءات متنوّعة ولا يعارض ذلك بعضهم الآخر لاعتبارات متنوّعة. لكنّ البعض الآخر هذا يدرك خطورة الدفع في هذا الاتجاه ولا سيما في الظروف المحلية والإقليمية والدولية الخطيرة التي يمرّ بها العالم. لكن اللبنانيين يتساءلون في الوقت نفسه عن السبب أو الأسباب التي جعلت "إنجاز" الترسيم يتأخر قرابة عشر سنوات، علماً بأن من كلّفته #الولايات المتحدة السعي الى تحقيقه في حينه كان #فريدريك هوف العسكري المحترف السابق ثم الديبلوماسي العامل في وزارة الخارجية ولاحقاً في مجلس الأمن القومي، وغير المعادي "جينياً" في المطلق للبنان والعرب رغم اعتباره مثل كل مواطنيه إسرائيل دولةً صديقة لبلاده بل حليفة دائمة. علماً أيضاً بأن خطط ترسيم الحدود البحرية بينها وبين لبنان التي اقترحها في حينه أعطت لبنان 55 في المئة من المساحة المتنازع عليها تاركةً لإسرائيل الباقي أي 45 في المئة. ولا ينسى كاتب "الموقف هذا النهار" الصدمة التي شعر بها مسؤولون إسرائيليين كبار من جرّاء ما اعتبروه "انحيازاً" أميركياً الى لبنان، وقد عبّروا عن ذلك لهوف صراحةً لكنه لم يعتذر عن "قسمة" اعتبرها في حينه عادلة، وأكدوا له قبولها لكنهم طلبوا منه أن لا يُعلن ذلك، وربما أن لا يُطلع لبنان على موافقة بلادهم عليها قبل إبلاغ مسؤوليه له موافقتهم. ليس الهدف من هذا الكلام طبعاً التمسّك "بقسمة" هوف للمنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، بل الإشارة الى صدقه في أثناء قيامه بعمله، وإلى تعاطف ما له مع لبنان غير متناقض مع كون إسرائيل الحليفة الأولى لبلاده في الشرق الأوسط.
وكتبت سابين عويس: الترسيم لا يختلف عن اتفاق الإطار وإنما بإخراج سيّئ
الابتسامات وعلامات الرضى المقرونة بالتصفيق، وقّع رئيس الجمهورية #ميشال عون اتفاق #ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع اسرائيل، والذي تسلّمه في صيغة رسالة من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين تتضمن نتائج المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل التي بدأت قبل اكثر من عامين برعاية اممية ووساطة أميركية حثيثة أدت الى انجاز الاتفاق بفترة قياسية رغم السقوف التفاوضية العالية التي انطلق منها #لبنان وتراجع عنها بعد عامين في تبرير انها كانت سقوفاً للتفاوض وليس للإتفاق!
بقطع النظر عن المكاسب الاقتصادية التي يأمل لبنان ان يحققها، بعدما رفع الاتفاق الحظر عن استفادته من ثروته النفطية، وأتاح فترة سماح تعزز الاستقرار الأمني مع تراجع المخاطر من مواجهات محتملة تستدرج البلاد الى اضطرابات او غيرها، ما يتيح استقراراً اقتصادياً واستثمارياً، يبقى السؤال في الداخل اللبناني عن المكاسب السياسية التي تحققت والجهات المستفيدة منها، وما يمكن ان ترتبه على البلد من انعكاسات، في مرحلة شديدة الخطورة، بفعل الفراغ المتمدد الى مؤسساته الدستورية.
في الشكل، كانت الصورة أصدق تعبير لما حمله الاتفاق للعهد في أيامه الاخيرة. فرغم حال الفوضى التي عكستها الصورة الحيّة من قصر بعبدا، فإن ملامح الفرح والانتصار كانت واضحة على محيّا رئيس الجمهورية وفريق العهد، الذي تصدر الحدث في غياب واضح لأيّ من ممثلي السلطتين التشريعية والتنفيذية، علماً ان أحداثاً أقل شأناً كانت تستدعي وجود الرؤساء الثلاثة، كما حصل مثلاً لدى توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
هل الترسيم أقل اهمية من "الصندوق" أم ان ثمة من يريد الاستئثار بالنصر، مقابل مَن يريد ان يغيب أو أن يوافق على تغييبه عن الصورة، نظراً الى الاختلاف الكبير بين اتفاق ترسيم مع عدو وبين اتفاق على دعم اقتصادي ومالي، خصوصاً ان مقاربة ملف الترسيم غرقت في مشهدية الاحتفالية بالتوقيع، بإشكالية التسمية الموحدة للحدث، هل كان توقيعاً على رسالة أم على اتفاق؟ اذ بدا واضحاً الحرص اللبناني على التلطي وراء ورقة تين أسقطها التوصيف الأميركي الذي عبٓر عنه هوكشتاين بصراحة عندما ردٓد كلمة "اتفاق" اكثر من عشر مرات، فيما ردد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب كلمة "رسالة" 11 مرة للتأكيد على ان التوقيع لم يكن على اتفاق بل على رسالة!
وكتب إبراهيم بيرم: "حزب الله": التراجع عن دور"الصانع" ليس عيباً
مَن شاء ان يكلّف نفسه عناء المقارنة والمفاضلة بين أداء "#حزب الله" الحالي حيال ملف #الانتخابات الرئاسية الطاغي على ما عداه بفعل دنوّ الشغور، وبين أدائه عشية الانتخابات المماثلة التي سبقت انتخاب العماد #ميشال عون، وتحديدا في الفترة التي تلت انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، يخرج باستنتاج حصيلته ان الحزب يتخلى في السباق الراهن على ملء الشغور المحتوم في قصر بعبدا عن صفة "الصانع" للرؤساء ويتراجع خطوة الى مقام "اللاعب" الى جانب متساوين في هذا الدور.
ليس جديدا القول إن الحزب نجح في الدورة السابقة في فرض معادلته الشهيرة آنذاك: "إما مرشّحنا (عون) وإما شغور مديد"، الى أن أتى حين من الدهر ونفخت رياح واستجدت معطيات لمصلحة أشرعة توجهات الحزب وارادته وحساباته، فتحقق في ذلك الحين رهانه وقهرت إرادته إرادات آخرين في مقدمهم حليفه الأوثق الرئيس نبيه بري.
وعليه، يبدو جلياً الآن لكل عالِم بالعقل الباطني للحزب انه بات يقرّ في كواليسه بأنه قد فقد عنصر "المبادرة" في هذا الاطار وتسرّب زمام الامور من بين يديه وصار لزاماً عليه عدم الانكار والاستعداد لمقاربات اخرى للموقف.