وصف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ما يحصل في غزة بـ"المؤلم والمرفوض"، مندّداً في المقابل بـ"غياب الموقف اللبناني الرسمي الموحّد، وعدم التشديد على ضرورة إبعاد لبنان عن هذا الصراع".
وأشار عودة في عظة الأحد إلى "جريمة ضدّ شعب ذنبه الوحيد أنّه يتشبّث بأرضه ويدافع عن تاريخه"، معتبراً أنّ "المؤلم أكثر أنّ ضمائر قادة العالم نائمة، وهم يكيلون بمكيالين، والعدالة غائبة. ففيما تُستَباح حقوق الشعب الفلسطيني منذ عقود، يُقتَل هذا الشعب من دون رحمة، يُعْتَبَر رفضه الظّلم اللاحق به جريمة، فيما الجريمة الكبرى هي انتهاك حقوقه والمقدّسات وسلب أرضه ومنعه مِن العيش في وطنه".
وشدّد عودة على أنّ "الكنيسة تقف دائماً ضدّ العنف وضدّ الحرب لكنّها ترفض الظلم، لذا أملنا أن تهزّ هذه الكارثة ضمائر قادة العالم فيُدركوا ضرورة وقف القتال وإيجاد حل عادلٍ لهذه القضية، لأن لا سلام حيث يوجد ظلم، والأبرياء وحدهم يدفعون الثمن دائماً، مع الصحافيين الذين يُسكتون كي لا يُظهروا الحقيقة".
وتابع: "ما يُؤلمنا أيضاً غياب الموقف اللبناني الرسمي الموحد، وعدم التشديد على ضرورة إبعاد لبنان عن هذا الصراع. لبنان الذي تحمّل وحده في الماضي تبعات هذا الصراع ودفع أثماناً باهظةً، يمرّ بأسوأ الأوضاع وأصعبها، وهو غيرُ قادر على دفع أثمان إضافية هو عاجز عن دفعها، وهو بغني عن التورّط في نزاع سوف ينعكس جحيماً على شعبه وما تبقّى من مؤسساته".
وأضاف: "دعاؤنا أن يرنو الجميع إلى المصلحة الوطنية، مصلحة لبنان واللبنانيين الذين ثَقُلَتْ أحمالهم، وهم بحاجةٍ مَاسَةٍ إِلَى مَنْ يَضَعُ مصلحتهم فوق كلّ مصلحة، وأن يُحِلَّ الله سلامه وعَدْلَه في هذه المنطقة وفي لبنان كي يعيش الإنسانُ فيهما بحرية وكرامة".