النهار

الاستعدادات لإيواء النازحين غير كافية... وخلايا أزمة صغيرة محلية واحتياطات حزبية
المصدر: "النهار"
الاستعدادات لإيواء النازحين غير كافية...
وخلايا أزمة صغيرة محلية واحتياطات حزبية
كفرشوبا.
A+   A-
ماذا لو استمرت الاشتباكات على الحدود في الجنوب بين إسرائيل و"حزب الله" على هذه الوتيرة؟

يقلق هذا السؤال أبناء البلدات الحدودية الذين غادروا بيوتهم في بلدات قضاء صور الحدودية من الناقورة وعلما الشعب مروراً بالظهيرة ويارين ومروحين وصولاً الى بلدات عدة في أقضية بنت جبيل ومرجعيون-حاصبيا. وثمة قرى لم يبق من أهلها أكثر من 5 في المئة من قاطنيها على غرار عيتا الشعب التي شهدت أحياؤها أشد المعارك إبان عدوان تموز 2006، وتلقى محيطها وخراج جارتها رميش في الأيام الأخيرة قذائف عدة.

وفي لحظة انتظار التطورات العسكرية المقبلة واتساعها على الأرض والتحسب من ارتفاع موجات أكبر من النازحين الجنوبيين من بلداتهم عُقدت سلسلة من الاجتماعات والاتصالات في السرايا الحكومية بتوجيه من الرئيس نجيب ميقاتي من خلال تواصله مع رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ورئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر. وعلى الرغم من هذه الجهود في ظل الإمكانيات المالية المتواضعة لم تشكل خلية أزمة حقيقية للتعاطي مع أفواج النازحين في حال اتساع دائرة المواجهات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة وإذا تخطت "الاشتباكات المدروسة" بعناية بين الطرفين ولو أدّت حتى الى سقوط قتلى من الإسرائيليين ومقاومين من الحزب.

وكان من الملاحظ أن العدد الأكبر من النازحين من البلدات الحدودية قد نزل عند أقارب لهم في صور وتوجّه آخرون الى السكن في عدد من المدارس تحت إشراف اتحاد بلديات صور. وبلغ عدد العائلات بحسب مجلس الجنوب 1630 عائلة، توزع أفرادها بين منازل أقاربهم ومراكز الإيواء.

ويوضح رئيس بلدية صور حسن دبوق لـ"النهار" أن اتحاد البلدات أنشأ خلية أزمة في المدينة وهي على تواصل مع مجلس الجنوب وهيئة الإغاثة "ونتلقى الدعم من محافظ الجنوب منصور ضو حيث يقوم بجهود كبيرة". ويتم التعاون مع عدد من الجمعيات الإنسانية والاجتماعية التي تسهم في تأمين بعض حاجات النازحين في ظل ظروف صعبة. ويقول إنه رغم كل جهود المؤسسات الرسمية "تواصلنا مع السيد حيدر واللواء خير اللذين تفقدا أماكن النازحين في المدينة. ورغم كل هذه المساعي لا يجري التعاطي كما يجب نتيجة الأعباء الملقاة على عاتق بلدية صور. ورغم كل هذه التحديات التي تواجهنا لن نستسلم في خدمة أهلنا وإن كنا نمتلك إمكانيات متواضعة". وما يخشاه دبوق في الأيام المقبلة هو تطوّر المواجهات العسكرية "وإذا عمد العدو الإسرائيلي الى ارتكاب أي حماقات أخرى فسنشهد ارتفاعاً في أعداد النازحين من الجنوب".

ولكن هل يتحسب العاملون على خط النازحين لارتفاع أعدادهم إذا اشتدت وتيرة المواجهات؟ هذا السؤال حملته "النهار" الى خير فردّ بالقول "نقوم بالواجبات المطلوبة منا حيال أهلنا النازحين من البلدات الحدودية". ويتحدث عن تقسيم الجنوب الى أكثر من خط. وإن كانت صور الخط الأول لاستقبال النازحين وإنشاء مراكز إيواء في المدينة والتحضير لفتح مدرسة في بلدة برج الشمالي، فقد اتُّخذت احتياطات أخرى إذا ارتفعت أعداد النازحين ووصلت شرارة الأحداث الى بلدات صور والنبطية على أن تكون صيدا الخط الثاني.

ومن هنا تبقى الأمور مفتوحة إذا تدحرجت وتيرة المواجهات بين إسرائيل والحزب وعدم اقتصارها على التراشق المفتوح على طول البلدات الحدودية، الأمر الذي سيؤدي الى تدفق النازحين الى بيروت وجبل لبنان والشمال على غرار مشهدية تموز 2006.

في غضون ذلك اتخذت قيادتا "حزب الله" وحركة "أمل" سلسلة من الإجراءات من خلال تحديد مراكز لإيواء النازحين في بيروت وعدد من المناطق. ونسّق الحزب كل هذه الأمور اللوجستية مع أحزاب وشخصيات صديقة في حال تدهور الأمور العسكرية في الجنوب. واستبق الحزب التقدّمي الاشتراكي هذا الأمر وعقد اجتماعات مع كوادر من حركة "أمل" في بيروت للمساعدة في احتضان النازحين في بيروت وبلدات الجبل. وجرى البحث في الموضوع نفسه بين الحزب والوزيرين السابقين طلال ارسلان ووئام وهّاب، من خلال إنشاء غرف عمليات لاستقبال النازحين في عدد من بلدات الجبل.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium