صباح الخير من "النهار"،
إليكم خمسة أخبار بارزة اليوم الخميس 19 تشرين الأول 2023:
ازداد لوحة الغموض التي تغلف الوضع اللبناني برمته في ظل الاخطار المتصاعدة من حرب غزة والتي ادت منذ يومين الى وقوع المذبحة المدنية الافظع في تاريخ المجازر الحربية الإسرائيلية أي مجزرة المستشفى الأهلي – المعمداني سابقا، من جهة، ومضي الوضع الميداني على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل في وتيرة تصعيد متدرجة من جهة أخرى. واحتدمت بعد ظهر امس ومساء المواجهات بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية على نحو واسع فيما كان لبنان بالكثير من مناطقه شهد وقفات احتجاجية وتظاهرات تنديدا بمجزرة المستشفى الأهلي في غزة، في حين برز مؤشر مثير لمزيد من المخاوف حيال الوضع في لبنان تمثل في انضمام سفارات دول كبرى كالسفارات الأميركية والفرنسية والسعودية الى توجيه دعوات عاجلة الى رعايا هذه الدول الى مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه في المرحلة الراهنة.
تستعد إسرائيل لاجتياح بري لقطاع غزة بعد الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في السابع من تشرين الأول وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400 في إسرائيل.
وتنفذ القوات الإسرائيلية منذ ذلك الحين أعنف قصف تشنّه على غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني، كما فرضت حصاراً مطبقاً على القطاع، مما يفاقم الغضب بين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وحذّرت الصحة العالمية من أنّ تكدّس الجثث بمستشفيات غزة يهدّد بكارثة بيئية.
وأشارت إلى مخاوف من انتشار الأمراض مثل الكوليرا بسبب استخدام سكان غزة للمياه الملوثة.
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أنّه "قصف بالدبابات بنية تحتية ل#حزب الله في جنوب لبنان".
وقال: "قمنا بتحييد خلية في جنوب لبنان باستخدام طائرة مسيّرة".
وأضاف: "رصدنا 9 عمليات إطلاق قذائف من لبنان خلال الساعات الـ12 الماضية".
أعلنت المديريّة العامّة للدفاع المدني، في بيان، أنه "في اليوم الثالث من عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في محاولة للعثور على المفقودين الذين كانوا داخل المبنى الذي انهار في #المنصورية عند الساعة ١٣،٤٥ من ظهر يوم الاثنين الماضي، تمكّن عناصر الدفاع المدني من انتشال جثّة مواطنة من تحت الأنقاض فتكون حصيلة الضحايا قد بلغت حتى الساعة ست مواطنات أمّا الناجيات اللواتي تم إنقاذهن فهن أربع".
منذ اللحظات الأولى لإطلاق حركة "#حماس" عملية "#طوفان الأقصى"، أعلنت #الولايات المتحدة تضامنها الكامل مع إسرائيل وتوّجته اليوم بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن وتبنّيه الرواية الإسرائيلية حول قصف المستشفى المعمداني. ويبقى السؤال عن المدى العسكري الذي يمكن أن تنخرط فيه واشنطن لمساندة تل أبيب.
على إثر عمليات "حماس" في السابع من تشرين أول الفائت، اتصل بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرّات عدة بعد "القطيعة" الطويلة، وأعلن تخصيص مساعدات جديدة لتل أبيب واتخاذ إجراءات عسكرية منها تحريك أساطيل بحرية.
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
مما لا شك فيه أن أحداً لن يخرج من الحرب منتصراً. ينتصر مَن ليس لديه شيء يخسره، إذ يثبت وجوده، وربما يحتل موقعاً على طاولة الكبار عند بدء أي تفاوض. هكذا فعلت الميليشيات اللبنانية في الحرب، وما بعد الحرب، حيث احتلت الطاولة برمّتها، ولذلك لم يتمكن لبنان من النهوض بمؤسساته، ليصير دولة بكل ما للكلمة من معنى.
لم يحدث قصف المستشفى المعمداني في غزة نقطة التحول التي يفترض ان توقف او تجمد الحرب على غزة على رغم رد الفعل الفوري الغاضب والمندد من دول عدة . ساهم الانكار الاسرائيلي لاستهداف المستشفى والمعلومات "الاستخباراتية" التي قدمتها اسرائيل لبعض الدول عن اتهام الجهاد الاسلامي بقصف المستشفى في تخفيف الانزلاق الغربي الى مطالبة اسرائيل بوقف الحرب التي تعتزم القيام بها فاظهر القادة الغربيون وحتى العرب اختيارا لخطابهم السياسي على خلفية انتظار التحقيقات لكشف هوية من قصف المستشفى في ظل تبادل الاتهامات بين اسرائيل والتنظيمات الفلسطينية وحتى السلطة الفلسطينية . قد يكون هذا العامل عطل توسع الحرب اقله راهنا . اذ كان رد الفعل الايراني لافتا جدا ومعبرا انه لم يكن صاخبا او راعدا بالاهوال التي ستنهال على اسرائيل على جاري العادة ، ما خلف انطباعا للمراقبين بان الامور ليست الى تصعيد فوري على خلفية استهداف المستشفى والبعض يقول ربما لعدم وجود ادلة كافية عن تورط اسرائيل في القصف ، ما اضعف احتمالات ان يشكل ذلك نقطة التحول المرتقبة اي نقل الحرب من غزة الى خارجها.
وكتبت سابين عويس: المزايدات الداخلية حول الاتفاقات مع إسرائيل في انتظار ساعة الحسم: غياب الرؤية لحل
ما يعكس الضبابية التي تسود المشهد الداخلي والعجز عن التعاطي مع الازمة الخطيرة المستجدة، برؤية أو استراتيجية واضحة، اذا لم يكن بهدف تحييد لبنان عن الحرب، فأقله من اجل الاستعداد لمرحلة مقبلة تنذر بخطر شديد على اللبنانيين الغارقين اساساً في جهنم انهيار مالي واقتصادي وتحلّل مؤسساتي، في الانتظار، تتوالى المواقف وردود الفعل المستمرة والشاملة على المآسي الحاصلة في غزة، من دون ان تترافق مع الأسف، مع اي خطة طوارىء داخلية تواكب اي تطور قد يدفع البلاد الى الدخول في الحرب، وما يرتبه قرار كهذا من انعكاسات كارثية انسانياً وامنياً واقتصادياً ومالياً. صحيح ان المستجدات طغت على اي حديث محلي آخر، على صعيد البحث عن توافق لانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة قادرة على تولي زمام المسؤولية، علماً ان التطورات المتسارعة كان يجب ان تعجّل هذا المسار ولا تطويه، فإن الموقف الوحيد الذي يخرج عن سياق الازمة عبّر عنه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في اطلاقه معادلة كاريش مقابل قانا، في محاولة استقطاب غير مجدية، سيما وان معادلة كهذه لا يملك قرار فرضها إلا الحزب الذي كان وافق سابقاً على ترسيم الحدود وسار بالتسوية النفطية. واي خرق لهذه التسوية سيكون من جانب الحزب الذي يحتفظ حتى الساعة بالصمت حيال خططه للمرحلة المقبلة، علماً ان الملف النفطي المعلق حالياً يشهد ضبابية كاملة لجهة مصير التنقيب والنتائج التي خلصت اليها شركة "توتال"، والشكوك حول الاعلان عن عدم وجود نفط في الاعلام فقط من دون اي اعلان رسمي، ما يجعل مصيرهذا الملف مرتبطا في شكل وثيق بمصير الحرب الدائرة وموقف لبنان من دخولها او تحييد نفسه عنها.
يعرف الفلسطينيون قبل غيرهم أن الخلاف المستحكم من زمان بين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير واستطراداً حركة "فتح" ورئيسها السيد محمود عباس وحركة "حماس" واستطراداً "الجهاد الإسلامي" ومنظمات صغيرة أخرى لا يزال مستمراً الى الآن. فهو ومن يمثّل لا ينسون فوزها وحلفاءها في أول انتخابات نيابية شاركت فيها أولاً بسبب انقسام الفتحاويين وتنافسهم الانتخابي الأمر الذي تسبّب بتشتّت أصواتهم. وثانياً بسبب تنامي حركة "حماس" لأنها إسلامية ولأنها استمرّت متمسكة بأهدافها الأساسية وأبرزها التحرير من الاحتلال الإسرائيلي وعدم استحسان عملية السلام، ولا سيما بعدما نجحت إسرائيل في إفراغها من معناها وجوهرها سواء بمساعدة الولايات المتحدة أو بعجزها عن الوقوف في وجهها أو الاثنين معاً. وهو أي عباس ومن يمثّل ومعهم "منافسوهم" الحمساويون تمسّكوا بمواقفهم فاتّهم الأخيرون رئيس السلطة ومن معه بمصادرتها. وهكذا نشأت سلطتان فلسطينيتان واحدة شرعية أو بالأحرى قانونية تعترف بها دول العالم وفي مقدمها دولة العدو الإسرائيلي التي يُفترض أن يؤدّي الحوار معها الى تسوية سلمية تُنتج دولة فلسطينية تعيش الى جانبها بأمان واطمئنان.
الأكيد أن "حزب الله" قد أعدّ العدة لمشاركة فاعلة في ورشة التحشيد والتعبئة الدائرة على خلفية المجزرة - الفاجعة التي ارتكبها الإسرائيليون عصر أول من أمس عبر قصفهم للمستشفى المعمداني في غزة الذي خلف وفق أغلب التقديرات أكثر من 500 ضحية بين قتيل ومصاب. والثابت أن المشاركة تلك بدأت من خلال وقفات في طول البلاد وعرضها وفيض من مواقف الدعم والإسناد، إلى محطات وأشكال أخرى.