يواصل "حزب الله" تصعيده العسكري على الحدود الجنوبية، مع استهداف مستمرّ ومُكثّف لمواقع إسرائيلية، وسط قصف إسرائيلي مدفعي وحربيّ طال القرى الحدودية، من يارون ورميش وعيتا الشعب ومروحين، تخلّله إطلاق قذائف فوسفورية.
وفي تقدُّم في الأماكن المستهدفة جنوباً، أطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخاً انفجر في وادٍ بين سُجد والريحان في إقليم التفاح.
يأتي ذلك في وقت نعى "حزب الله" ستّة من عناصر قضوا اليوم بالقصف الإسرائيلي في الجنوب.
واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة اثنَين في قصف على شمال إسرائيل، وقال: "نعيش أجواء الحرب في الجبهة الشمالية".
عمليات "حزب الله" العسكرية
بعد ظهر اليوم، أعلن "حزب الله" استهداف موقعَي العبّاد وحانيتا بالصواريخ الموجّهة، و"تدمير كمية من التجهيزات الفنّية والتقنيّة"، إلى جانب قصف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا بالصواريخ والأسلحة.
ولاحقاً، أعلن الحزب استهداف قوّة مشاة إسرائيلية في ثكنة هونين المحتلّة (راميم) وتحقيق إصابات مؤكدة.
وفي بيان آخر، أفاد "حزب الله" بـ"إطلاق صواريخ موجّهة على آلية "هامر" إسرائيلية في محيط ثكنة "دوفيف" ووقوع أفراد طاقمها بين قتيل وجريح".
وأضاف: "عند تقدُّم دبابة إسرائيلية باتجاه الموقع المستهدَف، قام المجاهدون باستهدافها بالصواريخ الموجّهة".
وإزاء تصعيد "حزب الله"، نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عنيفة على أطراف بلدات يارون، يارين، الجبَّين، عيتا الشعب وعلما الشعب. كما شنّ غارة استهدفت محيط بلدة الضهيرة.
ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف خلية كانت تُحاول إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه مستوطنة "شلومي".
اتّصال بين بلينكن وميقاتي
هذه التطورات المتسارعة على الحدود، استدعت اتّصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مؤكداً "دعم واشنطن للشعب اللبناني".
وقال متحدّث بالخارجية الأميركية إنّ "بلينكن تحدث إلى ميقاتي اليوم وأشار إلى القلق المتزايد بشأن التوترات المتصاعدة على طول الحدود الجنوبية للبنان".
وأضاف أنّ بلينكن شدّد على "أهمية احترام مصالح الشعب اللبناني الذي سيتضرّر من جرّ لبنان إلى الصراع في #غزة".
من جهته، أفاد الناطق العسكري الإسرائيلي بأنّ "الجيش هاجم خلية مسلّحة حاولت التسلّل وإطلاق صواريخ في مزارع شبعا مساء اليوم".
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع إصابات جراء إطلاق صاروخ موجه من لبنان نحو مستوطنة "برعام".
وفي وقت سابق، أشار الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق صاروخ موجّه من لبنان باتّجاه مستوطنة برعام الشمالية، مؤكداً الردّ "باستهداف المصدر". وقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّ الطيران يستهدف سلسلة من الأهداف العسكرية لـ"حزب الله".
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إنّ عدداً من الصواريخ المضادة للدورع أُطلقت من لبنان باتّجاه مستوطنة حانيتا، فيما ذكرت القناة 12 إطلاق صاروخ موجّه باتّجاه مستوطنة مرغليوت.
من جهتها، ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنّ "حزب الله" قصف برج تجسّس ومراقبة وموقعاً عسكرياً لإسرائيل مقابل منطقة الدباكة في ميس الجبل، فيما قصف الجيش الإسرائيلي أطراف بلدتي بليدا وبرج الملوك؛ وأشارت إلى تعرّض أطراف بلدتَيْ الضهيرة وعلما الشعب في القطاع الغربي لقصف مدفعي مركّز.
(مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي وقال إنّه يصوّر استهداف نقطة إطلاق صاروخ مضادّ للدبابات باتجاه مستوطنة مرغليوت الشمالية)
"حزب الله" ينعى ستة من عناصره
نعى "حزب الله" ستة من عناصره قضوا في القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان اليوم.
وهم: "وسام محمد حيدر "أحمد عباس" من بلدة الخيام جنوب لبنان، إبراهيم حسن عطوي "أبو تراب" من بلدة الصوانة جنوب لبنان، عباس بسام شومان "أبو الفضل" من بلدة النبي نعام في البقاع، بلال نمر رميتي "أبو علي نور" من بلدة المجادل جنوب لبنان، علي خليل خريس "حيدر" من بلدة الخيام جنوب لبنان، إسماعيل الزين من بلدة شحور الجنوبية.
في سياق متصل، نعت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لـ"الجهاد الإسلامي" في لبنان، محمد محمود موسى (41 عاماً) والذي سقط في جنوب لبنان أثناء "قيامه بواجبه الجهادي نصرة لغزة"، وفق ما جاء في بيان النعي.
وعلى ضوء التطورات الأمنية، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى "الطلب من سكان مستوطنات مرغليوت والمنارة ويفتاح ومسغاف الدخول إلى المناطق المحصنة".
في السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنّ "تقييمات استخباراتية تؤكّد أنّ (حزب الله) سينخرط في الحرب إذا تم اجتياح غزة"، في وقت قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للصحافيّين على الحدود مع لبنان إنّ "حزب الله" قرّر المشاركة في القتال".
ونقلت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي قوله "علينا أن نستعدّ بيقظة لكلّ الاحتمالات، فهناك تحديات أكبر تنتظرنا (...) وعلينا أن نكون جاهزين لأيّ موقف".
إصابات في إسرائيل
تزامناً مع اشتداد المواجهات عند الحدود الجنوبية، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسعفين في إسرائيل أنّ "مواطنَين أصيبا بجروح في الشمال الإسرائيلي اليوم".
وقالت خدمة الطوارئ الطبية التابعة لـ"نجمة داود الحمراء" في إسرائيل، في بيان، إنّ "أحدهما أصيب بجروح متوسطة في الصدر والآخر في الأطراف".
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت قد تفقّد الحدود الشمالية في وقت سابق من اليوم، داعياً الجنود إلى البقاء "يقظين".
وقال غالانت: "لقد قرّر حزب الله المشاركة في القتال، وهو يدفع ثمن ذلك. يجب أن نكون يقظين ونستعد لكل سيناريو محتمل"، مضيفاً: "تنتظرنا تحديات كبيرة".
وجاءت زيارة غالانت بعد دعوة لإخلاء مستوطنة كريات شمونة.
"قوات الفجر"- "الجماعة الإسلامية" في لبنان على خطّ القتال
للمرة الثانية، تستهدف "قوات الفجر"، الجناح العسكري لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان، المواقع الإسرائيلية عند الحدود الجنوبية، تزامناً مع استمرار العمليات العسكرية لـ"حزب الله".
ومساء اليوم، قالت "قوات الفجر"، في بيان، إنّه "في ضوء إمعان العدو الصهيوني في مواصلة الاعتداءات على أهلنا في الجنوب اللبناني وقصفه القرى ومحيطها واستهداف المدنيين، فضلاً عن مجازره المروّعة التي يرتكبها في فلسطين وقد طالت مؤخراً دور العبادة، وجّهت قوات الفجر ضربات صاروخية جديدة ومركّزة استهدفت مواقع العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة وحقّقت فيها إصابات مباشرة".
كما أكدت على أنّ "أيّ عدوان صهيوني يطال أهلنا سيتمّ الردّ عليه بمزيد من استهداف مواقع العدو، نؤكّد أيضاً على دعمنا لأهلنا الصامدين الصابرين الثابتين في غزّة، ولمجاهديهم أنّنا وإيّاهم في خندق واحد لدحر هذا العدو".