إثر الانطباع الذي ساد منذ أشهر على الساحة المحلية بأن نتائج الحفر والاستكشاف في البلوك 9 جنوباً، ستكون جيدة جداً وموعودة وستُغني لبنان لأجيال وأجيال... وقعت الواقعة وتبيّن بحسب النتائج الأوليّة أن لا شيء من هذا القبيل، بل تحوّلت الآمال إلى الآبار الأخرى علّها تُثلج صدور اللبنانيين دون أن تخذلهم...
هذه النتائج الأوليّة يبدو أنها دفعت بشركة "توتال إنرجي" التي قادت عملية الحفر والاستكشاف، إلى تجنّب المواجهة مع مجلس النواب الذي شهد جلسة للجنة الطاقة والمياه النيابية أمس بمشاركة الوزير وليد فيّاض وهيئة إدارة قطاع البترول، وبالتالي التغيّب عن الجلسة تداركاً لأي إحراج!
عدم حضور الجلسة فُسّر نوعٌ من الهروب أو التهرّب من "استحقاق المساءلة"...
"المركزية" استصرحت رئيس لجنة الطاقة والمياه النيابية النائب سجيع عطيّة حول موقف الشركة الفرنسية، فيقول إن "إدارة "توتال إنرجي" أبلغتنا قبل انعقاد الجلسة بأن الوضع الأمني المتوتّر لا يسمح لممثليها بالتنقّل من مكان إلى آخر، وقد وَرَدَها تنبيه من السفارة الفرنسية إلى أن الوضع القائم غير مطًمئن وبالتالي غير مناسب للتجوّل...".
و"قد يجوز أن إدارة "توتال" لا ترغب في وضع نفسها في حالة استجواب أمام البرلمان اللبناني حول نتائج الحفر في البلوك 9" يُضيف عطيّة، أما من الناحية القانونية، "فإدارة "توتال" ليست مسؤولة أمام مجلس النواب إطلاقاً، لأن علاقتها قائمة مع الحكومة ممثلة بوزير الطاقة والمياه، مع الإشارة إلى أنها ليست مؤسّسة لبنانية رسميّة كي تخضع لرقابة البرلمان اللبناني".
ويشير إلى أن "التقرير النهائي لم يُنجَز بعد، وبالتالي لا توجد معطيات نهائية لدى الأطراف المعنية إن وزارة الطاقة أو هيئة إدارة قطاع البترول أو إدارة "توتال إنرجي"، وبالتالي كل ما يزيد على التقرير الأوّلي يبقى ضمن التقديرات والتكّهنات".
وعن خلاصة شرح وزير الوصاية والهيئة خلال الجلسة، يكشف عطيّة عن أن "الهدف من الحفر هو استكشاف كافة الآبار الواقعة ضمن البلوك 9، لأن حفر بئر واحد لا يكفي في النشاط البترولي. وفي النتيجة الأوّليّة، تم العثور على غاز في البئر الأول بنوعيّة جيّدة لكن بكميات قليلة لا جدوى اقتصادية منها. كما تبيّن أن سماكة طبقة الغاز 6 أمتار بعدما كانت متوقّعة 50 متراً".
أما التحليل الجيولوجي لطبقات التربة الموجودة "فتبيّن أنها واعدة وتشبه الطبقات الجيولوجية الموجودة في حقل "كاريش" بحسب عطيّة.
ويستخلص القول "إذاً الطبقات الجيولوجية جيدة، بينما احتياطي الغاز التجاري غير موجود، لذلك يمكن وضع علامة 10/5 للملف"، ويتابع: هذه النتائج تقتضي فتح آبار عديدة لتأكيد مكامن الغاز. إذ يستحيل الحصول على أي نتيجة صائبة ومكتملة عند حفر بئر واحد بمساحة 1700 كلم.
وهنا يشدد على أن "المطلوب استدراج عروض جديدة، وإطلاق مناقصات للشركات العالمية المختصّة لتلزيم عمليات الحفر في الآبار الباقية في البلوك 9 للتأكد نهائياً إذا كانت تحتوي على نفط وغاز أو عدمه".
..."الجوّ ليس سلبياً ولا إيجابياً، بل خطوة إلى الأمام أظهرت أن طبقات التربة الجيولوجية تحتوي على إمكانية تحوّل كبير للغاز" يختم عطيّة.