جو لحود
مبدئياً ومن دون الحاجة الكبيرة للتكهنات والتحليلات، ينقسم اللبنانيون بشكل عمودي واضح في نظرتهم لموضوع الحوار والتواصل في ما بينهم.
وفي آخر جولاتهم الانقسامية حول الحوار والتواصل، تحوّلت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى نقطة اختلاف بحدّ ذاتها بين الأفرقاء من المحاور المختلفة وبين مكونات المحور الواحد أكان الممانع أم المعارض.
واللافت أن رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل، الذي سبق ورفض الجلوس على طاولة حوار، يقوم اليوم بجولة يمكن وضعها في إطار المناقشات والحوارات مع بعض الأفرقاء في لبنان.
وبالتزامن مع جولة باسيل التي انطلقت من السرايا الحكومية بلقاء جمعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على الرغم من المقاطعة المستمرة للجلسات الحكومية من قبل وزراء "التيار الوطنيّ الحرّ"، ظهرت إلى العلن عدة تساؤلات مرتبطة في الهدف من هذه الجولة وفي شكل الجولة والشخصيات التي قد تشملها.
لا تنسيق مسبق مع "حزب الله"
وحول الجولة التي يقوم بها باسيل وأهدافها، أكّد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جيمي جبور لـ"النهار" أنّ "هذه الجولة تأتي من باب المسؤولية الوطنية وضرورة المبادرة في ظل كل الأخطار التي تهدد لبنان في هذه المرحلة، لاسيما أن احتمال الدخول في حرب ما زال قائماً تماماً كما احتمال عدم الدخول في الحرب".
وأضاف: "أمام ما يجري، كان يفترض أن يبادر أصحاب المسؤولية في لبنان لتعزيز الحوار والتواصل بين اللبنانيين، وهذا ما يقوم به اليوم الوزير باسيل بهدف حماية لبنان وإيجاد أكبر قدر ممكن من الإجماع حول مصالحه العليا".
وأشار جبور إلى أن "جولة رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" ستشمل مختلف القوى السياسية في لبنان من دون استثناء، و"تكتل لبنان القوي" سيكون إلى جانب باسيل في جولته، إذ ستوكل مهام عقد لقاءات مع بعض الشخصيات إلى مجموعة نواب من ضمن التكتل أو شخصيات من "التيار الوطني الحر".
واعتبر أنّ "الجولة التي انطلق فيها باسيل، ستحمل صدى إيجابياً، فالحوار والانفتاح بين اللبنانيين ضرورة ملحة في ظل ما يحدث، والحرب بحال فرضت علينا لا بد من تحديد المصلحة الوطنية قبل أي شيء آخر وهذا تماماً ما أشار إليه عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله في تصريحه بالأمس الذي قال فيه إن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار".
وختم مؤكداً أن "جولة باسيل ستشمل "حزب الله"، مستبعداً أنّ "يكون هناك أي تنسيق مسبق بين باسيل و"الحزب" حولها".
تسيير شؤون البلاد ولو بالحدّ الأدنى أولوية
بدوره أكد عضو "كتلة اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن لـ"النهار" أنه "في ما يتعلق بالجولة التي يقوم بها رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل، واللقاء المنتظر مع الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، أننا "وكما دائما نؤكد على ضرورة التواصل الدائم مع مختلف الأفرقاء في لبنان".
ورأى أبو الحسن أنّ "تحصين الداخل اللبناني والعمل على التماسك بين اللبنانيين هو النقطة الأكثر إلحاحاً خلال هذه المرحلة، إذ إنه أمام الصعاب والأزمات كما المخاطر، لا بد لنا من أن نكون منفتحين على بعضنا البعض وفي حالة من التواصل الدائم".
وأضاف: "لا بد أن نسعى إلى العمل على انتظام مؤسساتنا الدستورية، والدفع بطريقة أو بأخرى لتسهيل التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولحين بلوغ هذا الهدف لا بد من أن تجتمع حكومة تصريف الأعمال بغية تسيير شؤون البلاد بالحد الأدنى، كما أنّه لا بد من التفكير ملياً بضرورة الذهاب إلى التجديد لقائد الجيش العماد جوزف عون أو إلى تعيين مجلس عسكري، فالشغور في قيادة الجيش لاسيما في هذه المرحلة غير مقبول على كافة الصعد".
وأشار أبو الحسن إلى أنه "في ظل كل ما يجري حولنا وبالقرب منا وفي ظل مختلف التطورات السابقة التي عاشتها المنطقة، هل ما زال البعد بين اللبنانيين من الأمور الطبيعية والمعقولة؟".
وختم معتبراً أن ّ "رفض الحوار والتلاقي بين اللبنانيين سيزيد الأمور تعقيداً وسيساهم بطريقة مباشرة في إيصال البلاد إلى المزيد من الخراب".
لا جدوى من التواصل مع محور الممانعة
وفي هذا السياق وفي اتصال مع "النهار"، أكّد عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم أن "جولة النائب جبران باسيل ما زالت ضبابية بالنسبة لنا أكان على صعيد الشخصيات أو الجهات الممكن أن تشملهم أو على صعيد المضمون او الأهداف التي تحملها هذه الجولة".
وأضاف " خلال هذه المرحلة كما مختلف المراحل الحوار والتواصل مع مختلف الأفرقاء في لبنان قائم بشكل طبيعي، فكل الأحزاب والجهات السياسية تتحاور وتتواصل في ما بينها عبر قنوات يتم تحديدها، فعلى سبيل المثال الحوار بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ" مستمر عبر التواصل بيني وبين النائب جورج عطاالله".
وقال كرم "أما وبحال أراد البعض العودة بالحديث عن الحوارات واللقاءات الموسعة فرأينا واضح ومعلوم من قبل الجميع، وفي هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى، نعيد ونؤكد أن الحوار مع محور الممانعة غير مجدٍ ومن غير الممكن أن يوصل إلى أي نتائج قد تساعد في وضع حدّ لأزماتنا المتلاحقة. فمحمور الممانعة وتحديداً "حزب الله" قراره في إيران، لذلك يمكن القول أنّه في أي لحظة تقرر أن تزج إيران لبنان في الحرب الدائرة في قطاع غزة، سيدخل "حزب الله" من دون أي تردد".
وختم كرم مؤكداً أنه "على الرغم من الواقع المشار إليه، تستمر محاولاتنا لإقناع "حزب الله" بعدم إقحامنا في الحرب وذلك رأفة باللبنانيين الذين تكفيهم مشاكلهم".