أكّد الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط أنّ "غزة قديمة قدم التاريخ والعصور والحروب عليها لا تُعد ولا تحصى، واليوم انتفض فريق من مناضلي غزة في حركة حماس واستطاع ان يقوم بعملية 7 تشرين".
وقال جنبلاط من دار الطائفة الدرزية: "الهجوم البرّي على غزّة قد يرتدّ على الداخل اللبناني ولذلك كان التواصل مع "حزب الله" بألا نستدرج إلى الحرب فهي في الجنوب "ماشية" ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعتها”.
وأضاف: "نجتمع اليوم كي نفكر في حال كبرت الأزمة كيف نتخذ الاحتياطات"، سائلًا: "مَن الذي يقفل معبر رفح؟ هناك لعبة خبيثة وعلينا العودة الى لبنان وتحصين الداخل". وتابع: "كلامي مع الحاج وفيق صفا وغيره كان ان لا نُستدرج للحرب رغم وجودها في الجنوب ولكن لا لتوسيعها ولكن الأمر لا يعود الى حزب الله فقط فلا نعرف ماذا تريد "إسرائيل".
وأشار جنبلاط إلى أنّه "في حال حصول نزوح لا بد أن نستخدم المدارس للايواء ولا بد أن نتوقع الأسوأ"، مؤكّداً أنّ " اللقاء مع بري كان ممتازا وميقاتي يقوم بدور كبير وباسيل هو من طلب موعداً للزيارة ويقوم بدور مهم".
الصور بعدسة الزميل نبيل إسماعيل:
في حديث لـ"الأنباء"، تحدّث جنبلاط عن لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وكذلك مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، فقال: "من أجواء هذه اللقاءات، تبيّن لي أننا قد نُستدرج إلى حرب، وقد تكون أقسى من حرب العام 2006، إذ آنذاك كان للبنان نوع من الحماية الخارجية والعربية، فرنسا أيام الرئيس جاك شيراك، الملك عبدالله، حسني مبارك. اليوم يبدو أنَّ هذه الحملة الغربية ضد الفلسطينيين وحماس تحت شعار محاربة الإرهاب لا توفّر أحداً، لذلك لا بد من الحدّ الأدنى للتلاقي، وتلاقينا حول كيفية اتخاذ بعض الإجراءات الداخلية، ترميم الحكومة وبعض التعيينات طرحتها شخصياً، الهيئة العليا للإغاثة، الصليب الأحمر وغيرها من الأمور الإجرائية الأساسية من أجل دعم المواطن، ومن أجل مواجهة الأسوأ، وأنا في كل حياتي السياسية كنت أنطلق بأنَّ الأسوأ آتٍ".
وأضاف جنبلاط: "رأيت عند باسيل الحرص والخوف نفسه من الآتي جراء هذه العاصفة الهوجاء والحرب المدمرة على فلسطين والعرب، ولنا قلق كبير على لبنان". وعن الفراغ المتوقع في قيادة الجيش، قال: "طرحت وجهة نظري، وأفضّل أن يكون التمديد لقائد الجيش، حتى لو كان بقي له 3 أشهر، إذ ليس باستطاعة أحد أن يعي كم ستطول هذه الأزمة، وبذلك له الأولوية من ناحية الخبرة وله مقام معيّن، وطبعًا معه تعيين المجلس العسكري".
على مستوى التطورات في الجنوب وعمّا إذا كان "حزب الله" لا يزال يُمسك بزمام المبادرة في ظل وجود قوى أخرى تتحرك على الأرض، قال: "أعتقد أن حزب الله لا يزال يُمسك بزمام الأمور، لكن أفضّل دائماً التذكير بالطرق الخاصة والاتصالات مع الحزب، أن لا تكثر تلك الجماعات التي تعمل في الجنوب تحت شعار المقاومة".
ووجّه جنبلاط رسالة إلى "حزب الله" قائلاً: "الرسالة دائماً هي نفسها، محاولة عدم الاستدراج إلى الحرب، والتقيّد بالدفاع عن النفس، وعن الجنوب ولبنان، لكن أن لا تجتاز تلك المرحلة خطوطاً معينة، لكن ليس الحزب مَن يقرر بمفرده، إنما إسرائيل قد تستدرج الجميع".
ورداً على سؤال عمّا اذا كان قلقاً من أيّ استهداف للمطار، أجاب جنبلاط: "طبعاً، أخشى على المطار وعلى طيران الشرق الأوسط، وكنت من الأشخاص الذين نصحوا محمد الحوت باتخاذ الإجراءات المناسبة لأن الطائرات اليوم ليست مغطاة بالتأمين، وإذا ما بقيت هذه المطارات على الأرض في لبنان فإننا سنخسر كلّ شيء، الأفضل أن نحافظ على التأمين في مطارات الأردن، قبرص او غيرها".
أمّا عن قلقه من أيّ توتر أمني أو طابور خامس، فقال جنبلاط: "شهدنا بعض التظاهرات، خاصة ما حصل قرب عوكر، إذ كان من الأفضل أن تبقى التظاهرات في الإطار السلمي، لكن بعضهم خرج وأحرق المحال التي لا علاقة لها بالسياسات الأميركية، كما التظاهرات على باب الجامعة الأميركية، ليست بهذه الطريقة نستطيع أن نحتج، وشهدنا بعض الكلام المسيء والمشمئز - كن دون ذكر من قاله - أفضّل أن لا نسمع مجدداً هذا النوع من الكلام".
إلى ذلك، كشف جنبلاط أنّه "ليس هناك أيّ لقاءات مع السيج حسن نصرالله في الوقت الحاضر، ولا أعتقد أن هذا الوقت المناسب خاصة في ظلّ الظرف الأمني والأخطار المحيطة بالجميع".
وتطرّق جنبلاط إلى الاستعدادات تحسّباً لأي نزوح لأهالي الجنوب في حال توسّع العدوان، فقال: "حتى هذه اللحظة، هناك أفراد وعائلات فردية تأتي من الجنوب، وتستأجر شققاً في الجبل، وندائي هنا لأهل الجبل بألا يكون التفكير بالاستفادة مالية وأن تكون الإيجارات مقبولة"، مضيفاً أنّ "الجهوزية يجب أن تكون على مستوى الدولة، كما كانت من خلال الهيئة العليا للإغاثة في العام 2006، وتحدثنا بهذا الموضوع مع ميقاتي".
وفي ظلّ تهديدات وزير الدفاع الأميركي بتدخّل بلاده في حال توسّعت رقعة النزاع، ورداً على سؤال عمّا اذا تواصل مع الاميركيين، قال جنبلاط: "لم أتواصل مع الأميركيين، استقبلت السفيرة الأميركية وبحثنا شؤونا خاصّة بلبنان. أمّا وزير الدفاع فلا أعتقد أنّه يستشير وليد جنبلاط أو غيره، نرى كل هذه البوارج في عرض البحر، بارجة واحدة لم تأتِ بعد وهي بارجة شارل ديغول الفرنسيّة، وأعتقد أنّها لن تأتي، وأتمنّى ألّا تأتي. اليوم الرئيس الفرنسي في إسرائيل وعلى أمل أن يزور معبر رفح ومستشفى المعمداني الذي ضُرب، أفضل هناك، فهناك فلسطين". وعلّق على تصريحات ماكرون بالقول: "نتمنّى أن تعود فرنسا حيث كانت أيّام جاك شيراك".
وفي سياق متّصل، وجّه جنبلاط وجّه رسالة الى السلطة الفلسطينية، قائلاً: "الأفضل على أبو مازن أن يخرج من رام الله، وأن يجدد منظمة التحرير وأن يسمح بالانتخابات، ويختار أين تكون إقامته، ولكن أفضل أن يخرجوا من دائرة رام الله المحتلة".
وبعدما كان وجّه نداء الى دروز فلسطين في ظل استغلال الرموز الدينية الدرزية في حرب غزة، قال جنبلاط: "بعض من دروز فلسطين تورطوا مع الصهيونية واستخدمتهم منذ عقود في مواجهة الداخل. لكن مع المعروفيين الأحرار، بالتحديد مع سعيد نفاع، قمنا بجولات من اللقاءات، وكان لقاء في قبرص، هذا الجهد الأساس لمنع التورط مع الدائرة الصهيونية لأنها لا توفر أحداً من الفلسطينيين، اليوم غزة، غداً الضفة، وثالثاً فلسطينيو الداخل، والدروز منهم أيضاً".