صباح الخير من "النهار"،
إليكم خمسة أخبار بارزة اليوم الخميس 26 تشرين الأول 2023:
يمكن القول انه بعد "خمود" او "تخدير" قسري طارئ وظرفي املته التطورات المتلاحقة منذ انفجار حرب غزة ومواجهات الحدود الجنوبية، استفاق الفولكلور السياسي الانقسامي باسوأ معالمه داخل الحكومة وخارجها حيال ملفات استعصى التوافق عليها اكثر من ملف السلم والحرب ومن يمسك بالقرارات المصيرية في وقت تهتز الأرض الجنوبية وتميد بمواجهات اسقطت واقعيا القرار 1701 بلا رفة جفن. الوجه القاتم لاستعادة الانقسامات تجسد في الخلافات الحادة بين المسؤولين الى حدود ان وزير الدفاع يغادر اجتماعا وزاريا وهو يردد غاضبا "يا عيب الشوم"، وهذا ما ينطبق على كل الطبقة "المسؤولة" هذه. ثم ان هذا الفولكلور تمثل في الازدواجية الفاقعة التي لا تفسير لها سوى في ان ما يجري امام الكاميرات في بعض التحركات السياسية والكلام عن الموجبات التوحيدية التي تفرضها خطورة الأوضاع والخشية المتعاظمة من انزلاق لبنان الى حرب مدمرة، لا تتطابق اطلاقا مع حقيقة المجريات السياسية التي لا تزال تتحكم بها لعبة تناتش النفوذ والمحاصصات وسواها وكأن شيئا لم يكن. النموذج الاحدث لانفجار هذه الازدواجية جرى تقديمه امس في انفجار الخلاف علنا خلال انعقاد اللقاء التشاوري الوزاري الذي انعقد في السرايا بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم حول ملف التحسب للشغور في قيادة الجيش، اذ كان يفترض بعد زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل للسرايا في مستهل الجولة التي قام بها على بعض القيادات ورؤساء الكتل ان يترجم وزراؤه "الموجب التوحيدي" بالسعي الإيجابي لايجاد حل عاجل لمنع الشغور في قيادة الجيش. لكن انفجار الخلاف داخل السرايا بدا "منسجما" أيضا مع التوافق الذي ساد لقاء بنشعي بين باسيل ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية حول رفض التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وهو امر لافت اجتمع عليه الخصمان اللدودان ربما على قاعدة "وحدة الخطر" الذي يشكله قائد الجيش كأبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية.
ذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلى اليوم الخميس أن القوات البرية ال#إسرائيلية قامت بتوغّل كبير نسبياً داخل قطاع #غزة خلال الليل لمهاجمة مواقع "حماس".
ووصفت العملية بأنّها أكبر من تلك التي نُفذت في السابق خلال الحرب التي دخلت الآن أسبوعها الثالث.
وواجهت إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة الأربعاء لإعادة النظر في خطتها الرامية لشنّ اجتياح برّي واسع نطاق لقطاع غزة حيث حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) من أنّها ستضطر إلى وقف عملياتها الإغاثية بسبب نقص إمدادات الوقود.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء من القاهرة أنّ شنّ "عملية برية واسعة النطاق" في قطاع غزة "سيكون خطأ".
يسيطر الهدوء الحذر على طول الحدود #الجنوبية بعد ليلٍ هادىء نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة.
وعُلم انّه خلال ساعات مساء الأمس، قام الصليب الأحمر بالتعاون مع #الجيش و"#اليونيفل"، بنقل جثتين، وخمسة جرحى من خراج بلدة يارون، إلى مستشفى غندور في بنت حبيل.
استحوذ سقوط عدد مرتفع من المقاتلين في صفوف "#حزب الله" على انتباه المراقبين، ولا سيّما أن ما يجري على الحدود بين الحزب والإسرائيليين لم يرقَ بعدُ إلى حرب واسعة ومفتوحة بل يتركّز على عمليّات موضِعيّة متبادلة بين الفريقين.
فقد "حزب الله"، بحسب إعلامه الرسمي، 37 مقاتلاً حتى مساء الثلثاء. ولا يكاد يمرّ يوم منذ بدء المناوشات مع الإسرائيلي إلا ويسقط فيه مقاتلون.
وفيما لا يتكلّم "حزب الله" رسمياً على المجريات العسكرية، التي تدار بسِريّة تامّة، يكشف مقرّبون من الحزب عن سبب الخسائر البشرية؛ فما يجري اليوم لا يُشبه واقع حرب تموز 2006، ولا مرحلة ما بعد الـ2006، وصولاً إلى مرحلة طوفان الأقصى، إذ ما يجري في الجنوب ليس سوى جبهة مفتوحة، أو اشتباك مفتوح؛ وهذا ما لم يحدث قبلاً بهذه الطريقة.
قضى عدد من أفراد عائلة مراسل "#الجزيرة" في #غزة #وائل الدحدوح، بمن فيهم زوجته وابنه وابنته، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع، وفقا لما ذكرت القناة اليوم الاربعاء.
واظهر مقطع فيديو الدحدوح وهو ينتحب عند جثة ابنه، رافعا الدعاء و"انا الله وانا اليه راجعون"، على ما ردّد. وقال: "بينتقموا منا بالولاد...".
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
حين يتم التحذير من استدراج لبنان الى الحرب والتي قد تكون مدمرة بالنسبة اليه على نحو اكثر عنفا من حرب تموز 2006 التي استحضرت الى الواجهة من باب المقارنة تخويفا للبنانيين وتحذيرا لاصحاب القرار من اخذ لبنان الى الحرب او الانزلاق اليها، لا يتم التطرق الى التفاصيل وما الذي سيلحقه التدمير . اسرائيل هددت باعادة لبنان الى العصر الحجري. ويخشى كثر ان ذلك قد لا يكون صعبا في ظل الانهيار الكارثي الذي يستمر لبنان في الانزلاق اليه . لكن الافتراض المبدئي قياسا الى اجراءات التحوط التي اتخذت هو الخوف على مطار رفيق الحريري الدولي وابعاد عدد من الطائرات الى دول صديقة يصب في هذا الاطار .
لا يشك أحدٌ في المنطقة وخارجها أن "طوفان الأقصى" الذي نفّذته "حماس" في غلاف غزة قبل نحو 19 يوماً أربك الى حدٍّ ما المملكة العربية السعودية. ذلك أنها كانت تتعرّض لإغراءات وضغط في آن واحد من الولايات المتحدة وتحديداً من رئيسها جو بايدن لتطبيع علاقتها مع إسرائيل. وهو أمرٌ كان يلحّ رئيس وزراء الأخيرة بنيامين نتنياهو على سيّد البيت الأبيض لإقناع المملكة ولا سيما وليّ عهدها الأمير محمد بن سلمان به. طبعاً استبعد الذين يعرفونها من زمان أن تُقدم على هذه الخطوة، إذ إنها من جهة دولة الحرمين الشريفين المقدسين عند مسلمي العالم كلهم على تنوّعهم واختلافهم، ومن جهة أخرى هي تعرف تماماً الشعور العميق السلبي حيال إسرائيل عند الغالبية الساحقة من هؤلاء لأسباب متنوّعة قد يكون أبرزها قيام دولتها في فلسطين بعد تهجير أبنائها العرب بالقوة ثم الاستيلاء عليها كلها بالقوة العسكرية منذ أواخر النصف الأول من القرن الماضي. فضلاً عن أنها لاحظت أن استرخاء الفلسطينيين الباقين في بلادهم تحت الحكم الإسرائيلي والمهجرين منذ 1948 و1967 الى دول العالميْن العربي والأوسع الناجم عن عملية سلام رعتها أميركا وفشلت بعد أكثر من عقدين في تحصيل الحد الأدنى من حقوقهم، لاحظت أنه اختفى وأن العودة الى الكفاح الشعبي المسلّح صارت الخيار الوحيد المتاح أمامهم.
لا ريب في أن الصورة التي عُمِّمت أمس وجمعت الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والامين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" في فلسطين زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشيخ صالح العاروري، تنطوي على الكثير من الدلالات والأبعاد المهمة في هذا التوقيت بالذات، لكنّ الدلالة الأبلغ فيها هي ان نصرالله يعطي على نحو غير مباشر الاجابة الحاسمة على سؤال طرحه عليه بإلحاح ديبلوماسيون وموفدون منذ اليوم الثاني لانطلاق عملية "طوفان الاقصى"، والذي يتمحور حول الخطوات والاجراءات التالية التي يمكن للحزب ان يُقدم عليها في الايام المقبلة من خلال دوره المتقدم في "محور المقاومة" الذي يخوض منذ أكثر من أسبوعين حرباً حقيقية بالغة الضراوة والشراسة، وتحديداً أين الحدود التي يمكن للسيد نصرالله ان يتحمل الوقوف عندها ولا يقرر أن يعطي الأمر لقوة ضاربة بالدخول الى الآخِر في عمق الحرب الدائرة فصولاً منذ صبيحة السابع من الشهر الجاري؟
خلال خمسين عاما في لبنان وبعد حربين أهليتين واحدة ساخنة حول السلاح الفلسطيني (1975- 1990) وثانية باردة حول المرجعيةالسورية على الدولة اللبنانية (1990 - 2005) خرجنا بادعاء ميثاقي في المرتين الأولى والثانية أننا لن نلجأ "بعد الآن" إلى الاستقواء ب"عامل خارجي" في علاقاتنا الداخلية كلبنانيين..
لكن التاريخ الكبير، تاريخ المنطقة، ليس فقط أكثر تعقيدا مما يظن اللبنانيون في وطنهم الصغير أنهم قادرون على الاتفاق عليه، بل أيضاً اكثر قسريةً في الحجم والإرادات والمسارات والنتائج. التاريخ الكبير للمنطقة أكثر قرقعةً وصهيل الأقدار وأحصنتها السوداء تملأ الساحات بغبار المعارك ونزاعات الشعوب.
إنه الأمر الجلل. وكم أمضى الجميع يتهيّب الأمر الجلل أوقاتا سياسية وعسكرية وحياتية منذ مائة عام ونيّف إلى اليوم.
لا يكفي ان يلتقي رئيس "التيار الوطني الحر" مع زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية لتكتمل جولته التشاورية على القيادات السياسية والتي وضعها تحت عنوان حماية لبنان وحماية الوحدة الوطنية في وجه المخاطر الناجمة عن حرب غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب. ذلك ان حماية الوحدة الوطنية تتطلب من صاحب المبادرة ان يكون على مسافة واحدة من كل المكونات السياسية، فلا يستثني فريقاً او مكوناً كما حصل بالنسبة الى امتناع باسيل عن لقاء المكونين المسيحيين الأكبر، "القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية.
بعد لقاء اول مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس المجلس نبيه بري والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتكتلي "التوافق الوطني" و"الاعتدال" واتصال "آمن" مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ختم باسيل جولته بلقاء جمعه في بنشعي برئيس المردة ومرشح "محور الممانعة" سليمان فرنجية، مستبعداً أي لقاء مع رئيس القوات سمير جعجع أو الكتائب سامي الجميل، مستعيضاً عن ذلك بايفاد ممثل له الى الاجتماع الأسبوعي لقوى المعارضة لعرض نتائج مشاوراته، على ما كشفت مصادر في هذه القوى. على ان باسيل سيعقد مؤتمرا صحافياً اليوم يعلن فيه نتائج مشاوراته.
مع تصاعد المناوشات على الحدود بين "حزب الله" وإسرائيل، من المهم التنبّه الى أن الخط البياني للمناوشات المذكورة تصاعدي باستمرار، بحيث إن المناوشات يمكن أن تتحول في مقبل الأيام الى اشتباكات وعمليات عسكرية أكثر خطورة.
من هنا لا بد لنا من التنبيه الى أن ثمة إجراءات يجب أن تتخذها الشرعية اللبنانية من أجل تدرك الموقف الذي تبدو فيه الدولة اللبنانية الغائب الأكبر عن المشهد. صحيح أن حكومة تصريف الأعمال تدرس بعض الإجراءات التقنية المرتبطة بالأمور الحياتية، واستمرار الحد الأدنى من المرافق الحيوية في الدولة، إضافة الى تأمين المواد الاستراتيجية التي سيحتاج إليها لبنان إذا ما تطورت المناوشات الحدودية الى حرب وتحولت الى حرب حقيقية على الحدود ووصلت إلى العمق اللبناني. خطة الطوارئ التي تعمل عليها الحكومة ويقال إنها أقرتها بشكل عام مهمة، لكنها غير كافية في ظل انفلات الوضع العسكري في الجنوب، وعجز الدولة عن السيطرة على جزء من البلاد.