جال النائب السابق وليد جنبلاط في بلدة بيصور، حيث كانت له سلسلة زيارات ولقاءات، استهلها من منزل الوزير غازي العريضي، الذي قدم قراءة حول محطات متنوعة كان فيها التقدمي الحاضر الدائم والبارز على الساحة الوطنية وقال: "ننسّق مع الأحزاب والمخاتير والمشايخ واللجان الشعبية في كلّ القضايا، وفي هذه المسيرة برزت في بيصور كل الطاقات والكفاءات والأسماء اللامعة في المجالات كافة، على أمل أن تصل هذه الكفاءات إلى مراكز مميّزة في البلد، عندما تهدأ الأمور".
وتوجّه إلى جنبلاط قائلاً: "لقد أخذت الموقف الصحيح والسليم والصائب منذ اليوم الأول في هذا الظرف الصعب، والذي يحفظ كرامة الجميع وهيبة الموقف، وهذا أمر ليس بجديد، لأنَّ القضية الفلسطينية كانت ولا تزال أمانة لدينا، خصوصاً بلدة بيصور، لأنَّ الشهداء الذين سقطوا تحت راية الحركة الوطنية اللبنانية، كانوا يدافعون عن لبنان وعروبته والقضية الفلسطينية".
وتابع العريضي: "اليوم في أصعب الظروف، نحيي الموقف والتوجيهات التي صدرت عن قيادتك، والمبادرات هي للتأكيد مَن هم أهل الجبل وأهل بيصور، ونسعى بتوجيهاتك وقيادتك، لأن تتمّ الأمور بسلام وأمن، إذا ما حصل أي أمر لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهته".
من جهته، قال جنبلاط أمام حشد من المشايخ والمسؤولين الحزبيين وفعاليات بلدية واجتماعية وشخصيات: "مررنا بمراحل صعبة ودقيقة وخطيرة، لكن يبدو أن القادم أصعب بكثير، لا أستطيع أن أتنبأ بما سيحدث، لعبة الأمم كبيرة، نرى كيف أن شعوباً بأسرها يُضحّى بها، لكن سيبقى الشعب الفلسطيني رغم الظروف".
وأضاف جنبلاط: "كل ما أتمناه وأسعى إليه ألا نُستدرج إلى الحرب، ندافع عن أنفسنا بالمدى الممكن، لكن ألا نستدرج للحرب".
المرجع العريضي
بعدها انتقل جنبلاط الى خلوة المرجع الشيخ أمين العريضي، حيث أكد جنبلاط أن "الهدف الأساسي لزيارتي الى بيصور والشيخ أمين هي المباركة له بهذا التكريم، بهذا الرّقي وبالتقدم اذا صح التعبير بالتقوى والدين. وطبعاً تأتي الزيارة ضمن ظروف بغاية الصعبة. باختصار، نتمنى على أصحاب الشأن، ومع الأسف هم خارج لبنان والبعض منهم داخل لبنان، أن لا ننزلق وأن لا نُستدَرج الى الحرب. لأن ما من أحد يتمنى الحرب، وكما نرى هذه الحرب الرهيبة على فلسطين وغزة والمدمرة بكل معنى الكلمة".
وأضاف جنبلاط "صحيح أن الشعب الفلسطيني جبّار، لكن في لبنان لا نتمنى أن نُستدرج الى الحرب. كنا وسنبقى الى جانب الشعب الفلسطيني، لكن أفضل ان لا نُستدرج، وكما قلت لكم "مش عنا"، يعني عند بعض الفعاليات المحلية "وعم نوصّلن خبر".
واضاف: "أما اذا استُدرجنا الى الحرب في اطار الدفاع عن النفس كما فعلنا تاريخياً سنة ٢٠٠٦ يعني يجب ان نكون متضامنين مع الشعب الجنوبي، قلت الشعب الجنوبي بكل فئاته الذي قد يتعرض الى تهجير، الشعب الجنوبي وغير الشعب الجنوبي، لكن الشعب الجنوبي أكثر تعرضاً لتهجير. هذه توجيهاتي مع الجميع وإلى الاحزاب، وبمعية الشيخ أمين نعمل على الصمود".
بدوره، رحّب الشيخ العريضي بزيارة جنبلاط، قائلاً "الوضع فرض نفسه، وإذا ما اندلعت الحرب، وأصبح عندنا ضيوف، فالطائفة كريمة ومضيافة وكما جرى في المرة السابقة، سنقوم بالواجب كما قمنا به سابقاً. الجبل ملجأ آمن ونتمنى لهذه الديار أن تبقى عامرة والمحافظة على اللقب الذي سُمِّيت به الطائفة: بني معروف".
وأضاف الشيخ العريضي: "للحصانة بابان، الأول هو الارادة البشرية والباب الآخر الارادة الالهية، الارادة البشرية ويعني أن على الشعب أن ينهض بنفسه، ونحن بهذا المجال نقدّر ونثمّن جهودك وليد بك وسعيك في موضوع المواد الغذائية والمواد الطبية واستشعار خطورة الأمر والحس بالمسؤولية. أما الارادة الالهية، فهناك عبارة تقول، قد تتأخر في رحمته فقط لأن عزيمتك لم تنضج بعد، والعزيمة تتولّد بالثقة بالله تعالى مدعومة بنية صادقة من العبد".وتابع الشيخ العريضي: "وحدتنا بهذا الموقف توفّر مشاكل في القرى، كما وحدة الكلمة، وهذا الأمر حق".
وختم الشيخ العريضي قائلاً "لقد اقتربت انتخابات المجلس المذهبي ونتمنى المشاركة من الجميع وتوحيد الكلمة واتفاق على شيخ عقل واحد، ونكون كلنا متفقين وموحدين على صعيد الوطن وعلى الصعيد الداخلي".
الشيخ ملاعب
ثم استكمل جنبلاط جولته بزيارة الشيخ أبو نبيل أديب ملاعب، الذي كان له كلمة ترحيبية مشيداً فيها بمواقف جنبلاط، ومقدّراً عالياً أهمية زيارته الى بلدة بيصور والدور الذي يقوم به على كافة المستويات.
جنبلاط بدوره أشار الى أن "لا خوف في بيصور أم الشهداء، ولا خوف على الجبل، فقد كان لكم وكان لنا انتصارات من خلال تضحيات هائلة، تذكرون كيف فتحنا الطريق الى بيروت والى الجنوب، والى طريق الشام. طريق المقاومة انذاك طريق الاحرار، وبفضل بيصور ومحيط بيصور الذي صمد. لكن اليوم قرار السلم والحرب ليس بكامله بأيدينا، وما يجري في المنطقة. كنا قد رأينا الأساطيل الغربية تأتي الى نجدة اسرائيل، ولا نريد ان نحوّل المعركة اليوم الى يهودي ومسلم أو يهودي عربي، لكن هناك طغمة حاكمة في إسرائيل تستبد. لكن تفاجأنا كيف كل هذا الغرب الذي يدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان وإلى آخره، كيف أنه يتغاضى عن المجزرة التي ترتكب بحق فلسطين في غزة والضفة. كل ما أتمناه من خلال النصح لبعض المسؤولين في لبنان، أكثر من لبنان لم نصل بعد، بأن لا نُستدرج الى الحرب، الحرب حتى هذه اللحظة قائمة في الجنوب بوتيرة عالية، لكن لا نريد ان يستدرج كل لبنان الى الحرب ولا اعتقد أن فيها فائدة. ففي حرب ٢٠٠٦ كان هناك جاك شيراك والملك عبدالله وحسني مبارك. اليوم لا يوجد أحد".
وختم جنبلاط "نتمنى متابعة المسيرة والقيام بالحد الأدنى من واجب بني معروف والله يقدّر".