يسيطر جوّ من الهدوء مترافق مع الحذر الشديد على طول جبهة جنوب لبنان، بعد تعرّض بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعيّ إسرائيليّ، وبعد سقوط عدد من القذائف والقنابل الحارقة قبالة موقع الراهب، جل العلام، وخراج بلدة علما الشعب.
وفي هذا السياق، أشار مراسل "النهار"، إلى سقوط 15 قذيفة إسرائيلية على أطراف الناقورة.
وقال الجيش الإسرائيلي: "نواصل توجيه الضربات لكل الخلايا التي تطلق النار من جنوب لبنان".
وتعمل وحدات من الدفاع المدني التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية على إخماد الحريق في محيط بلدة الناقورة، الذي تسببت به القنابل الحارقة التي قامت إسرائيل بقصفها.
"حزب الله" نعى اثنين من عناصره
ونعى "حزب الله" منير يوسف عاشور، من بلدة شقرا في جنوب لبنان ومحمد نجيب حلاوي من بلدة كفركلا.
ضغط داخليّ ودوليّ لمنع انجرار لبنان إلى الحرب
23 يوماً بالتمام والكمال مرّت على الحرب في غزة، فخدشت - وما زالت - الإنسانية في عمقها بفعل عمليات القتل التي تطال الأطفال والنساء والمدنيين من دون أيّ تردّد أو رحمة.
ومن أبرز المشاهد، التي رافقت الحرب وحملت في طيّاتها وجع الأهالي في غزة، بعض مقاطع الفيديو التي أظهرت الآباء والأمهات وهم يدوّنون أسماء أولادهم على أياديهم حتى يتمكّنوا من التعرّف عليهم إن تعرّضوا لهجوم إسرائيليّ وفارقوا الحياة.
ومشاهد الموت والدمار المسيطرة على قطاع غزة، تقابلها مشاهد انتظار وترقب في الداخل اللبناني. فالجبهة الجنوبية التي من غير المرجّح أنّ تتصاعد أعمال العنف والقصف عبرها، ما زال خطر توسّع نشاطها الحربيّ قائماً ولو بنسبة غير كبيرة.
وفي مشهدية الانتظار اللبنانية تبرز 3 نقاط، يمكن اختصارها بالآتي:
1- حراك دبلوماسيّ غربيّ مستمر، يتجلّى في المرحلة الحالية بزيارة متوقعة لمساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربارا ليف بيروت في الأيام القليلة المقبلة، وبزيارة أخرى لوزير الجيوش الفرنسية ليكورنو تبدأ الأربعاء المقبل.
2- جولة عربية يقوم بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على عدد من الدول العربية، استهلها في الأمس بزيارة الدوحة، حيث استقبله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحضور رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني.
3- ضغط سياسي داخلي مستمر لمنع تدحرج الأمور وإدخال لبنان في حرب شاملة وواسعة. وفي آخر المواقف في هذا المجال، بدا لافتاً تصريح رئيس حزب "القوات اللبنانية" في الأمس، إذ قال: "نتعب كل جهدنا لعدم جرّ لبنان إلى الحرب، ولبنان كله يكون في أمان إذا التزم "حزب الله" بالقرار 1701".
كذلك بدا لافتاً تصريح الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، الذي اعتبر أنه "في لبنان لا نتمنّى أن نُستدرج إلى الحرب".
وأضاف: "استدرجنا إلى الحرب في إطار الدفاع عن النفس كما فعلنا تاريخياً سنة 2006 يعني يجب أن نكون متضامنين مع الشعب الجنوبي".
الجبهة الجنوبية في الأمس
ومساء، أطلقت صواريخ من القطاع الغربي باتجاه شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرة صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الشمال. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن فرق الإسعاف توجّهت إلى مكان سقوط الصواريخ في كريات شمونة. وتبنّت "قوات الفجر - الجماعة الإسلامية" إطلاق الصواريخ نحو كريات شمونة. وفي وقت لاحق، أعلنت حركة "حماس" أنها قصفت من لبنان مستوطنة نهاريا بـ16 صاروخاً .
وفي تطوّر دخلت به الصواريخ المضادة للطائرات ميدان المواجهات، أعلن "حزب الله" أنه استهدف مسيرة إسرائيلية فوق بلدة الخيام بصاروخ أرض- جو، فأصابها إصابة مباشرة، "وشوهدت بالعين المجرّدة وهي تسقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة" . وأعلن لاحقاً استهداف وحدة مشاة إسرائيلية في موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية وإيقاع إصابات مؤكّدة فيها.
وليلاً، شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارات متلاحقة على أكثر من منطقة، لاسيما عيترون وبليدا وطيرحرفا، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف ثلاث خلايا على الحدود مع لبنان، وهدّد بقتل كلّ من يقترب من الحدود مع إسرائيل.