النهار

ستريدا جعجع دشّنت "مشروع التجذّر بالأرض": مستشفى يليق بالمواطن في بشرّي
مجد بو مجاهد
المصدر: "النهار"
ستريدا جعجع دشّنت "مشروع التجذّر بالأرض": مستشفى يليق بالمواطن في بشرّي
النائبة ستريدا جعجع.
A+   A-
شخصت الاهتمامات نحو بشرّي بعد ظهر السبت الماضي حيث بريقٌ مستمدٌّ من "روح إله مردّدةً مع أرز لبنان تذكارات المجد القديم"، انطلاقاً من سرد تعبيريّ كان استمدّه جبران خليل جبران من ملهمته التي شعَّت في افتتاحية مرفقٍ حيوي استشفائي حكوميّ بني على هضاب وأريد له ترسيخ القاطنين في تجذّرهم مع ركائز تأسيسه. كأن أرادت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائبة ستريدا جعجع تقديم "الترياق الناجع" للمواطنين على هيئة صمودٍ متين أمام الشدائد العاصفة في البلاد، على أن يغدو الرسوخ في ظلال الأرز اعتناقاً من نصاعة الأرض التي أرادت ستريدا جعجع تأكيدها في كلمتها المتكوّنة من "فعل إرادة" أشارت إليها لدى "القوات اللبنانية" في التشبّث بالأهداف وصولاً إلى بلورتها. إنه بمثابة "مشروع حلم منحني رضا ذاتياً كبيراً ووجدت فيه معنى عميقاً لحياتي في خدمة الناس وعزّز قناعاتي وإيماني بالإنسان، لأن أسمى ما في الدنيا الإنسان وصحته والأجمل من ذلك تضامن الإنسان مع أخيه أثناء المحن"، وفق ما أكّدت النائبة جعجع ما شكّل تحقيق حلمٍ انتظره أبناء بشرّي والجبّة 44 عاماً في افتتاح المستشفى الذي أصبح اسمه رسمياً مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق بشرّي الحكومي، في استذكارها رجلاً كان باشر بناء المشروع منذ أكثر من أربعة عقود. 

وأكّدت النائبة جعجع بفخر واعتزاز أنه "بات لنا مستشفى يليق بأهلنا في منطقة بشري وأنّ الموت على الطريق لمريض أو مصاب من أبناء بشري لن يحصل بعد اليوم بحجّة بعد المسافة للوصول إلى أقرب مستشفى لأن اليوم أصبح لدينا مستشفى لأهالي بشرّي والجبّة وكلّ من يقصد بشرّي". ورغم أن التحدي اعتُبر كبيراً جداً، "لكننا تصدينا له في إيمانٍ وأمل وإرادة لا تلين وأخذنا على عاتقنا القرار الحاسم في دعم أهلي في بشري بأعزّ ما يكون أي في صحّتهم وكرامتهم في أسوأ كارثة اقتصادية بل مالية ونقدية واقتصادية واجتماعية يمرّ فيها لبنان". وتوجّهت بالشكر إلى "من ساهم في لبنان وخارجه وديار الاغتراب لاستكمال هذا المشروع وتوفير أسباب نجاحه". وخاطبت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قائلةً: "أبينا وراعينا بطريرك الشركة والمحبة، هذه الأرض أرضنا ولن نتركها أو نتخلى عنها بل سنحافظ عليها بأغلى ما لدينا كأبائنا وشهدائنا وأجدادنا وأبطالنا وبطاركتنا وقدّيسينا وسنبقى فيها ببركتكم يا سيّد بكركي والديمان". وأكّدت أن "هذا المشروع المرتبط بصحّة المواطن وهو جزء أساسي من استراتيجية أطلقت عام 2005 وترتكز على الإنسان بذاته على الصعد الصحية والتربوية والثقافية والزراعية والإنمائية من أجل بقاء أهلنا متجذّرين في أرضهم... ويستمرّ هذا الرهان رغم المصاعب".

بدوره، هنّأ البطريرك الراعي أبناء منطقة بشري والجبّة "بعدما نشأ مستشفى وبات في استطاعتهم الوصول إليه بسهولة في وقت يحتاج الناس في هذا الزمن إلى استقرار نفسي وأمني واجتماعي بعدما فقدوا الثقة وباتوا يعيشون في عامل الخوف"، مؤكداً أنّ "هذا المستشفى يخلق الثقة والاستقرار عند الناس ما يجعلهم يتجذّرون في أرضهم بدلاً من التوجّه إلى الساحل. المدرسة موجودة وتؤمّن فرص عمل لأساتذتنا والموظفين فيها؛ وكذلك المستشفى يؤمّن فرص عمل للأطباء والممرضات وسائر المسؤولين والموظفين". ووجّه تحية إلى "روح أنطوان طوق الذي يفرح ويشفع من سمائه بالمستشفى حتى ينمو أكثر؛ لذلك نقول رحمة الله عليه". واعتبر أن "هذه مناسبة تساعد العائلات للبقاء في بشري... وجمال هذا الجبل ليس في صخوره فحسب بل في شعبه الذي يعطي الصمود ويشكّل لبنان الذي نحبّه".

ولم يغب عن كلمة البطريرك الراعي الإشارة إلى أنّ "كنيسة السيدة والمستشفى لا ينفصلان عن بعضهما بعضاً لأنهما يمجّدان الله ويخدمان الإنسان. وقد انطلقت مؤسسة جبل الأرز برئاسة النائبة جعجع في المشروع واستكملت المستشفى إلى جانب النشاطات التي ذكرت واعتبرت نشاطات جبّارة، لكن الانطلاق في المشروع حصل بجرأة وشجاعة نتيجة الإيمان والثقة بالنفس ووجود سند قويّ إلى جانبك أتوجّه له بالتحية اليوم وهو الدكتور سمير جعجع. وقد انطلقت النائبة جعجع بثقة وشفافية عمل مؤسسة جبل الأرز ومال "القوات اللبنانية" من ثقة عند الناس".
 

اقرأ في النهار Premium