خيّمت أجواء الحزن والحِداد على معظم قرى قضاء بنت جبيل وخصوصاً قرى عيناتا وعيترون وبليدا التي فُجع أبناؤها بجريمة استهداف طائرة إسرائيلية مسيّرة سيارة مدنية كانت تقودها السيدة هدى حجازي وبرفقتها بناتها الثلاث ووالدتها السيّدة سميرة أيّوب.
وأطلقت المسيّرة صاروخاً مباشراً على السيارة التي كان يتقدّمها شقيق سميرة الصحافيّ والباحث في الشؤون الروسية الدكتور سمير أيّوب، ما أدّى إلى تطاير السيارة عن الطريق العام بين عيناتا وعيترون، وارتطامها في "بورة" إلى جانب الطريق واشتعالها وتدميرها بشكل كامل.
وبعدما استشهدت الفتيات الثلاث وجدّتهنّ، نجت بأعجوبة والدة الفتيات التي جرى نقلها إلى مستشفى الشهيد راغب حرب في تول - النبطية، عمّت أجواء الحداد مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في عين إبل، التي استنكرت إدارتها الجريمة وأعلنت الحداد على تلميذاتها الثلاث فأقفلت أبوابها.
وترافقت أجواء الحزن مع مواصلة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحليقها في سماء المنطقة الحدودية من الناقورة غرباً ولغاية القطاعين الأوسط والشرقيّ، وطوال ساعات النهار تراجعت أعمال تبادل القصف المدفعيّ والصاروخيّ على طول الجبهة لتتجدّد بعد ساعات العصر، علماً أنّ المقاومة قصفت بالصواريخ مستعمرة مسكاف عامّ ردّاً على جريمة اغتيال الفتيات الثلاث وجدّتهنّ.
وبدا أنّ الجيش الإسرائيليّ تحاشى طوال ساعات يوم أمس القيام بأيّ اعتداءات في المنطقة الحدودية بعد ارتكابه مجزرة عيناتا، وأمّت منزلَي الدكتور سمير أيّوب وشقيقه كامل في عيناتا وفود من المعزّين، علماً أنّ غالبية سكان المنطقة أخلت منازلها حيث بدت الطرقات والشوارع العامّة شبه خالية من أيّ حركة، ومن المقرّر أن يُصار إلى تشييع جثمان جدّة الفتيات عند الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم غد الثلاثاء في جبّانة بلدة بليدا، على أن يتقرّر موعد تشييع جثامين الفتيات الثلاث مساء اليوم بعد أن وصل والدهم عصر اليوم إلى مطار بيروت الدوليّ عائداً من أفريقيا حيث كان يعمل.
وتبيّن من خلال نظرة على السيارة المستهدفة أنّ استهدافها حصل عمداً، وكلّ من كان في داخلها مدنيّ، وكانت السيارة تسلك طريقاً عامّاً كنّا كصحافيّين نسلكه خلال تنقّلنا بين عيناتا وعيترون، وكانت الرؤية واضحة لحظة استهدافها، وتبيّن أيضاً أنّ الأشياء الخاصّة بركاب السيارة من صوَر وأموال احترقت وتفحّمت.
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش: