في اليومين الأخيرين، لفتت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدمغ صحافيين وناشطين بصفة العمالة، حيث صبغت صورهم بلون الدماء مع رسمة نجمة داوود وشعار "قتلة الأطفال".
الأسماء المستهدفة لا يمكن وضعها في خندق سياسيّ واحد تماماً، لكن ما يجمعها هو معارضة "حزب الله" ونفوذ إيران، مما جعلها هدفاً لمناصرين للفريقين على مواقع التواصل.
من هؤلاء الناشطين والصحافيين، الزملاء نديم قطيش وليال الاختيار وديما صادق.
الزميلة صادق تدين الانحياز الأميركي لإسرائيل، وتنشر عن المجازر الإسرائيلية وتناصر أطفال غزة - وهو أمر بديهي - منذ بداية الحرب. لكن يبدو أن الوضع الراهن واعتمال المشاعر تجاه ما يجري في القطاع المحاصر والمشاهد المروّعة، بدت مثالية لتيّار سياسي إلكترونيّ لاستغلالها في تصفية الحسابات مع من يخالفه الرأي في السياسة، فحضرت العلاقة مع الولايات المتحدة ومعارضة سياسات إيران معياراً للفرز.
هكذا كانت ديما صادق تُعيّر على سبيل المثال بصورة تجمعها بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا.
ولكن أيّ فرز ذلك الذي أنتج حملة ترهيبية تدعو إلى إيذاء الشخصية بشكل مباشر عبر اتهامها بالعمالة والمشاركة في قتل الأطفال!
وجب رفض هذا الترهيب الفكريّ والتحريض على القتل في وقت لبنان بأمسّ الحاجة فيه إلى التضامن، والقضية الفلسطينية تستدعي الالتفاف حولها لمناصرة دماء أطفال غزة، واستخدام كلّ صوت لإعلاء كلمة الحق وإدانة مجازر إسرائيل في العالم.
لكل المغالين في الترهيب والتحريض، تعقّلوا!
ألاعيبكم مكشوفة. نعم هناك من يناصر فلسطين ويبكي أطفال غزة ويتوعّد بالثأر لهم، ويعارض إيران ومشاريعها ويشكّك فيها في آن!
لن تغيّروا هذه الحقيقة مهما فعلتم.
وفي سياق متصل، أعلن جهاز الاعلام في حزب "الكتائب" تضامنه مع الإعلاميين، وقال: "لا تتوقف الحملات التي يشنها "حزب الله" بأدواته الإلكترونية على كل لبناني حرّ تُحتم عليه مسؤوليته الوطنية المجاهرة بحقيقة أنّ في لبنان مَن يرفض الاستيلاء على قراره ومصيره. الحملات لم توفر الصحافيين ولا أصحاب الرأي والصوت الحرّ، ولم يتوانَ أصحابها عن كيل اتهاماتهم المعتادة والممجوجة بالعمالة والتخوين، في تصرّف لا ينم سوى عن ضيق صدر وحقد دفين. والقصد من هذه الهجمات المبرمجة إهدار دماء مَن يخالفهم الرأي ويقف بوجههم ويرفض إطباق سيطرتهم على البلد".
واعتبر أن "قتل الأبرياء مدان بكل المعايير والمعاجم، والتعاطف مع أطفال غزة يُجمع عليه كل اللبنانيين، فالحق يعلو لا يعلى عليه، أما هدر الدم ممَن سمتهم القتل والعنف والتحريض، فلم يُسكت يوماً اللبنانيين الأحرار ولن يسكتهم اليوم ولا غداً".