الى الرياض... يتوجه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نهاية الاسبوع للمشاركة في القمة العربية الطارئة التي تعقد السبت المقبل. قمة يعوّل عليها لبنان الرسمي، للخروج بموقف موحد يرفض استفزازات إسرائيل في الجنوب اللبناني، ويدعو الى الضغط عليها لوقف اعتداءاتها التي تستخدم فيها القنابل الفوسفورية المحرّمة دوليا وتقصف المدنيين ولا سيما منهم الصحافيين والاطفال والمسعفين.
ويسبق الرئيس ميقاتي الى العاصمة السعودية، وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الذي يترأس وفد لبنان الى الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة.
وفي السياق، يذكّر مصدر ديبلوماسي لبناني عبر "المركزية" بموقف لبنان الرسمي الرافض الحرب، ويشدد على ان رئيس الديبلوماسية اللبنانية بدأ حراكه منذ السابع من تشرين الاول الماضي، معيدا التأكيد امام كل من التقاهم وتواصل معهم من وزراء خارجية عرب وأجانب، وكل السفراء المعتمدين في لبنان، على رفض الحرب وان المخرج الوحيد للصراع الدائر يكون حصرا بالحل السياسي على اساس قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مناشدا المجتمعين العربي والدولي تنفيذ المبادرة العربية للسلام المنبثقة عن قمة بيروت العربية عام 2002 .
ويناشد بو حبيب الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية التوافق على وقف فوري للنار وادانة العدوان الاسرائيلي على غزة، والمطالبة بإدخال المساعدات الى قطاع غزة بصورة فورية وغير مشروطة. كما يشدد على رفض لبنان اي تهجير للفلسطينيين من غزة، وعلى الحل السياسي القائم على "اعلان بيروت" 2002 .
ويلفت المصدر الديبلوماسي عينه الى ان وزير الخارجية يلعب دورا مهماً في اتجاه الدفع الى وقف العدوان على غزة، باعتبار ان ما يحصل منذ اليوم الاول لا يمكن وصفه بأنه دفاع عن النفس، بل هو ابادة جماعية، والسكوت عنه بمثابة منح اسرائيل رخصة لقتل الابرياء، وبالتالي فإن الحل للأزمة الراهنة لا يمكن الا ان يكون سياسيا. وهذا ما يعتزم بو حبيب قوله امام نظرائه العرب، مع اعادة التأكيد على التزام لبنان الكامل للقرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701.
اما لبنانيا، فتشكل التهديدات الاسرائيلية العلنية بإعادة لبنان الى العصر الحجري وتدميره، والتي لا يتوانى المسؤولون الاسرائيليون عن الاعلان عنها بشكل يومي، وما يرافقها من قصف واعتداءات، أساسا لتأزيم الوضع الامني في الجنوب، وما ان تتوقف هذه الاستفزازات، وفق المصدر عينه، حتى يتلاشى التوتر تلقائيا.