كشفت مصادر محلية في سوريا لوكالة "الأناضول" التركية، أن "حزب الله" سحب "نحو 1500 من عناصره الموجودين ضمن صفوف جيش النظام السوري". وأوضحت أن الحزب استدعى عناصره من مناطق مختلفة من سوريا في غضون الأسبوعين الأخيرين، مشيرة إلى أن عناصر الحزب انسحبت من اللواء 46 في ريف حلب الغربي، ومن مدينة سراقب وقراطين شرق محافظة إدلب، ومن مناطق معرة النعمان وخان شيخون وكفر رومة وكفرنبل وحزارين جنوب إدلب. وأضافت أن العناصر انتقلت أولا إلى منطقة القصير جنوب غرب محافظة حمص ومنها إلى لبنان، مؤكدة انتشار عناصر من "المجموعات الإرهابية" المدعومة من إيران ولواءي "فاطميون" و"الباقر" الأفغانيين في الأماكن التي انسحبت منها هذه العناصر.
فرضت التطورات في الاراضي المحتلة عموما وعلى الجبهة اللبنانية الجنوبية خصوصا، على الحزب، اعادة حساباته اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". ففي ظل التوتر على الحدود والذي كلّف "حزب الله" حتى الساعة، 70 مقاوماً، يبدو ان الحزب اضطر الى سحب جزء من عناصره من سوريا، بما انهم من المتدربين الذين خاضوا معارك فيها على مر السنوات الماضية، ونقلهم الى الجنوب، للتخفيف مِن خسائره البشرية، خصوصاً ان غالبية من سقطوا هم مِن الشباب الذين لم يختبروا الحروب بعد.
لكن وفق المصادر، في قراءة لهذا الواقع، فإنه قد يدل على ان عمر المواجهة يمكن ان يطول، وعلى ان اقفال جبهة الجنوب لن يحصل في المدى المنظور، بل على العكس، بحيث قد يضطر الحزب الى توسيع حجم عملياته العسكرية وشكلها وطبيعتها في المنطقة، وربما الانخراط في حرب شاملة. وبالتالي عليه ان يكون جاهزا ومستعدا لتلبية النداء متى طلبت منه ايران ذلك. فالكل يعلم ان الكلمة الاولى والاخيرة في هذا القرار الكبير تبقى لطهران، تضيف المصادر، وهي حتى اللحظة، يبدو أنها تفضّل إبقاء الامور على "حجمها" الحالي: مناوشات بين الحزب والجيش الاسرائيلي. ورب قائل هنا، ان نفي المعلومات عن وجود الاف عناصر "الحرس الثوري" في الجنوب، يدل في ذاته الى ان ساعة الحرب الكبرى لم تدق بعد في ايران، وهي قد لا تدق إطلاقاً...
من ناحية اخرى، لا بد من التنويه ايضا ان خطوة الحزب نقل العناصر من سوريا الى الجنوب، تعني ان لا قرار بفتح جبهة الجولان، علما انها ايضا متاخمة للاراضي المحتلة. وهذا الامر إنما يؤكد ان لبنان مكتوبٌ عليه ان يكون ساحة مفتوحة سائبة، وصندوق بريد تستخدمه ايران لتوجيه الرسائل الى القوى الدولية الكبرى، في وقت تبقى فيه سوريا المحسوبة ايضا على محور الممانعة، بمنأى عن تجرّع هذه الكأس المرة التي يمكن ان تجر لبنان بأكمله الى حرب تدمّره اقتصاديا وماليا وبنىً تحتية، وتُلحق به وبشعبه اضرارا لا تعد ولا تحصى. فالى متى ستسكت الدولة اللبنانية عن استباحتها؟ تسأل المصادر.