النهار

مَن هما زعيتر ودقّو اللذان أدرجتهما وزارة الخزانة الاميركية على لائحة العقوبات؟
المصدر: "النهار"
مَن هما زعيتر ودقّو اللذان أدرجتهما وزارة الخزانة الاميركية على لائحة العقوبات؟
زعيتر.
A+   A-
أدرجت وزارة الخزانة الاميركية كلًّا من اللبنانيَّين نوح زعيتر وحسن دقّو، اضافة الى 4 سوريين من اقارب الرئيس السوري بشار الاسد، على لائحة العقوبات.

الاسباب التي اوردتها الوزارة ليست جديدة، وهي تمويل "حزب الله" وتجارة الكبتاغون.
فمن هما زعيتر ودقو؟

عندما يكون الخبر عن الفارين من وجه العدالة يتصدر اسم زعيتر الواجهة، وبحسب القوى الامنية فإن عشرات مذكرات التوقيف صدرت بحقه منذ سنوات ولم يتمكن أي جهاز امني من توقيفه.


"زعيتر: القرار جائر وتطاول على السيادة"
يُعدّ زعيتر من الشخصيات الذائعة الصيت في لبنان عندما يكون الحديث عن الفارين والمتوارين أو "الطفّار" كما يسمّون في منطقة بعلبك - الهرمل. فابن الـ 46 سنة مطلوب بموجب مئات من مذكرات التوقيف الغيابية ولم يخضع يوماً للمحاكمة، وهو مجهول محل الاقامة وإن كان ظهر في اكثر من مناسبة آخرها لدى تقديم ابنه امتحانات البريفيه الصيف الفائت. وقبل نحو اسبوع اوقف الجيش مهدي زعيتر نجل نوح، وقبل ذلك اوقف ابنه الاول، وحتى اليوم لم تتم محاكمتهما.

"النهار" تواصلت مع احد اقارب زعيتر الذي اكد ان لا علاقة لقريبه بكل التّهم التي سيقت ضده، وكرر بعض العبارات التي وردت في بيان وزعه نوح ووصف فيه قرار الخزانة الاميركية بـ"التطاول المستمر على السيادة اللبنانية بهدف ارضاء العدو الاسرائيلي". واذا اكد "كذب وافتراء النظام الأميركي"، أشار الى ان الاتهام هو "وسام شرف يضاف الى الأحرار المقاومين".

لا يخفي زعيتر عتبه على السلطات اللبنانية التي برأيه "سبقت الإدارة الأميركية في التهجم عليه وسارعت إلى معاقبته عبر الزج بولديه في سجونها بشكل ظالم وتعسفي".
 
ولزعيتر مطلبٌ كسائر "الطفار" هو إقرار العفو العام.

وخلال معارك الجرود وتحديداً في حزيران عام 2015، وزع زعيتر صوراً تظهره مع مجموعات من المسلحين الذين يتحضرون لمعارك جرود عرسال.

أما محاولات الاجهزة الامنية لتوقيفه فلم تصل الى نتيجة، ومن تلك المحاولات ملاحقته في جرود بعلبك فيما كان ينشر صورا له على شاطىء البحر في اشارة الى قدرته على تضليل القوى الامنية.

وعن اسباب إدراجه على لائحة العقوبات الاميركية، يرى مقربون منه ان الاسباب التي ادرجتها واشنطن "واهية وهي اصلاً لن تغير شيئاً في الواقع لان لا حسابات لزعيتر في المصارف، عدا ان الرجل لا يخفي علاقته بدمشق وينشر صوراً له مع اقارب الرئيس الاسد، وبالتالي ليس في ذلك اتهام وانما وسام".


"دقّو: رجل أعمال أم مهرب؟"
برز اسم حسن دقّو الى الواجهة بعد توقيفه بتهمة تهريب حبوب الكبتاغون، ومن ثم حكمت عليه محكمة الجنايات في بيروت بالسجن لمدة 7 سنوات.

وكانت القوى الامنية قد اوقفته خلال دهم منزله في الرملة البيضاء في بيروت في نيسان 2021 ولم يُصر الى محاكمته إلا في الاسبوع الاول من كانون الاول عام 2022.
 
حسن دقّو.
ولم يكن ابن بلدة الطفيل اللبنانية محط اهتمام في الاعلام قبل توقيفه عام 2021 على خلفية اشكالات في بلدته واتهامه بمصادرة اراضٍ بهدف بناء مشروع سكني، وتخلل تلك الفترة قطع الكهرباء عن البلدة التي كان الوصول اليها يتطلب العبور الى الاراضي السورية.

والطفيل بلدة لبنانية في محافظة بعلبك - الهرمل على الحدود السورية في السلسلة الشرقية، وهي قريبة من قرى القلمون السوري، وتحديداً من عسال الورد ورنكوس.

اللافت ان الوصول الى الطفيل كان عبر نقطة المصنع الحدودية، اي ان قاصد الطفيل عليه دخول الاراضي السورية ومن ثم يعود الى البلدة اللبنانية بعد ان يقطع مسافة ساعة في السيارة. وعلى رغم ان السلطات اللبنانية قررت منذ مطلع الستينات من القرن الفائت انشاء طريق الى الطفيل، بيد ان ذلك لم يتحقق إلا بعد تحرير السلسلة الشرقية من الجماعات الارهابية عام 2018 لتعود البلدة من عزلتها التي استمرت عقودا طويلة، وخلال تلك الفترة وجد بعض المهربين والفارين ملاذاً آمناً فيها.


"شحنة الى ماليزيا أوقعت دقو"
عندما دهم فرع المعلومات منزل دقو في بيروت كان السبب توقيف شحنة في ماليزيا تحتوي داخل الاثاث المنزلي الذي ارسل من لبنان على كمية من حبوب الكبتاغون كانت مخبأة داخل الالواح الخشبية، على ان تنقل لاحقاً الى السعودية.

وبعد اكتشاف الممنوعات ارسل الانتربول الى بيروت مذكرة توقيف بحق مصدّر الشحنة، ما افضى الى توقيف دقو. ومذذاك باتت قضيته محط متابعة، وقد تضاربت المعلومات عنه الى حد التشكيك بلبنانيته وانه حصل على الجنسية اللبنانية بموجب مرسوم التجنيس الصادر عام 2018، ومن ثم تبين ان لا صحة لهذا الامر.

لكن الاجهزة الامنية تؤكد ان الشحنة التي تمت مصادرتها في ماليزيا تعود لدقو، وان صورة لبوليصة الشحنة المضبوطة كانت على هاتفه.

اما السبب الكامن خلف اختياره لوضعه على لائحة العقوبات فيعود، بحسب اقاربه، الى قربه من دمشق وعدم معاداته الدولة السورية وحلفائها، وان في ذلك ما يكفي لإدراجه على لائحة العقوبات.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium