النهار

هل تضمن الـ"ميني تسوية" الغالبية لبري من الدورة الأولى؟
عباس صباغ
المصدر: "النهار"
هل تضمن الـ"ميني تسوية" الغالبية لبري من الدورة الأولى؟
الرئيس نبيه بري (أرشيف "النهار").
A+   A-
للمرة الاولى منذ 30 عاماً من المفترض ان يدخل الرئيس نبيه بري قاعة الهيئة العامة من المدخل الرئيسي بعد ان يصطحبه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من دارته الى ساحة النجمة. وللمرة الاولى ايضا ستكون اعادة انتخاب "الاستاذ" محل ترقّب ومتابعة لكل صوت تماماً كما كانت "التسوية" غير المكتملة لضمان الفوز من الدورة الاولى.

لا يبدو ان احداً في وارد المغامرة بتركيبة النظام اللبناني الذي ارسى اتفاق الطائف دعائمه قبل اكثر من ثلاثة عقود، وبمعنى آخر لن يكون رئيس مجلس النواب من خارج الاعراف التي ارسيت في البلاد منذ الاستقلال، مع تأكيد معظم الاطراف السياسيين على اهمية "الغاء الطائفية السياسية وبناء دولة مدنية".

واذا كان هذا الشعار الرنان محبباً لدى معظم السياسيين، الا ان هؤلاء يدركون تماماً ان لا قدرة داخلية لتغيير الصيغة من دون حدث "جلل" بالاتكاء على رغبة من خارج الحدود.


"الثلثاء الكبير"
قبل ظهر غد الثلثاء يتوجه الرئيس ميقاتي الى دارة الرئيس بري لاصطحابه الى ساحة النجمة، وعلى غير العادة منذ 30 عاماً، من المفترض في حال تطبيق "البروتوكول" ان يدخل "ابو مصطفى" الى القاعة العامة بعد صعود الدرج الرئيسي على مرأى من العدسات والاعلام وكذلك العناصر الامنية التي ستشاهد ذلك الحدث للمرة الاولى. وللمرة الاولى ايضا ستكون اعادة انتخاب بري محط متابعة واسعة ستفوق تلك التي جرت قبل 4 اعوام، وتحديداً في 23 ايار 2018، بعد حسم كتل وازنة قرارها بعدم التصويت لرئيس المجلس، ومن ابرزها كتلتا "لبنان القوي"، و"الجمهورية القوية" اضافة الى كتلة الكتائب.

المشهد النيابي، الثلثاء، سيكتمل مع انتخاب بري رئيساً للمجلس للمرة السابعة، والياس بو صعب نائباً له. وسيسبق ذلك كلمة لرئيس السن في سابقة حيث سيكون الاخير هو المرشح وهو الرئيس المنتهية ولايته وهو المرشح "الشرعي الشيعي" الوحيد، ومن المفترض ايضاً ان يحضر النواب الـ 128 الجلسة، علماً ان نية بعض النواب الجدد الانطلاق في ما يشبه المسيرة من المرفأ الى ساحة النجمة في تأكيد لأهمية انجاز التحقيق في اضخم انفجار عرفه لبنان والمنطقة في 4 آب عام 2020.

اما التصويت فلن تكون نتائجه مفاجئة لكثر حيث سيحصل بري على الغالبية المطلوبة لاعادة انتخابه من الدورة الاولى وسط تسريبات عن ان الاصوات التي سيضمنها بري ستفوق الـ 65 وقد تصل الى 67. وتلفت معلومات لـ"النهار" الى ان "التسوية لم تكتمل بسبب تمسك النائب جبران باسيل بمواقفه وتكراره لمحدثيه ان لا موجب لاعادة انتخاب بري، وان هذا الموقف مبدئي ولا تراجع عنه". وتفيد اوساط مواكبة للمفاوضات التي جرت في الساعات الاخيرة بان تساؤلات ظهرت لدى بعض النواب من "التيار الوطني الحر" عن الاهداف التي سيحققها "التيار البرتقالي" في حال استمر متمسكاً بمواقفه وعدم التصويت لبري وعدم تأمين الاصوات الكافية لانتخاب نائب للرئيس من صفوفه، وكذلك عدم ترؤسه بعض اللجان النيابية الاساسية وتمثيله في هيئة المكتب. وتتساءل الاوساط: "في تلك الحالة ما الجدوى من الترشح اصلاً للنيابة وخوض منافسات حامية للعودة الى البرلمان في حال كان التيار سيغيب عن المراكز الحساسة في السلطة التشريعية؟

كل ذلك يفضي الى معادلة مفادها ان "لا كسر لارادة باسيل في حجب اصوات كامل اعضاء التيار عن بري، في مقابل تصويت عدد من هؤلاء لعودة حليف الحليف الى موقعه".

اما ما يعزز تحقيق ما يريده بري المدعوم بشكل اساسي من "حزب الله"، فيكمن في عدم توحد المعارضة حول مرشح واحد لنيابة رئاسة المجلس. وفي السياق تفيد مصادر حزب "القوات اللبنانية" ان لا مرشح حتى اللحظة لذلك الموقع، وبمعنى اوضح لا ترشيح للنائب غسان حاصباني بعد، وان الاهم هو الاتفاق على المشروع السياسي وليس على هوية المرشح الحزبية، وهو ما اعلنه صراحة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع.

ويذكر ان مرشح "القوات" عام 2018 حصل على 32 صوتاً فقط مقابل 80 لنائب الرئيس حينذاك ايلي فرزلي، فيما نال بري 98 صوتا.

في الخلاصة، بري عائد وان كان يفضل ان تتكرر السنوات السابقة وان يكون انتخابه باجماع او شبه اجماع على غرار ما حصل في 17 تشرين الاول 2000 عندما حصل على اصوات 124 نائباً من اصل 126 حضروا جلسة الانتخاب.


[email protected]


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium