تضع المسؤولية النائب المنتخب في مواجهة النقد، وتحثّه على احتساب كلّ خطوة يقوم بها، والحرص على تجسيد التغيير والنهج الجديد وآمال الناخبين.
ويحصل أن يكون النائب "التغييري" متّصلاً أيضاً بناسه والتقاليد المتوارثة غير الموصولة بنهبٍ وفسادٍ وإزهاق أرواح، إذ درجت العادة على أن يتمّ الاحتفاء بشخص حملاً على الأكتاف؛ حصلت وتحصل وستحصل في الأفراح، وإن توقّع البعض أن تجري مخالفة هذه العادات.
هذا ما جرى اليوم في بلدة زرعون الجبليّة خلال الاحتفال بفوز النائب مارك ضو، الذي حُمل على الأكتاف فيما الجموع تحيط به، ممّا ذكّر مشهديّاً البعضَ على مواقع التواصل بفكرة الزعيم، التي ناهضها التشرينيّون. في الواقع طالعنا منشورات تنتقد المشهد بحدّة.
وعليه، بادر ضو مساء اليوم إلى التعليق على الحادثة، شارحاً بأنّ أبناء عمّه أصرّوا على حمله لبعض الوقت بالرغم من ممانعته بداية، وهذه حال اللبنانيين وعاداتهم في الاحتفالات. مارك تفهّم غضب المزعوجين من المشهد، مقدّماً اعتذاراً لهم، واعتذاراً آخر لأبناء بلدته الذين نالوا نصيباً من عبارات النقد. وفي علم الاتصال الجماهيري، مارس مارك وعياً بمخاطبة المنتقدين والقول لهم "سمعتكم وتفهّمت وأعتذر".
وكتب في صفحته على "فايسبوك": "اليوم، في ضيعتي زرعون، زجل ورقص وفرحة بفوز الثورة في الانتخابات النيابية.
حملوني أولاد عمّي لفترة وجيزة رغم اعتراضي، فهذه عادة في ضيعتنا في المناسبات السعيدة. وكما احتفلنا ليلة ١٥ أيار ، ليس كأشخاص بل فرحاً بالمعركة التي خضناها جميعاً.
ربما هناك من استفزه هذا المشهد وأنا اتفهّم ما يمكن أن تمثله في ذاكرتنا المشتركة تلك الصور النمطية، فانا أدرك وأعتذر إن ظهر هذا المشهد بأي طريقة استفزازية لأي شخص.
ولم يكن هناك من إطلاق نار بأي شكل. وهذا سمح بتحوير الموقف كأني أتمنى "الزعامة".
اولاً، كلّ الشكر والتقدير والاحترام لأهلي وعائلتي في ضيعتي وأعتذر من كلّ كلام مسيئ ورد على وسائل التواصل بحقكم وعاداتنا بالفرح.
ثانياً، أنا خضت هذه الانتخابات كمعارض لهذه المنظومة وفسادها و اجرامها، وهذا هو هدفي. وسأبقى دائماً وراء الناس معهم وبخدمتهم".
بأية حال، يجب التوقف مليّاً عند فكرة النقد والمحاسبة التي مثلتها ١٧تشرين، لكلّ ممثّل عن الشّعب ومسؤول.
النائب التغييري مارك ضوّ دعى اليوم في حفل أُقيم له اليوم على الاكتاف الى نزع السلاح.#وقائع pic.twitter.com/K2hpjQmcYT
— وقائع (@waqa2e3) May 29, 2022
أصوات من انتخبوا ومن لم يفعلوا، يجب أن تكون أمانة وحملاً مقدساً على كتف النواب، ويجب تركيز المحاسبة عند التقصير في الدفاع عن مصالح الشعب في المجلس وغيره من الأطر.
و لاشكّ في أنّ التغييرين هم أكثر فئة ترزح الآن تحت مجهر المراقبة لرصد هذه التجربة الوليدة ونتائجها وأداء نوابها المأمول.